بين حق الملح والتكبيرة والعيدية ..ثمة فرق في التوقيت

الخرطوم- النورس نيوز

لم تكن قديما عادة من عادات الاسر السودانية في الشهر الفضيل غير ان الانفتاح على العالم من حولنا اوفد الينا عادت كثيرة منها على سبيل المثال (حق الملح ) تلك العادة التي يقال المؤرخين انها مغربية ومن ثم تمت سودنتها

عرف في المجتمع السوداني ما يسمي (بالعيدية ) التي يقدمها الاب لأفراد اسرته وخاصة الاطفال الصغار لأدخال البهجة والسرور عليهم صباح العيد غير ان المجموعات النسائية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تضج هذه الايام بصور لسيدات يعرضن حليهن الذهبية تحت ما بسمي _(حق الملح ) أي هدية تقدير من الزوج لزوجته على تعبها في شهر رمضان وما بين حق الملح في السودان الذي يبدا بعد انتصاف رمضان وبين حق الملح بالمغرب _(اصحاب العادة الاصلية ) ثمة فرق في التوقيت ففي المغرب يكن صباح العيد اما هنا في السودان فيبدا باكرا وكما اثارت هذه العادة جدلا واسعا في السودان ايضا اثارت جدلا بالمغرب

 

يؤكد المؤرخون أن هذه العادة مغاربية بامتياز، وتختلف تسمية هذه العادة باختلاف المناطق وحسب اللهجات بالبلدان المغاربية، ففي تونس يطلق عليها حق الملح، و في الجزائر حق الطعام، و في ليبيا (لكبيرة) ،و في المغرب يطلق عليها اسم التكبيرة. ويقال أن الأندلس الذين هاجروا إلى شمال إفريقيا بعد غزو بلادهم هم من نقلوها إلى شمال إفريقيا، وحافظ عليها السكان وتناقلوها جيل بعد جيل لتنتشر بعدها في الدول العربية.

كما اختلفت التسمية اختلفت معها المبررات وفق المختصين، ففي تونس مثلا سميت حق الملح في إشارة لاضطرار الزوجة في بعض الحالات تذوق ملوحة الطعام وهي صائمة (التذوق يتم بطرف اللسان حتى لا يفسد الصيام)، و في المغرب سميت بالتكبيرة لأن الزوجة تقدم طعاما شهيا طيلة شهر رمضان بملح معتدل دون أن تتذوق الطعام و هي صائمة معتمدة فقط على خبرتها ومقادير تقديرية حسب الإحساس ورؤية العين. والتعريف الأصح للملح في بلاد المغرب العربي هي “العِشرة”،سنين الحياة التي جمعتهم بحلوها ومرها، بمعنى أن هذه الهدية هي بمنزلة اعتراف بحق العِشرة.

فعندما يرجع الزوج من صلاة عيد الفطر، تكون الزوجة قد نظفت البيت ولبست أجمل ثيابها، تُقدم له طبق الحلويات وفنجان القهوة فيشرب الزوج القهوة، ولا يعيد الفنجان فارغا وإنما يضع فيه خاتماً أو قطعة حُلي من ذهب أو فضة حسب إمكانياته المادية، ويعيده إليها .

وهي تعبير عن تكريم لصاحبة البيت، واعترافاً منه بالجميل على فضلها وصبرها وتعبها خلال شهر رمضان. تطورت في أيامنا هذه واجتاحت الدول العربية وأصبحت الهدايا باهضة كسيارات وغيرها وانتشر التباهي بها على مواقع التواصل الاجتماعي.

حق الملح أو التكبيرة هي من أجمل العادات المغاربية التي تؤكد على الترابط الأسري وتدعمه وترسّخ قيمة المرأة في مجتمعاتنا وداخل أسرتها وهي تكريم لها واعتراف بالجميل على صبرها وتعبها خلال شهر رمضان، فهي مع كونها صائمة وتؤدي واجبها الديني كغيرها من أفراد العائلة تقوم بإعداد كل أصناف الأطباق المشتهاة من قبل أفراد العائلة وتقوم بشؤون منزلها، وفي أيامنا هذه تخرج للعمل وغيرها من الشؤون الحياتية، كما تضطر إلى تذوق الأكل ودرجة ملوحته دون ابتلاعه، ولذلك فهدية “حق الملح أو التكبيرة” هي تعبير بسيط لربة المنزل عن تقدير مجهودها وإثبات لأهميتها وشكر لها على صبرها وتحمله.

Exit mobile version