الأخبار الرئيسيةتقارير

منبر جدة.. تساؤلات ومطلوبات قبل العودة

الخرطوم – تقرير إخباري

ظل منبر جدة للتفاوض بين وفدي الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع المتمرده متوقفا لعدة اشهر بعد ان فشلت الوساطة من حمل التمرد من الالتزام بتعهدات المنبر حتى يمكن الوصول الى اتفاق سلام ينهي الحرب الدائرة في السودان . ورغم العلل الكثيرة التي صاحبت موقف دولتي الوساطة ومحاولت البعض اختطاف المنبر الى عاصمة اخرى مثل اديس ابابا الا ان الواقع يؤكدا ان منبر جده يحظى بدعم دولي واقليمي . ولم يخفي رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إعلان ترحيبه ودعمه للمنبر خلال مخاطبته الجمعية العامة للامم المتحدة اخير . وقال رغم ترحيبنا بمنبر جده الا انه اشار الى اصتدامه عدم التزام الطرف الاخر بما جاء في المنبر من خروج المليشيات من المرافق العامة ومن منازل المواطنيين وهو ما دعا الى تاجيل المنبر لاكثر من مرة .في المقابل تدعي المليشيات تأكيدها وتمسكها بمنبر جده ولكنها ترمي بالائمة على الجيش على حد تعبيره . إذا الان كلا الطرفين يريدان استمرار منبر جده خاصة بعد التطورات على الارض وعلى المحيط الدولي والاقليمي والخطوات الجارية لتصنيف الدعم السريع كمنظمة ارهابية وبعد خطوة البنك المركزي الأمريكي بتجميد حسابات الدعم السريع أضف الى ذلك تحركات الجنائية الدولية لمحاكمة منتهكي جرائم الحرب من مليشيات الدعم السريع . ولعل مشاركة البرهان في الجمعية العالم للامم المتحدة ووضع الحقائق امام قادة العالمة وتاكيد تمسكه بمنبر جده التي ترعاه امريكا والسعودية فان الخطوة المقبلة في جده الا تحتمل مزيد من المراوقة من قبل التمرد خاصة ان شرط الجيش قائم ولم يتنازل عنه بل ان سقوفاته زادت بمجرد ان التمرد بداء يتراجع في مواقعه . بالتالي الصورة التي ترتسم عن اجتماع جده المقبل سيكون مختلفا رغم محاولة المليشيات تزيين وتشويش ذلك عبر الفيديد المفبرك لخطاب حميدتي. والحملة الاعلامية للجناحها الاعلامي لتغطية الاحدث .

اعداد العدة

وعلى هذا الترتيب السياسي السابق سبقت الولايات المتحدة الامريكية على لسان وزير دفاعها زيارة البرهان الى السعودية لتبين تاييدها لمنبر جده .وقال لن نمل حتى تحقيق السلام في السودان وعلى ذلك السياق قال سفير خادم الحرمين الشريفين في السودان السفير علي بن حسن جعفر، إن منبر جدة وضع أساسا لوقف الحرب، ومعالجة الآثار الإنسانية العاجلة التي نتجت عن الحرب، وفتح الطريق أمام بناء نظام حكم مستقر ومستدام يحدد ملامحه السودانيون وحدهم، دون تدخل أو إملاء. وقال بن حسن في مقر السفارة المؤقت في بورتسودان، شهدت حضورا نوعيا يتقدمه زعيم الشرق الناظر محمد الأمين ترك، ونائب حاكم دافور محمد عيسى عليو، والبروفيسور محمد الأمين إسماعيل أقوى المرشحين لرئاسة وزارة مرحلة التأسيس المتوقع إعلانها قريبا ترفيعا لحكومة التكليف الحالية إلى حكومة أصيلة مع بعض التعديلات الوزارية، وشاركت في الدعوة أيضا القيادية في الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل شذى عثمان عمر، وعبد العزيز مرسال وزير مالية حكومة دارفور ممثلا للقائد مني اركو مناوي رئيس وقائد حركة جيش التحرير، ومستشار الحكومة للإدارة الأهلية يحي حسن نيل، ومجموعة من قيادات الشرق، الأمين العام لمجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة سيد ابو آمنة، وياسر الجميعابي مستشار الناظر، وملازم الناظر الأمين الهميم طه جعفر.
وقال السفير بن جعفر إن المملكة العربية السعودية أعدت العدة للمشاركة بقوة في مرحلة إعادة بناء واعمار السودان بعد وقف الحرب، وقد أسست صندوقا خاصا لذلك، وكشف عن لجنة سعودية مصرية شكلتها الجامعة العربية لمتابعة شؤون السودان، لا سيما في مجالات البناء والتنمية.وأثنى السفير السعودي على المواقف والجهود المصرية في المسألة السودانية، وقال إن مصر أكثر دولة يهمها شأن السودان، وتتأثر به، وقال إنهم في المملكة في حالة تنسيق وانسجام دائم مع مصر

