الأخبار

الطاهر ساتي … يكتب … قبل الحرب بخمسة أيام : خيارات محدودة ..!!

قبل الحرب بخمسة أيام :
خيارات محدودة ..!!
*الطاهر ساتي*

:: (عودة الوعي)، كأن يؤمن خالد عمر، القيادي بقوى الحرية، بأن اتساع قاعدة الانتقال المدني الديمقراطي واحدة من عوامل نجاح الانتقال، ولا مصلحة لديهم في قاعدة انتقال ضيقة، أو كما كتب في صفحته بموقع التواصل.. وما وصل إليه خالد اليوم هو ما يطالب به عقلاء السياسة منذ عام ونيف، وأن يتوصل إليه خالد أخيراً خير من أن يظل ناشطاً مثل عرمان و آخرين ..!!

:: وقد صدق خالد، فالحاضنة السياسية الضيقة تعني (حكومة ضعيفة ومعارضة قوية)، وهو وضع لن يؤدي إلى الاستقرار السياسي المرتجى، بل يعتبر من مهددات الأمن الوطني و التوغل الأجنبي (أكتر من كدا).. *وكما تعلمون فإن المرحلة الانتقالية، ليس في بلادنا فقط، بل في كل الدول، مرحلة خطرة وقابلة للإنفجار، والشواهد كثيرة بعد ثورات الربيع العربي..!!*

*:: وبلادنا لا تختلف عن ليبيا و العراق و اليمن و سوريا من حيث تعدد الجيوش والصراع القبلي والاستقطاب السلبي وغيره من عوامل الانفجار، ولذلك كان – ولا يزال- حرصنا على مناشدة القوى السياسية الفاعلة باليقظة و العمل على تماسك الجبهة الداخلية؛ وذلك ببناء أكبر تحالف سياسي؛ لحين عبور هذه المرحلة الحساسة، و لتجنب محارق تلك الدول..!!*

:: و الشاهد؛ بعد نجاح الثورة، كان إعلان الحرية والتغيير التحالف الأكبر في البلد، وكان المرتجى في بناء قاعدة المشاركة الواسعة، ولكنهم سقطوا في امتحان السلطة، وأصيبوا بداء الاحتكار ثم الانسلاخ.. احتكار أربعة أحزاب لمطابخ القرار تسبب في إضعاف حكومة حمدوك وساهم في توسيع قاعدة المعارضة وتمددها بحيث شملت قوى الثورة و الثورة المضادة..!!

:: وحكومة حمدوك لم تسقط يوم 25 أكتوبر كما يتوهم البعض، بل تم إسقاطها من داخل حاضنتها السياسية، وذلك بمعارضة برامجها ومحاربة مشاريعها..وكذلك تم إسقاطها بتعيين أضعف الكوادر فيها و المهرجين، ثم بتغييب أجهزة الرقابة والمحاسبة، ثم بتكبيل سلطات حمدوك، و..و.. أسقطها عجزهم عن تخطي مرحلة النشطاء إلى مرحلة رجال الدولة..!!

:: وبالتفكير في توسيع قاعدة الانتقال فإن خالد عمر يتخطى تلك المرحلة.. ونتفق معه في توسيع القاعدة، ولكن بمعايير سياسية عادلة، و دون التفكير في المحاصصة و(قسمة الكيكة).. والمؤسف أن الخلاف بين المركزي و الكتلة حول (نسب المشاركة)، وليس الأفكار والبرامج، ولا بين القوى الديمقراطية و الفلول، أو كما كانوا يخدعون أنفسهم بمظان خداع الناس..!!

:: والصراع حول نسب المشاركة يعني التفكير في المحاصصة،وكأنهم لم يتعظوا من دروس ما قبل 25 أكتوبر، و تناسوا أسباب إضعاف و إسقاط حكومة حمدوك.. وعليه، لكي لا يُعاد إنتاج تلك الأسباب، وليكتمل الوعي، ناقشوا معايير المشاركة، وليس نسب المشاركة؛ لكي تكون القيادة جماعية.. هذا أو ارحلوا جميعاً، فالبلاد حبلى بالكفاءات المستقلة، والضباط الفرسان..!!

*Alyoumaltali.net*
*١٠ إبريل ٢٠٢٣*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *