“إقصاء” المؤتمر الوطني عن اجتماع القاهرة.. حل أم تعّقيد؟ 

القاهرة: هبة علي

تتأهب القوى السياسية والمدنية السودانية للمشاركة في مؤتمر القاهرة مطلع الأسبوع المُقبل لأجل إحداث توافق مدني يوقف الحرب ويبني السلام، ويأتي المؤتمر بمشاركة واسعة لأطراف ظلت ترفض الاجتماع لأعوام مضت، إلا أن المؤتمر الوطني ظل الغائب رغم أنه متهم رئيسي من قبل أطراف مشاركة بأنه من أشعل الحرب ويعمل على إستمرارها، فهل “إقصاءه” يأتي في إطار حل الأزمة ام تعقيدها؟

 

لم يتلق دعوة

 

قيادي بارز في حزب المؤتمر الوطني قال إن الحزب لم يتلق دعوة للمشاركة في المؤتمر الذي تستضيفه مصر، والذي يجمع القوى المدنية والسياسية السودانية الأسبوع المقبل.

وكانت قوى سياسية تنضوي تحت ائتلاف الحرية والتغيير أعلنت معارضتها الشديدة لمشاركة حزب المؤتمر الوطني- المحلول- في أي لقاءات سياسية تهدف لحل الأزمة السودانية، وفقاً لـ”سودان تربيون” .

 

 

وكانت قد أعلنت جمهورية مصر العربية مسبقاً استستضافتها في يونيو الجاري مؤتمراً للقوى المدنية في إطار حرصها على بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة السودان على تجاوز الأزمة التي يمر بها، ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب السوداني وأمن واستقرار المنطقة، لاسيما دول الجوار.

وأشارت إلى أن المؤتمر سيعقد بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، وأن غايته هي التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم، عبر حوار وطني سوداني سوداني، على رؤية سودانية خالصة.

من جانبها رحبت الكتلة الديمقراطية بالمؤتمر وأعلنت المشاركة به وكذلك تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”.

 

فشلت الفكرة تمامآ

 

المحلل السياسي د. الفاتح عثمان يفترض أن تتم دعوة جميع القوي السياسيه السودانية لمؤتمر القاهرة للاجتماع، مشيراً إلى أن تقدم اشترطت عدم دعوة المؤتمر الوطني للاجتماع مقابل حضورها وهو ما أجبر السلطات المصرية على عدم دعوة المؤتمر الوطني، وأضاف : (بذلك فشلت تماماً فكرة القاهرة بجمع كل القوى السياسية السودانية للتوافق على حل موحد للازمة السياسية السودانية ومعها ايقاف الحرب في السودان).

ونوه عثمان بحديثه لـ”صدى السودان” إلى أن المؤتمر كذلك دون حضور “تقدم” يصعب نجاحه، لافتاً إلى أن هنا تكمن أزمة القوى السياسية السودانية التي تعودت على منهج الإقصاء لخصومها .

وأردف: عدم حضور المؤتمر الوطني يقلل من احتمالية نجاح اجتماع القاهرة، وعموماً من المبكر توقع فشل إجتماع القاهرة وذلك لأن اجتماع القاهرة إن نجح في الخروج بتوصيات لجمع شمل القوى السياسية السودانية ويعتبر ناجح حتى لو لم يحضر المؤتمر الوطني”.

 

 

ليس معنياً بالسلام

 

من جانبه يرى المحلل السياسي طاهر المعتصم أن مؤتمر القاهرة يأتي في ظروف مختلفة وبعد أن جثت الحرب على صدور أهل السودان واصبحوا نازحين بالملايين وكل يوم تتوسع رقعة الحرب وحل الأزمة يكمن في الدعوة لوقف الحرب وإحلال السلام.

وقطع المعتصم من خلال حديثه لـ”صدى السودان” بإمكانية حل الأزمة عبر التوافق المدني_المدني والوصول إلى إتفاق يضغط طرفي الحرب “القوات المسلحة والدعم السريع” للعودة إلى منبر جدة وإلى جنيف للتفاوض حول المسارات الإنسانية وغيرها.

وشدد على أن حزب المؤتمر الوطني ليس معنياً بحدوث سلام ولم يعلن عن دعمه لوقف الحرب بل يعمل على عكس ذلك، موضحاً أن الأطراف التي ستجلس في القاهرة هي أطراف متوافقة على وقف الحرب.

وأضاف: (هنالك أخبار أن نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار سيحضر وهذا يعكس تمثيل الدولة ويصبح هذا الجمع الغفير من القوى السياسية والحركات المسلحة وتوافقها برؤية لوقف الحرب هو مخرج كبير، وكل من يرفض وقف الحرب مثل المؤتمر الوطني يصبح من الصعوبة بمكان أن يستصحب الدولة المضيفة والقوى السياسية هي التي توافقت على ذلك وهي التي تدرك ذلك.

وتابع: (حتى رئيس مجلس السيادة نفسه أعلن بأكثر من مرة وخلال الحرب أنهم ليسوا مع المؤتمر الوطني و الإسلاميين كما أن هنالك تصريحات عدة من قادة مجلس السيادة ذكروا هذا الأمر، منوهاً إلى أن هنالك إتجاه عام لوقف الحرب وإنقاذ السودان والمواطنين من الأوضاع التي يعيشونها.

Exit mobile version