مفاوضات سويسرا.. هل تنجح أمريكا في وقف الحرب في السودان؟ 

القاهرة- هبة علي

على نحوٍ غير متوقع أطلقت إدارة بايدن المتنحية عن فترةٍ رئاسية ثانية؛ مبادرة جديدة لوقف الحرب في السودان بعد جهود سابقة للولايات المتحدة الأمريكية ضمن مباحثات منبر جدة بالمملكة العربية السعودية السعودية ومنبر المنامة بالبحرين، فضلاً عن تأثير الدولة على منابر إقليمية ودولية تعمل على وقف الحرب في السودان..

 

 

ماجاء بالمبادرة الأمريكية؟

واطلقت الولايات المتحدة مبادرة جديدة تهدف إلى إحياء المفاوضات لوقف الحرب في السودان.

ووجه وزير الخارجية الأمريكي دعوة رسمية إلى قوات “الدعم السريع” والقوات المسلحة السودانية للمشاركة في محادثات بهدف وقف إطلاق النار برعاية أمريكية في 14 أغسطس في سويسرا.

وذكر بلينكن أن المحادثات المزمع عقدها ستتم برعاية مشتركة من السعودية وسويسرا، وستشمل مشاركة جهات أخرى مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات بصفة مراقب.

ووفقًا لما نشرته مجلة “فورين بوليسي”، فإن مسؤولين في الخارجية الأميركية، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أكدوا أنه إذا تعهد الطرفان المتنازعان بإرسال مفاوضين رفيعي المستوى والالتزام بجدية بإنهاء النزاع، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والمندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد سيتدخلان في المفاوضات.

وهذا في حال حدوثه سيمثل أعلى مستوى من التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في جهود تسوية النزاع .

 

 

وتستمر الحرب في السودان متجاوزةً الـ”15″ شهراً ،ومخلفةً أزمات وكواراث إنسانية وتتجه نحو سيناريوهات مجهولة، فيما تتواصل الجهود الإقليمية والدولية بمنابر واجتماعات بعدد من البلدان.

ورغم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قرر التنحي عن الترشح لولاية ثانية فإن إدارته قررت إعطاء الأزمة السودانية دفعة جديدة بإطلاق مبادرة لإنهاء الحرب بعد أشهر من المفاوضات خلف الكواليس، بحسب مجلة “فورين بوليسي”.

 

 

الحوجة لتوازان دقيق

 

كاميرون هادسون، كبير الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان، يرى أن إعلاناً من هذا النوع يعد مغامرة كبيرة لأنه ليس هناك أي ضمان بمشاركة الأطراف المعنية”. ولكنه يقول أن هذه المساعي الأميركية تشير إلى أن “الولايات المتحدة تدرك أن السودان في مرحلة حاسمة، ما يفسر سبب اعتمادها على خطوة محفوفة بالمخاطر كهذه”.

ويؤكد هادسون أن نجاح هذه المحادثات يعتمد على قدرة واشنطن على التحكم في تأثيرات الدول الخارجية المرتبطة بالصراع، بينما تسعى الولايات المتحدة أيضًا إلى ممارسة الضغط على الأطراف المعنية للوصول إلى اتفاق والمحافظة على هذا الضغط.

وشدد هادسون على أن المهمة ليست سهلة، ويوضح قائلاً: “ستحتاج إلى توازن دقيق يتطلب جهوداً دبلوماسية من الطراز الرفيع، وهو ما كان مفقوداً حتى الآن من الجانب الأميركي، بالإضافة إلى الحاجة إلى تهديد جدي بفرض تداعيات على الأطراف لرفضها اتفاق سلام” بحسب جريدة “الشرق الأوسط”.

 

 

مخرجات جدة أولاً

 

أما الخبير الأمني و الاستراتيجي العميد ركن م خالد محمد عبيد الله فيرى من ناحيته أن قوة “المتمردين” إلى زوال وذلك بتدمير الكتلة الصلبه وبدء تحييد الدول الداعمة له.

وأوضح عبيد الله من خلال حديثه لـ”صدى السودان” أن ظهور الولايات المتحدة الأمريكية في المحادثات خطوة لا مناورة فيها بوحود السعودية، الأمر الذي يعني الاتفاق العسكري في مايو 2023 حاضر، و وجود سويسرا يعني أن المخرجات والتوصيات الخاصة بمفوضية العون الإنساني حاضرة.

وأضاف: بالتالي لن تتقدم أي مفاوضات لأي مرحلة مقبله مالم ينفذ إتفاق جدة المعنى بخروج المتمردين من منازل المواطنيين والأعيان المدنية بدون استثناء في اي مدينة من مدن السودان ويقضي بتجميع ما تبقي من قوات التمرد خارج المدن بعلم الوساطة و إعتماد مفوضية العون الإنساني وتحديد مسارات الاغاثة بعلمها وموافقتها.

وأردف: يمكن أن تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بما لا ينقص الاتفاق السابق وتعلن عن وقف العدائيات ومسؤولية المسارات تمهيداً لوقف إطلاق نار وبقية الإجراءات المعلومة.

وشدد عبيد الله على أن نجاح هذه المفاوضات مرهون بتنفيذ مخرجات جدة أولاً ثم الموافقة على برامج المفوضية الإنسانية للمسارات المقترحه لإدخال العون الإنساني، وتابع: عدا ذلك ستتعدد المنابر الدوليه في ظل غياب الاتحاد الافريقي الرافض لرفع تجميد عضوية السودان وغياب للايقاد لعدم حيادها.

Exit mobile version