قبل العودة

وكتب الكاتب الصحفي بكري المدني مقال منشور حول العودة لمفاوضات جده قال في حال لم يتم إخراج التمرد بالقوة من البيوت والأحياء والأعيان المدنية فإن التفاوض خيار ثاني لإنهاء هذا الإحتلال التمرد نفسه يسعى للتفاوض ويبحث فقط عن ضمانات لا يتعرض بموجبها للضرب من الجيش أثناء وبعد الخروج الى مواقع تجميع قواته في مراكز تحت إشراف دولى . وابان ان إعلان جدة يحقق أهداف الجميع معا (الأول) إنهاء الاحتلال و(الثاني) عدم تعرض قوات التمرد للضرب أثناء الانسحاب ولكن -ولكن هذه مهمة جدا لأنها تفرض سؤالا محوريا على القيادة وعلى الوساطة وهو // ثم ماذا بعد تجميع قوات التمرد في مراكز تحت إشراف دولى ؟! واضاف قبل ذلك -العودة للمفاوضات بعد حل الدعم السريع نفسها تحتاج الى// تخريج //مع الإقرار بأن هذه العودة فرضها واقع استمرار الإحتلال وواقع المقدرة على مهاجمة مواقع القوات المسلحة بعد 6شهور من الحرب -! بعد التخريج الذي يفسر أو يبرر التفاوض مع قوة محلولة يبقى السؤال الأهم حول مصير هذه القوة ؟! مبينا ان الإجابة على مصير قوات الدعم السريع (المحلولة )تعيدنا الى حقيقة ان منبر جدة بالأساس منبرا فنيا /عسكريا مهمته كانت ولا زالت هي معالجة وضعية هذه القوات /فقط لا غير! . وراى من المستحيلات غير المقبولة للناس – الشعب -عند معالجة وضعية القوات إعادة أو الإبقاء على الدعم السريع كمؤسسة عسكرية قائمة موازية او حتى تابعة للجيش ! من المستحيلات القبول بدمج كل أو بعض هذه القوات في الجيش ولو على مستوى الأفراد وذلك بعد السلوك الجمعي الذي بدر منها و-لايزال -أثناء الحرب !. وقال المطلوب الوحيد إذا والمقبول من العودة لمنبر جدة هو الإتفاق على كيفية تسريح قوات الدعم (المحلولة)وتسليم سلاحها مع حق الدولة والناس من بعد في مقاضاة أفرادها وقياداتها في الحق العام والحق الخاص معا -! . واكد ان العودة لمنبر جدة فقط لإخراج قوات الدعم من البيوت والأعيان ولتسريحها بعد تجميعها وتسليم سلاحها ومن ثم حفظ حق الدولة والناس في مقاضاتها . أي تجاوز للمطلوب أعلاه سوف يعيد مؤسسة الدعم السريع ويعيد إنتاج الأزمة و إستمرارها وهو خيار أفضل منه محاولة إنهاء التمرد بالحرب بدلا عن محاولة انهائه بالتفاوض!.

صراع السودان

وتقول المختصة في الشئون الدبلماسية مي محمد علي ان منبر جده يحظى بدعم كبير من واقع الدول التي تقف من خلفه واكدت ان امريكا والسعودية خلال الفترة الماضية احاطت بقضية الصراع في السودان من واقع الاجتماعات السابقة واضافت رغم عدم احراز اي تقدم في تلك المفاوضات الا ان الصورة بدات واضحة للدولتين عكست في سياستها الخارجية لامريكا واكدت لـ(النورس نيوز) ان عملية حل الازمة خلال النقاش ليست عسيرة وربما حقيقية للجيش الذي تمسك بخروج مليشيات الدعم السريع من منازل المواطنين والمرافق العامة وهما شرطان اذا التزمت به المليشيات ستقود او تعجل بنهاية للحرب واضافت ان امريكا تعلم انها احوج الى حماية مصالحها في السودان وقطع الطريق امام روسيا والصين في السودان . وبالتالي من المهم ان منبر جده سيكون نقطة تحول في الحرب بالسودان خاصة بعد التحولات السياسية والضغوط التي تواجهها امريكا من الراي العام وقرب الانتخابات.
.

الموقف المبدئي

ويرى الخبير الاستراتيجي بروفسير الفاتح محجوب ان موقف الحكومة السودانية التفاوضي يقوم علي البدء مما تم الاتفاق عليه سابقا اي خروج الدعم السريع من منازل المواطنين ومن الاعيان المدنية الي اماكن تجميع غالبا خارج المدن . وقال لـ(النورس نيوز) إن الدعم السريع من جهته كان رافضا بشكل قاطع للالتزام بما تم الاتفاق عليه سابقا وهذا هو بالضبط ما جعل التفاوض يتوقف بين الطرفين. بالنسبة للحكومة لا زالت متمسكة بموقفها التفاوضي وبما ان الموقف علي الأرض بات لصالح الجيش السوداني فمن الواضح ان اي قبول للدعم السريع بما تم الاتفاق عليه سابقا بعني بوضوح استسلام الدعم السريع لانه اصلا فقد القدرة على تحقيق اي انتصار وبات منتظرا الضربة القاضية من الجيش السوداني ولهذا باتت الظروف كلها مع التوصل لتسوية سياسية تنهي الحرب بعد اقتناع الرعاة الاقليميين للدعم السريع باستحالة انتصار الدعم السريع خاصة بعد تورطه في جرائم حرب في مدينة الجنينة وحتي في الخرطوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *