الأخبار الرئيسيةتقارير

اجتماعات جنيف.. مشهد غامض

القاهرة- هبة علي

لليوم الرابع على التوالي تستمر مباحثات جنيف بين الجيش والدعم السريع وسط غياب الأول والذي أوضحت مبرراته حكومة السودان ببيان مفصل صدر اليوم السبت..

حكومة السودان أكدت أن موافقتها على المشاركة بمباحثات جنيف أتت انطلاقاً من واجبها الوطني تجاه مواطنيها وتماشياً مع التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وحرصاً منها على التعاون والارتباط الإيجابي البناء مع الأمم المتحدة.
البيان قال انه رغم طبيعة الدعوة المقدمة من المبعوث الشخصي التي تشير إلى مناقشات غير مباشرة وليس عملية تفاوض، لم يتلق وفد حكومة السودان بعد بضعة أيام من وصوله إلى جنيف أية أجندة أو برنامج عن هذه المداولات. وقد طُلِب من الوفد الذهاب إلى قصر المؤتمرات بجنيف خلافاً للطبيعة غير المباشرة للمناقشات غير المباشرة وهو أمر لم ير فيه الوفد الحكومي داعياً، ويتناقض مع التفاهم حول عدم الإشهار الإعلامي لهذه المناقشات الأمر الذي طالب به الممثل الشخصي للأمين العام.
وشدد البيان على أن حكومة السودان لا ترى داعياً لإنشاء منبر جديد للوساطة، إذ تظل متمسكة بمنبر جدة وتعهداته وضرورة تنفيذ تلك التعهدات التي أُبرمت، كما أنها لن تقبل التعامل مع أي جسم بديل أو موازٍ بشأن الإغاثة الإنسانية خلافاً للكيان الحكومي المختص بذلك، وهو مفوضية العون الإنساني واللجنة العليا للطوارئ الإنسانية.
وأضاف البيان: تعيد حكومة السودان التأكيد على التزامها بالتعاون الإيجابي مع الأمم المتحدة في كل ما من شأنه تخفيف المعاناة عن شعبنا والتوصل إلى رؤية مشتركة بشأ وقد يسّرت مؤخراً دخول أكثر من 460 شاحنة إغاثة إنسانية عبر معبر الطينة حصراً على مواطنيها في تلك المناطق.

ماذا قالت الأمم المتحدة؟

الأمم المتحدة ذكرت أن أطراف النزاع في السودان قد وصلوا إلى جنيف للمشاركة في مفاوضات تقودها المنظمة الدولية بهدف التوسط لوقف محتمل لإطلاق النار لتسهيل وصول وتوزيع المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. ومع ذلك، أضافت المنظمة أن طرفًا واحدًا فقط قد حضر في بداية المناقشات التي جرت يوم الخميس الماضي.
وصرّح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في نيويورك بأن المحادثات في جنيف تمت بدعوة من مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة. وأوضحت متحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف أن الأطراف ستجري المفاوضات عبر لعمامرة بدلاً من الاجتماع المباشر.
قال دوجاريك: “للأسف لم يحضر احد الوفدين الجلسة التي كانت مجدولة يوم الخميس. واجتمع لعمامرة وفريقه في وقت لاحق مع الوفد الآخر كما كان مخططاً”. وأضاف أن لعمامرة دعا الجانبين لاستئناف المحادثات ليوم الجمعة بحسب وكالات.
و رغم تغيب وفد الجيش في الجلسات السابقة إلا أن الامم المتحدة أكدت استمرار مباحثات جنيف اليوم السبت.

تفاؤل بنتائج المباحثات

مدير برنامج أفريقيا بمركز فوكس للدراسات بجنيف د. عبد الناصر سلم شدد على أن الوضع الإنساني بالسودان سيئ للغاية بحسب إحصائيات جميع المنظمات الدولية، و أوضح بحديثه لـ”النورس نيوز” أن الوفد الحكومي يريد أن يكون مشرف بصورة كاملة على إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين، مشيراً إلى ضرورة وجود بعض المرونة من الطرفين.
وتابع: من الواضح أن الأوضاع الإنسانية متدهورة في جميع المناطق وتستوجب تحديد آلية مشتركة بين الطرفين لإيصال المساعدات.
سلم أكد أنهم تواصلوا مع الراعين للمفاوضات وتحدثوا معهم عن آلية مشتركة لمراقبة إيصال المساعدات لتخفيف عدم الثقة بين الطرفين، وتشمل الآلية طرفي النزاع والمنظمات الفاعلة.
ونوه: الملف ليس سياسي بل إنساني بحت، ويجب التقليل من سقف المطالب من الطرفين لإنقاذ حياة المواطنين.
وأردف: كمراقب للوضع متفائل بأن الطرفين سيتوصلان لوقف إطلاق النار او آلية لإيصال المساعدات الإنسانية بسبب ضغوط المواطنين على الطرفين.
ولفت: لابد أن تكون هنالك مرحلة أولى لوقف إطلاق النار تسبق مرحلة إيصال المساعدات، كامل أو جزئي وهذه النقطة عليها خلاف.

لم يجد حظه الكافي

من جانبه قال رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري ياسر عرمان إن الاجتماع الحالي الذي انفردت بتنظيمه الأمم المتحدة في مدينة جنيف دون تنسيق واضح المعالم مع الأقليم والمنابر الأخرى ذو أهمية فائقة ولم يجد حظه الكافي من الاهتمام.
وشدد عرمان من خلال صفحته على الفيسبوك، على أن الكارثة الإنسانية التي يشهدها السودان اليوم هي الأسوأ والأكبر على امتداد الكرة الأرضية إذ تدمر حياة أكثر من (٢٥) مليون مواطن نازحين ولاجئين وقتلى وجرحي وضحايا جرائم الحرب في كل أنحاء السودان، وكما تدمر البنية التحتية وتشتت المجتمع وتتسبب في انهيار الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها المنظومة العسكرية، وغابت عاصمة البلاد الخرطوم وهو أمر لم تشهده معظم الحروب الأهلية الأخرى مثل بغداد وصنعاء وعدن ودمشق التي ظلت حاضرة بشكل من الأشكال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *