عرب افريقيا والزغاوة.. خطر تفكيك السودان

الخرطوم – تقرير إخباري

يظن الكثيرين ان الصراع في السودان او تجدد الصراع السودان كما يراه بعض المختصين او حرب الخرطوم هو صراع بين الجيش وتمرد الدعم السريع او بين جنرالين كما تسميه بعض الوسائل الاعلامية. ولكن هي مجموعة من صراعات لمشروعات مختلفة التقت أهدافها في الخرطوم او السودان وفي النهاية لديها هدف واحد لكل مشروع هو الحكم او قيام دولة منفصلة او امارة تحقق المصالح لكل مشروع. غير ان الهدف الكبير هو تفكيك السودان . واذا كانت القوى الدولية التي تسعى لذلك الهدف قد فشلت او نحجت لحد ما من قبل في تمرير ذلك بإشعال الحرب بالوكالة عبر حركة التمرد في الجنوب والتي ادت في النهاية لانفصاله فانها تلعب نفس الدور ولكن بخطط جديدة ولاعبين جدد واوضاع جديدة داخلية مكنتها الان من اشعال الحرب في السودان . ولا يخفى للمتابع ردود الفعل الدولية تجاه تمرد الخرطوم لايقن ان هناك مؤامرة كبيرة تدار من الخارج تستهدف وجود الدولة السودانية . وهو ماعناه نائب رئيس المجلس السيادي الفريق اول ركن شمس الدين كباشي في زيارة لقواته في الخرطوم بان المؤامرة اكبر من حرب المليشيات .

الهدف الكبير

وجود الهدف الكبير للدول الإستعمارية في السودان التقى كما يراه مراقبون بالصدفة بهدف اخر لا يقل خطورة من هدف تلك الدول .وهو هدف قيام امارة او دولة عرب افريقيا وخارطتها على الارض بدات معالمها واضحة انها تضم بجانب السودان تشاد وأفريقيا الوسطى والنيجر والكمرون ربما تمتد لدول اخرى . وعندما ايقن عرب افريقيا استحالة تحقيق هدفهم في دول غرب افريقيا كما قال احد الكتاب في مقال منشور بسبب وجود الممالك القديمة اتجهت الى السودان لعدة اسباب منها هشاشة الوضع الامني خاصة في المناطق التي نقع غرب البلاد بالاضافة الى وجود الموارد والمياه على النيل وغيرها من الاسباب التي امنت على ان يكون السودان موطن دولتهم التي يحلمون بها .ربما اغرى هذا الهدف وصول احد قاداتها الى موقع سياسي ودستوري ما كان يحلم او تحلم بها تلك القبيلة في يوم من الايام . الأمر كما يراه بعض الخبراء اصبح ميسور وحقيقه ولعل الخطوات العملية لذلك تمت بالفعل عندما زار حميدتي تلك الدول وبداء في استخراج ارقام وطنية لعرب افريقيا من تلك الدول وفتح الحدود لدخول عدد كبير منهم واستيطانهم في غرب دارفور وعندما اندلعت حرب الخرطوم كانت الافراح في النيجر من عرب افريقيا بان حميدتي يحكم السودان بالاضافة للتدافع الكبير الذي يدافع عن حميدتي في حربه بالخرطوم . ولذا قدر الله اذا نجح حميدتي في الوصول بقواته للسلطة لكان الوضع اختلف كثيرا من مشهد اليوم ربما السيناريوهات ستكون الاسواء لا يقل عما حدث في غرب دارفور . وهو نموزج ومؤشر للاوضاع في السودان عموما اذا قدر لهم الحكم . وفي سبيل تحقيق ذلك كان لابد من تكامل المصالح وان اختلفت الاهداف الآنية فالامارات التي تمثل الدول الاستعمارية والتي لديها مصالح داخلية وقوى الحرية والتغيير المركزية لديها مشروعها العلماني بجانب تمثيل جزء كبير منهم لدولة (الجلابه) او النيل كما يحلو للبعض فان اختلاف المصائب جمعتهم في هذه الحرب وهي كما زواج المسيار او المتعه ريثما ينتهي يتجه كل طرف الى سبيله وبالتالي تقاطع الاهداف بشان تنفيذ تلك المشاريع ستقود بالضرورة الى صدام دام في المستقبل. هذا اذا اضفنا الى ذلك مشروع دولة الزغاوة وهو مشروع قديم قبل امارة عرب افريقيا التي قدمتها الظروف الانية بالصراعات مؤجلة بينها لجهة ان خارطة الطريق لقيام دولة عرب افريقيا تصتدم بوجود الزغاوة في مناطقها بدارفور وهي ضمن خارطة عرب افريقيا لذلك نجد عدم حماس الحركات المسلحة التي تنتمي اثنيتها الى العناصر الزنجية في دعم التمرد لانها تعلم مشروعها القائم على العنصر العربي في دارفور وهو ما يتعارض معها ولديها ما يبرر ذلك في عمليات التطهير العرقي للمساليت في غرب دارفور وغيرها من الانتهاكات .

