بريطانيا ترفض طلب لجوء لقاضية أفغانية خائفة من “طالبان”

كشفت قاضية سابقة في أفغانستان بعد رفض طلبها اللجوء إلى المملكة المتحدة، أنها لم تغادر منزلها منذ ستة أشهر بسبب خوفها على سلامتها.

وفي حوار مع صحيفة “اندبندنت” أجرته قديسة* من مكان لم يتم الإفصاح عنه في أفغانستان، أعلنت أنها تتجرأ فقط على الخروج إلى الحديقة ليلاً لأنها تخشى أن يراها الجيران.

وكشفت القاضية (46 سنة) التي كانت تشرف على قضايا عنف ضد المرأة أنها تخاف أن يقتلها عناصر “طالبان” لو عثروا عليها، وأضافت أنها كانت تريد القدوم إلى المملكة المتحدة بموجب خطة “سياسة نقل ومساعدة الأفغان” لكن السلطات رفضت طلبها.
وفي موازاة ما حصل كشفت “اندبندنت” أن عدداً من الأفغان الراغبين في القدوم إلى المملكة المتحدة أحيطوا علماً بأنه عليهم أولاً مصادقة مستنداتهم في الدوائر الرسمية الأفغانية الخاضعة لإدارة عناصر “طالبان” منذ استيلائهم على السلطة في أغسطس (آب) 2021.

وروت قديسة التي اضطرت إلى الاختباء بعد سقوط كابول قائلة “لم أغادر المنزل منذ ستة أشهر ولا يمكنني الخروج إلى الحديقة خلال اليوم لأنني لا أريد أن يراني الجيران، وبالتالي لا أخرج إلا ليلاً ولا أرى ضوء النهار على الإطلاق”.

مضيفة، “أشعر بأنني عالقة في فخ وعندما أسير في الجوار ليلاً أخاف من ظلي وأبكي كل يوم، وفي بعض الأحيان أتطلع إلى ملفاتي وكتبي القانونية ولباسي الرسمي وأُجهش بالبكاء”.

وتابعت أنه منذ نحو الأشهر الخمسة أخبرها شقيقها بأن عناصر “طالبان” جاءوا وسألوا الجيران مباشرة عن مكان وجودها، وقالت في هذا الصدد “أختبئ من زملائي ولا يمكنني الوثوق بأي كان”.

وأكدت القاضية السابقة على أن “يديها كانتا ترتجفان” عندما اكتشفت بأن طلبها للقدوم إلى المملكة البريطانية رُفض في يناير (كانون الثاني) الماضي.

واعترفت قائلة “كم هو صعب عليّ أن أتقبل أن تكون دولة مسالمة مثل المملكة المتحدة التي هي الأكثر التزاماً بحقوق الإنسان قد رفضت طلبي، وكنت أبكي ولا أزال أبكي وكانت صدمتي بلا حدود”.

واطلعت صحيفة “اندبندنت” على مضمون الرسالة التي وصلت بالبريد الإلكتروني من وزارة الدفاع ومفادها أن قديسة غير مؤهلة للانتقال بموجب الخطة، مع أنها كنت تظن بأنها مؤهلة، بسبب دورها كقاضية تعمل بالتعاون مع مسؤولين في الحكومة البريطانية، وهي تستعد حالياً لتقديم اعتراض على القرار الصادر في حقها.

وكانت صحيفة “اندبندنت” كشفت في سبتمبر (أيلول) 2021 أن أكثر من 200 امرأة قاضية اختبأن في أفغانستان خشية أن يقتلهن عناصر “طالبان” بسبب عملهن.

وسبق أن قام عناصر “طالبان” بتحرير آلاف المساجين ومن بينهم إرهابيون وكبار العناصر الفاعلين في تنظيم “القاعدة”، وقد حذر خبراء من أن القضاة المسؤولين عن زج عدد كبير منهم في السجن مذعورون على سلامتهم بعد أن أصبح هؤلاء المساجين أحراراً طليقين.

Exit mobile version