النازحون بالقضارف و كسلا.. الفرار من جحيم الحرب الي قسوة الطبيعة

الامطار الغزيرة تجتاح دور الايواء..وتغييب اعلامي لجهد حكومة كسلا والزكاة
كسلا مدينة من (غبار) تحتاج نفرة للتنمية والاعمار

كتب – احمد جبريل

النازحون بفعل الحرب وتعديات المليشيا وانتهاكاتها لم تتوقف مآسيهم ومواجعهم بعد النزوح،فمع اول امطار غزيرة استمرت في الهطول لساعات بكسلا الا وعادت المعاناة بشكل افظع في حرب مفتوحة ضد الطبيعة هذه المرة بلا سقف يحمي وطعام يقيم الاود ويوقف صراخ الصغار.
لا اعلم حجم الجهد المبذول من حكومة ولايتي القضارف وكسلا لان الجهة المناط بها امر مراكز الايواء لاتشركنا كصحفيين في هذا الشان لنعلم ماذا انفقت ولايةكسلا مثلا والزكاة الولائية والاتحادية التي حولت مقرها الدائم الي كسلا وقد قدمت الكثير لمراكز الايواء بمختلف الولايات لنناشد غيرهم من المنظات لتدعم وتقف مع الاف النازحين الذين اكتظت بهم مراكز الوريفة.
تميل تضاريس كسلا للانخفاض وهو مايجعل الارض آوية للمياه الغزيرة وتحول الميادين الي بحيرات يمارس فيها الاطفال السباحة وهو ماشاهدته اليوم بشمال الحلنقة.
الكارثة الكبري ان غالب مراكز الايواء اجتاحتها مياه الامطار الغزيرة مسببة ابلغ الضرر للنازحين فهم من عذاب الي عذاب وهاهم اليوم يواجهون الطبيعة في اشرس صراع لايملكون ادواته وتعجز لجنة ايواء ولاية كسلا عن التصرف ازاءه وهي الولاية التي استقبلت عشرات الالاف من النازحين بامكاناتها الضعيفة وكف المركز يده عن الدعم دون اي تقدير لظروف الولاية التي تقاسي الامرين امطار غزيرة وامكانات شحيحة ومحلية فاشلة يتناوب عليها المدراء كمنصب للمخصصات فقط دون ابداع او تسخير للموارد الضئيلة في اعمال تؤكد حداثتهم ومدنيتهم فسكان كسلا بسطاء لايطالبون بتنمية وخدمات هي مستحقة بفعل سدادهم للضرائب والرسوم لكنهم للاسف لايحظون باي خدمة ،كسلا هي المدينة التي تلقب بالوريفة وفي حقيقتها هي مدينة من غبار،لايمكنك السير في شوارعها خاصة وسط البلد والمنطقة التجارية الا وانت مرتدي قناعا للوجه وواقيا ضد الغبار،عندما تسال عن المهام التي كان يقوم بها الولاة خلال العقود الاربع الماضية ستجد انهم لم يفعلوا شيئا لانسان كسلا،عدا طريق وحيد قيل ان من انجزه ادم جماع من كبري القاش الي مدخل كسلا الغربي وهو الطريق الوحيد الصالح للسير يضاف اليه اخر يمر جنوب وزارة الصحة.
كسلا تفتقر الي الخدمات اولها الطرق المسفلتة وهي تستحقها بتاريخهاالضارب الجذور وكونها مركز حضري لشرق السودان ومدينة سياحية،الكرة الان ورغم دقة الظرف الذي تمر به البلاد في ملعب السيد الصادق الازرق والي الولاية،الذي تعلق عليه امال عراض بان يكون متميزا ومتفردا يقود نهضة تنموية ضخمة بمدينة كسلا التي تحتاج اولا الي طرق تعزز من حركتها التجارية وربط الاطراف بالمركز فطريق الاسفلت بشمال الحلنقة هو بقايا اسفلت وهذه المنطقة مكتظة بالسكان وبها نشاط تجاري ضخم خاصة بطرقها الرئيسة يعاني اهلها من تذبذب التيار الكهربائي وتلف بعض المحولات دون ان تحرك ادارة الكهرباء ساكنا ايضا غرب القاش هناك طريق في حقيقته (فضيحة) يقود الي محطة الاكشاك وغيره الكثير بالاحياء الشرقية العامرية وطرق المربعات المهترئة ،ومايميز كسلا ان سياسة اهدار الاراضي التي سادت بالولايات الاخري لعقود نجت منها المدينة بالتالي امام الوالي مورد ضخم يمكنه من خلال عائداته تحويل كسلا الي اعظم مدينة بشرق وشمال السودان،ايضا يجب ان ينهض ابناء كسلا بالخارج والداخل في نفرة اخري ناجحة كنفرة دعمهم للمجهود الحربي ب١٦ تريليون وهي النفرة التي افترعها الوالي الازرق محققة نجاحا منقطع النظير،هذا الوالي جيد جدا يريد تقديم مافي جعبته لكنه لن يستطيع الا بتضافر جهود ابناء الولاية والدعم الشعبي والالتفاف حول رؤية واضحة محورها تنمية مدينة كسلا ثم الانطلاق للمحليات الاخري وتنمية كسلا تبدا من سفلتة طرقها والانطلاق نحو المشافي والمرافق الاخري.

Exit mobile version