إجتماعات دول جوار السودان في تشاد.. الآمال والعقبات

إجتماعات دول جوار السودان في تشاد.. الآمال والعقبات

 

الخرطوم: هبة علي

 

 

تعتبر مبادرة دول الجوار الأكثر قبولاً لدى الحكومة السودانية مقارنةً بالمبادرة الأوربية ومبادرة الايغاد، بل ذهبت الآمال بها بعيداً للحد الذي جعل مراقبون يرون أن هنالك تنسيق بين مبادرة الجوار ومبادرة منبر جدة، سيما في ملف قوات الفصل بين الجيش والدعم السريع، كل هذه الآمال لم تمنع ظهور مخاوف من عقبات حقيقية ربما تحول دون تنفيذ آليات دول الجوار في وقف الحرب وإحلال السلام..

 

 

وتنفيذاً لمخرجات قمة القاهرة المنعقدة قبل ثلاثة أسابيع ، استضافت العاصمة التشادية إنجامينا يوم أمس الأحد، اجتماعا لوزراء خارجية دول جوار السودان، لمناقشة الأزمة الحالية وبحث آليات وقف الحرب وإحلال السلام، وانطلقت الإجتماعات بمشاركة وزراء خارجية كل من مصر وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان وإريتريا وأفريقيا الوسطى وسط توقعات بانضمام الولايات المتحدة ومنظمة الايغاد..

 

“المطلوب من هذه الآلية والمطلوب منها إيجاد آلية تنفيذية للتدخل في الحرب الدائرة وإحلال السلام” هكذا ابتدر الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء د. أمين المجذوب، حديثه لـ”النورس نيوز”؛ موضحاً أن إجتماعات دول جوار السودان تمثل سكرتارية تنفيذية وتخرج منها آليات الفصل بين القوات ومراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على الإغاثة والدعم الإنساني.

وأبان المجذوب أن العقبات التي تواجه الآلية تتمثل في أموال آليات المراقبة و أموال تكوين قوات للفصل بين القوات المتقاتلة في الخرطوم وأيضاً الحصول على دعم إقليمي ودولي لهذه القرارات؛ وأضاف: من العقبات أيضآ عدم معرفة ما إن كان سييتم التنسيق  مع منبرة جدة أم أنها ستعمل كمنبر منفصل وتحاول ان تجد لها آليات للدخول في الأزمة السودانية.

وتابع: في تقديري لا تستطيع مبادرة دول الجوار أن تعمل لوحدها ويبدو ان هنالك تنسيق بينها وبين الآلية بجدة لأن ماتَسرّب من الخطة الأمريكية التي طُرحت في منبر جدة أن هنالك قوات للفصل بين المتقاتلين في الخرطوم تتكون من قوات سعودية و مصرية ودولة ثالثة، الأمر الذي يعني وجود تنسيق بين قمة القاهرة وآلياتها التنفيذية التي تُعقد الآن في تشاد.

ويرى المجذوب أن الآلية التنفيذية لدول الجوار  محاولة لكسر الجمود في الأزمة السودانية وربما منبر القاهرة الذي وجد قبول من الدولة السودانية ممثلة في القوات المسلحة بعكس مبادرة الإيغاد.

 

 

من جانبه يرى المحلل السياسي عثمان فضل الله  أن كل الجهود الدولية والاقليمية لن يكتب لها النجاح مالم تكن هناك ارادة سودانية على إحلال السلام؛ قاطعاً بأن هذه الارادة لم تتوفر حتى الآن.

مشيراً إلى أن طرفا الصراع مايزالان يتجهان إلى التصعيد عوضا عن التهدئة ويمضيان باتجاه استقطاب جهات جديدة لصالح الحرب.

وقال فضل الله  لـ”النورس نيوز”  أن جهود دول الجوار التي في المقام الأول تأثيرها محدود إن لم يكن معدوم على الداخل السوداني؛ منوهاً إلى أنه وبالنظر إلى خارطة التحالفات في دول الجوار نجدها متناقضة مما سيضعف إمكانية أن تتوصل الي خارطة طريق تكون عملية وفعالة  لانهاء الحرب في السودان.

وأضاف: الخرطوم تكاد تكون لاتثق في اي من هذه الدول وتصنف بعضها في خانة المربع الأمني بينما تضع الاخريات  كتشاد واثيوبيا وأفريقيا الوسطى وارتريا  في المربع الأسود، وبالتالي ستكون متشككة  في كل مايصدر عنها رغم دعمها البائن لهذه المبادرة والذي اظنه نابع من موقف تكتيكي يهدف الي سحب البساط من ايغاد.

 

أما المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم ففند الآمال المعلقة على دول الجوار في إحلال السلام بالسودان قائلاً: واحدة من أساسيات نجاح أي مبادرة هي قناعة الطرفين بوقف الحرب وإحلال السلام ومازال كل طرف يعتقد أن لديه القدرة في حسم الصراع على أرض الواقع بالضربة القاضية رغم الخسائر المادية والبشرية التي وقعت بسبب الحرب.

واتفق سلم مع تصريح  نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار خلال لقائه بعدد من قيادات الكنائس السودانية اليوم ” إن تعدد المبادرات المطروحة لإنهاء الأزمة لم يأخذ السودان إلى مربع إنهاء الحرب”. مشيراً سلم الى ان تعدد رؤى الحل ورغبة العديد من الدوائر أن يكون الحل وفق مانريدة لن يقود إلى حل؛ وأضاف مُستثنياً : إلا أن هنالك فرص نجاح توفرت لمبادرة دول الجوار لأسباب عدة اهمها أن تلك البلدان ليس لها أي مطامع سياسية في السودان وفقط تتاثر بما يحدث فيه أمنيا و إنسانياً بانعكاسه على الداخل في الجوار..

 

ومنذ منتصف إبريل الماضي، يخوض الجيش وقوات “الدعم السريع” حرباً عنيفة لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة..

Exit mobile version