الجيش في السياسة.. تصحيح مسار الوطن

الخرطوم – النورس نيوز

الراحل الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي علق في قاعة الصداقة عند التوقيع على الوثيقة الدستورية حيث كان مناصري قوى الحرية والتغيير (قحت) يحتفون مدنيا مدنيا، وعندما قام المهدي متحدثا في اللقاء قال بصوت عال (مدنية وعسكرية) في اشارة لضرورة عدم ابعاد الجيش على الاقل في هذه المرحلة من الحياة السياسية وبالتالي حديث المهدي ليس موجها للذين يهتفون بالمدنية بقاعة الصداقة وانما للقوى السياسية التي تسعى لابعاد المكون العسكري عن الحياة السياسية. ويتضامن مع حديث المهدي كثير من المفكرين والخبراء السياسيون باعتبار ان الجيش مؤسسة الوحيدة التي تمثل لحمة السودانيين ويتفق عليها الجميع والضامن لامنه واستقرارة ووحدته . اذا هل يمثل وجود المؤسسة العسكرية ضامن لانجاح اي حكم مدني ام العكس ؟ خاصة اذا نظرنا من خلال الاوضاع الراهنة والتهديدات التي ستستمر في المستقبل .

ايمان راسخ

يسترجع المحلل السياسي الصادق خليل بذاكرته للوراء واشار الى ان معظم الثورات التي انلعت كانت وجهتها الى قيادة الجيش كي تحفظ وحدة البلاد واستقلاله وتحريرها من الحكم المدني . واضاف عندما كانت البلاد مهدد في وحدتها كانت وجهة الشعب للجيش . وعندما اختلفت القوى المدنية حول الحكم سلمت السلطة للجيش وعندما استحكمت الازمات بالبلاد كانت وجهة الناس للجيش حتى وعندما انتفضت الجماهير ضد الإنقاذ ذهبوا للجيش. وقال حتى القوى السياسية لديها ايمان راسخ بان المؤسسة العسكرية لابد منها لتشكيل الواقع السياسي للدولة السودانية واضاف لـ(النورس نيوز) بغض النظر عن تفاصيل الحقب التاريخية التي تولاها الجيش والديمقراطيات التي حكمها المدنيين نجد هناك فرق كبير في كل شي ولا احد ينكر ان السودانيين شعروا بالأمن والاستقرار والتنمية في ظل الحكم العسكري منذ الاستقلال اكثر في ظل الانظمة المدنية التي تعاقبت على البلاد. وتابع رغم الحجج التي يدفع بها معارضي الحكم العسكري الا اننا نجد ان هناك خلل في بنية القوى السياسية التي تاتي في سدة الحكم . ولعل اكبر شاهد في هذا مايجري الان من صراع على السلطة ومحاولة تغييره بقوة السلاح باستخدام احد الازرع العسكرية للجيش لتحقيق ذلك . واضاف اذا كانت تلك القوى لم تتوانى من استخدام القوى العسكرية في الوصول الى الحكم المدني فكيف ان تحكم بمعزل عنها ؟. ويرى خليل ان هناك فرصة لكي نخرج من الدائرة الشريرة التي يصلفها البعض تعاقب الحكم المدني والعسكري بان يجلس السودانيين دون انتماء سوى للسودان والتواضع على كيف يحكم السودان وهو السؤال الذي فشلت فيه السياسيون من الاجابة عليه منذ الاستقلال ما لم يتم ذلك السؤال سيظل السؤال مطروح كيف يحكم البلاد؟. والى ان يتم الاجابة ستظل المؤسسة العسكرية هي الضامن لوحدة واستقرار البلاد .

المسار الوطني

اكثر المتفاءلين بدور الجيش لايثقون في اي مؤسسة سياسية سواها في ضمان اعادة البلاد الى المسار السياسي الصحيح ربما لان الجيش يحكمه ضوابط قل ما يخرج منه عن المسار الوطني. ولكن يظل عينه الى المؤسسة ولان المهددات التي تحيط بالامن القومي للسودان كثيرة كان وجود الجيش مهم في اتخاذ القرار ولعل المصادر تؤكد ان واحدة منها وجود الحركات المسلحة التي تسعى للوصول للحكم بقوة السلاح بجانب المهدد القبلي الذي يتفشى في الولايات بالاضافة الجهل والمرض . بالتالي لا يرى الخبير الاستراتيجي الفاتح محجوب اي ضير من وجود الجيش في مؤسسات الحكم المدني ويعلل لـ(النورس نيوز) ذلك بان الجيش السوداني لعب طيلة فترة ما بعد الاستقلال دور الضامن لانتخابات شفافة ونزيهة طبلة الفترات الانتقالية ولم يتنازل عن هذا الدور الا في الفترة التي اعقبت الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير وهو ما نتج عنه اضطرابات عنيفة توجت بالحرب الحالية بين الجيش والدعم السريع. وطالب محجوب الجيش ان يتمسك بدور الضامن الوحيد لانتخابات نزيهة وشفافة تنهي الفترة الانتقالية وتفضي الي حكومة منتخبة.

Exit mobile version