تدمير الخرطوم.. المليشيا وسياسة الأرض المحروقة

الخرطوم – تقرير إخباري

عندما تمرد الدعم السريع وشن حربه في الخرطوم يبدو انه ليس لديه خيارات عديده وخطط حال فشله في الوصول الى حكم السودان ولانه كان واثقا لحد كبير من نجاحه في ذلك بدليك اقراره بانه ليس لديه خطط لادارة الخرطوم ناهيك عن السودان . وبالتالي اقرب الطرق والخطط البديلة عندما فشل مخططه هو تدمير العاصمة وحرق معالمها تشريد سكانها . مصادر عديدة اكدت ان المخطط ليس وليدة بنات افكار التمرد لمحدودية التفكير الاستراتيجي لقادته في ادارة مثل هذه المواقف. وانما دفعت بها جهات تقف وراء تدمير السودان بواسطة ابناءه وعملاءه بالداخل . ولذلك من السهولة في مثل هذه الحروب ان تقوم بتدمير البنية التحتية او اجبار القوات على ذلك ولكن عمدت ميليشيات الدعم السريع على تنفيذ خطة تدمير الخرطوم بمجرد فشله في السيطرة على القيادة العامة واعتقال قادة الجيش وعندما علم بذلك كانت الخطة المرسومة لديه احتلال المرافق الخدمية ومتازل المواطنين وتطبيق نظريتهم التي توعد بها قائدهم الهالك حميدتي بجعل الخرطوم تسكن فيها الخطط وهو ما يدلل على محدودية التفكير والتخطيط لديه . اي بمعنى ان لديه نية مسبقة بالفعل الذي ينوي فعله بالخرطوم . مصادر اكدت ل(النورس) ان أحد من قادة التمرد قال له مهددا ( إذا فشل مشروعنا سندمر الخرطوم)، وهاهم المتمردون يعلنون يأسهم باستهداف المنشآت الحيوية والأبراج إيذانا بنهايتهم.

نتيجة الهزيمة

بسبب الهزائم المتلاحقة التي ظلت تتلقاها مليشيا الدعم السريع المحلولة من القوات المسلحة وآخرها في معارك أمس السبت التي إنتحر فيها جنود المليشيا على تخوم أسوار القيادة العامة والمدرعات وسلاح المهندسين، وهربوا يجرجرون أزيال الهزيمة تاركين جثث قتلاهم بالمئات، لجأت المليشيا لسياسة الأرض المحروقة، فأحرقت برج العدل بشارع الجمهورية وبرج المواصفات والمقاييس بشارع الجامعة وبرج البترول بالمقرن.. إحراق أكبر وافخم أبراج في البلاد في يوم واحد.

سياسة الحقد

ويقول الكاتب الصحفي هيثم محمود في جزء من مقال منشور حول محرقة الخرطوم قال إذا تجاوزنا إحراق المليشيا لبرج جهاز المخابرات العامة بإعتباره مؤسسة أمنية تضم معلوماتهم وأسرارهم التي يخشون نشرها فلما إحراق برج البترول وبرج العدل؟! إنها سياسة الحقد والغل على الشعب السوداني الذي بنى ممتلكاته ومؤسساته وبيوته من عرق جبينه، فالأبراج التي أحرقت بالأمس تخدم كل الشعب ومن المفارقات فإن آخر ثلاث وزراء تعاقبوا على برج وزارة العدل من دارفور!!. الآن وقد ظهرت نوايا المليشيا بعد الهزائم المتتالية وانتهجت سياسة الأرض المحروقة فلم يبق أمام القوات المسلحة إلا إستخدام القوة المميتة ودك حصونهم بمن فيها، فاستمرار الحرب بهذه الوتيرة السلحفائية البطيئة ستجعل من الخرطوم أثراً بعد عين.

 

السجل الاسود

السجل الاسود لمليشيات الجنجويد الهمجيه بعد جرائم القتل والنهب والحرق والاعتصاب والتشريد واصلت مسلسل جرائمها في النهب والحرق والتدمير مستهدفة برج الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس الذي يعتبر كأحد المباني الجميله الراقيه في البلاد وقلعه لحمايه المستهلك ونشر ثقافه الجوده والتميز في بلادي. ولعل ما يوجد داخل البرج من مختبرات حديثه جدا ومتطوره ونشاط علمي وفني وإداري للارتقاء بالانتاج والخدمات تعطل بفعل العمل الاجرامي للمليشيات يؤكد الخساره الكبيره للبلاد واهلها. بالاضافة الى برج العدل والتي تعتبر ايضا من المعالم الجميلة بوسط الخرطوم ناهيك عن الوثائق التي يحتويها هذا البرج ولم تكتفي المليشيات بذلك استهدفت بررج شركة النيل الذي يقع في منطقة مهمة جدا واحدى معالم الخرطوم وسبق ان استهدفت مبنى القضائية كلها من المواقع المهمة بالخرطوم وبذلك اراد التمرد ان يثبت انه لايريد ان يحكم بقوة السلاح وانما ليس لديه قضيه او هدف فقط تدمير بنية العاصمة وصورتها الجميلة ولعل ما طلبته وزارة الخاجية من المجتمع الدولي بتصنيف مليشيات الدعم السريع منظمة ارهابية يقع في اطار الجرائم التي ارتكبتها والتي تصب في خانة الارهاب وتخويف الناس وتدمير البنية التحتية بالاضافة لجرائمها في الاغتصاب والسرقة والنهب والقتل والتصفية العرقية وغيرها من الجرائم الموثقة والمثبتة .