مواجة محتملة

ستواجه كذلك مشروع قيام دولة الزغاوة صرعات فكرية داخلية بين مؤيدي الاسلاميين او التيار الاسلامي وهم غالبية وبين مؤيدي التيار العلماني. بالتالي يجد مناصروا التيار الاسلامي مشدودين الى مشروع دولة النيل من الاسلاميين وهذا الصراع من جهة قد لا تبدو امرا مزعجا لكثير من زعما القبيلة لان الهدف في النهاية هو قيام دولتهم . ولكن الخطر الاكبر كما يراه البعض ويشكل مهدد لدولتهم هو وصول الدعم السريع للسلطة الذي يعني انتصار لنظرية قيام دولة عرب افريقيا .وبالتالي فشل مخططهم في قيام دولتهم في غرب السودان وتشاد .هناك امر في غاية الاهمية عند عرب أفريقيا وشكل حافزا ودافعا للاستمرار في مخططهم وهو وصول اول رئيس يمثل عرب إفريقيا لسدة الحكم في النيجر وهو الرئيس ازوم الذي اطيح به مؤخرا في انقلاب عسكري. والمعلومات تؤكد انه وصل بدعم كبير من قائد الدعم السريع الذي يمتلك ثروة كبيرة مكنته من تنصيب نفسه في النيجر لذلك ليس مستغربا من الامداد البشري الكبير للتمرد الذي ياتي من النيجر

اكبر الاخطاء

ويرى المحلل السياسي الصادق خليل ان خلفيات الصراع في السودان بسبب شعور بعض الاثنيات انها ليس لديها حظ في التنمية والمناصب في الدولة قاد ذلك الشعور الى بروز حركات تنادي بالمساواة او التحرير كنموزج حركة تحرير السودان جنوب السودان . ومنذ استقلال السودان 56 برز مفهوم دولة الجلابة التي تسيطر على الشريط النيلي وكان السبب وراء ذلك انهم وجودا انفسهم اكثر حظا في التعليم مما مكنهم من ادارة الدولة وتقلدهم كثير من الوظائف بالتالي كانوا اقرب للحياة المدنية من الاخرين . بيد انه بعد موجة الجفاف الذي ضرب السودان ادت الى نزوح اعداد كبيرة الى المركز واستوطنت المناطق الطرفية والعمل بالأعمال الهامشية هؤلاء كانت لديهم الشعور بالتهميش والظلم استقلت بواسطة الحركات التي تنادي بالتحرر والتي تقوم على الاساس الاثني والجهوي . واول تلك الحركات كانت تسيطر عليها الزغاوة والفور مع العلم ان الزغاوة اسبق في الكشف عن نوايا تكوين دولتهم التي تمتد من تشاد الى السودان الغربي بجانب اجزاء من افريقيا الوسطى . ولذلك كانت الحكومة المركزية تواجه تمرد الزغاوة والفور بتسليح للقبائل العربية . ولكن في جانب اخر شهدت الثمانينيات محاولة عرب افريقيا تنظيم انفسهم سياسيا وعسكريا في دولة النيجر رغم ان الحكومة في ذلك الوقت حاولت ابعادهم الى تشاد غير ان الخطوة وجهت بالرفض وراغم وجود عضويين من عرب النيجر في البرلمان . ولان الخطوة كانت البداية فان الطموحات كانت تتجه نحو تشاد وافريقيا الوسطى والسودان استطاعت تحقيق قدر من مخططهم في تلك الدول بوصول قيادات كبيرة لمراكز قيادية في تلك الدول .وقال خليل ل(النورس) اتيحت لهم فرصة السودان بالتواجد والاستعانة بهم من قبل حكومة الانقاذ للقضاء على متمردي الحركات المسلحة في دارفور والتي تعتبر في وجهت نظرها العائق امام تحقيق طموحاتهم في قيام دولتهم .بالتالي وجد العرب انفسهم يمتلكون السلاح بجانب ذلك استطاعوا السيطرة على مواقع التعدين في دارفور التي وفرت مصدر دخل اقتصادي كبير لهم . ويقول خليل النقلة الكبيرة لعرب افريقيا في السودان هو التغيير الذي حدث في السودان في 2019 ودخول احد عناصره الى القصر الجمهوري في السودان مكنهم ذلك من امتلاك ناصة القوة العسكرية والسياسية . وبالتالي المضي قدما في تحقيق مخططهم في قيام دولتهم كذلك حفزهم في ذلك وصول احد عناصرهم لرئاسة دولة النيجر رغم انهم اقلية ولكن كان لتاثير قوة المال الذي تلقاه من حميدتي في السودان اثر كبير في النتيجة وكما قلت كان لديهم وجود قوى في تشاد وسط الجيش كل تلك العوامل مؤشرات على نجاح مخططهم في إمكانية قيام ولتهم . وقال خليل عموما تلك المشاريع تصتدم بواقعية التنفيذ التي وقود بالضرورة الى صدام بين القوى المتخاصمة .وربما استعجال عرب افريقيا في السودان قد كتبوا نهايهم بأيديهم مثل حدث في تشاد عندما تمت الاطاحة بحكومة حسين هبري

تفكيك الدول

ويرى القانوني والمحلل ابراهيم ادم إسماعيل ان المشاريع التي تقوم على الاساس الاثني لا تكتب لها النجاح ربما بسبب وقوف الدول ضد فكرتها وقال ل(النورس) مثل هذه التجارب تتسبب في اندلاع الصرعات ما بين الدول وداخلها وراى ان قيام الدول من الصعوبة قيامها من اجل تفكيك اكثر من دولة واكد ان عرب افريقيا كيان مخلوق من العدم واحد من اشكالياتهم في السودان انهم نادوا بأنهاء دولة 56 التي اعترفت بالحدود وحواكير القبائل . ولان دولتهم قائم على العنصرية القبالية كان هدفهم من الحرب في السودان القضاء على العناصر الافريقية في السودان او في دارفور وجعل مناطقها مستوطنات لعرب افريقيا . ولكن في كل الاحوال ذلك المخطط يصتدم بمشروع الزغاوة وهو مشروع مؤجل سيكون الاصتدام في يوم من الايام سوى في السودان او تشاد بجانب ذلك ان القبائل الإفريقية الاخرى لن وتسمح بمثل ذلك التطور على حسابها بالتالي سوف تدافع عن وجودها وتاريخها امام اي مشروع .

Exit mobile version