 

ضوء اخضر

وراى القانوني ابراهيم اسماعيل ان التمرد ما كان له اي يتمادي لولا وجد ضوءا اخضر من الحاضنة السياسية التي حاولت التسوق من هذه الحرب لصالح عودتها الى الواجهة . ومثلما سوقت للحرب حتى اشتعلت الان بدات تطرق الحديث عن الحرب العبثية والمدمرة وكانما تقول للتمرد استهدفوا ودمروا المؤسسات الحكومية والعامة بالعاصمة حتى يرضخ الجيش للتفاوض بعد ما فشلت في هزيمته بالميدان . بجانب ذلك وقف التمدد العسكري للجيش والهزائم المتلاحقة والضربات المميتة التي بدأت تلتحق بالتمرد في كل مكان . وبالتالي خطة الهزيمة والتي يروا انها ستخرج التمرد هو تدمير الخرطوم حتى يكون سببا للراي العام للضغط على الجيش للتفاوض . الامر الاخر كما يراه اسماعيل في حديث مع ( النورس) ان التمرد فقد كل الحواضن الخارجية وبدأ كذلك يشعر ان الارض سوف تضيق بهم وتتحرك من تحتهم وان الدول الحاضنة سوف تلفظهم في اي لحظة كما قال يوسف عزت مستشار التمرد ولذلك الخروج باقل الخسائر واحدة من اهداف التمرد . ولذلك استهداف معالم الخرطوم واحدة من الاوراق التي تعبث بها التمرد ظنا انها ستقودهم الى تسوية مع الجيش . ولكن اسماعيل يستبعد تطلعات التمرد من اي تسوية مع القوات المسلحة سوى الهزيمة على الارض او على طاولة الوسطاء . مبينا ان اي تطويل للحرب ليس في صالح التمرد مشيرا الى ان تحركات البرهان قصد منها محاصرة التمرد خارجيا وسيكون الضربة القاضية بعد العودة من اجتماع الامم المتحدة بنيويورك واجتماع دول الجوار فيها. لذلك الوقت ليس في صالح التمرد وحاضنتها السياسية . لان المصالح تتغير والعالم بداء يتفهم موقف الجيش ويستمع اليه واروبا باتت غير مقتنعه بان الدعم السريع يكافح تجارة البشر بدون الدولة ممثلة في الجيش . ولذلك ستغير موقفها وتدفع في اتجاه التسوية بشروط الجيش.

قالوا عن التمرد

يرى الكاتب والصحفي فتح الرحمن النحاس في جزئية من مقال منشور ان التمرد يسعي من وراء تخريب وحرق المؤسسات العامة للتغطية علي (هزيمته) عسكرياً وسياسياً، ولإنهاك الدولة إقتصادياً، فتلك أفعال (الجبناء) ولاقيمة لها، وتماماً كما أعاد العراق (إعادة تعمير) مادمره الحلفاء خلال (٦) شهور فقط، فإن السودان قادر علي إعادة بناء ماخربه وأحرقه التمرد الذي قد يكون أدرك (كراهية الشعب) العارمة له. فيما قال الاعلامي خالد علي الاعيسر في تقريدة ان مليشيا الدعم السريع الإرهابية منذ اليوم الأول للحرب عدوة للشعب السوداني وممتلكاته. نهبت البنوك وشردت المواطنين وسكنت منازلهم دمرت المكتبات وعبثت بمقتنيات المتاحف وسرقت الآثار. من ينهب ويحرق المؤسسات الحكومية والفنادق، لا يستقيم عقلاً أن يدعي زوراً بأنه يسعى لترسيخ قيم حكم مدني ديمقراطي. فيما قال حاتم عبد الوهاب المليشيا المتمرده عندما أيقنت بأنها لم تحقق تقدم في ميدان القتال اقرت بهزيمتها بحربها ضد مؤسسات الدولة.

Exit mobile version