أي مستقبل ينتظر “التيار العوني” بعد خروجه من السلطة؟

في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022 انتهى عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، وغادر القصر الجمهوري بإرث ثقيل تركه لتياره السياسي، الذي تحول من ماسك للسلطة إلى محارب للبقاء شريكاً فيها. خمسة أشهر مرت على انتهاء عهد “التيار الوطني الحر” على رأس الموقع المسيحي الأول في لبنان، فكانت المفارقة بأن التيار البرتقالي، الذي تمكن من الوصول إلى رئاسة الجمهورية لأنه حليف “حزب الله ” ولأنه كان “الأقوى مسيحياً”، خرج من الحكم من دون حليف في السياسة، وبتراجع تمثيله المسيحي وفق ما أظهرته أرقام الناخبين في الانتخابات النيابية الأخيرة. وعلى عكس ما خطط له الرئيس عون وخلفه النائب جبران باسيل، بأن تنسحب خلافة التيار على رئاسة الجمهورية، فإن حظوظ باسيل للرئاسة تبدو شبه مستحيلة لأكثر من سبب، أولها العقوبات الأميركية عليه بتهمة الفساد استناداً إلى قانون “ماغنيتسكي”، بحيث يعتبر وفق ما أعلن وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو بأنه “ساهم في نظام الفساد السائد والمحسوبية السياسية اللذين ابتلي بهما لبنان، اللذين ساعدا وسهلا أنشطة ’حزب الله‘ المزعزعة للاستقرار”. إضافة إلى استحالة حصول باسيل على الأصوات النيابية الكافية لفوزه، بعدما فضل “حزب الله” عليه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، واعتراض أغلبية القوى السياسية عليه بسبب توتر العلاقات مع معظمها. وقد دفع هذا الواقع باسيل إلى الاقتناع، ولو بالعلن، بأن يعمل على أن يكون صانع رؤساء، يضمن من خلاله دوراً فاعلاً في العهد الجديد.

هل فقد التيار الوطني الحر امتيازات حققها في عهد عون؟

يؤكد المحلل والكاتب السياسي شوقي عشقوتي لـ”اندبندنت عربية” أنه من الطبيعي أن تتغير أحوال “الوطني الحر” بعد انتهاء عهد مؤسسه، خصوصاً أن مصطلح التعريف عن التيار هو “التيار العوني” نسبة إلى الرئيس ميشال عون، مما يعني أنه مرتبط به بشكل لصيق. ويذكر عشقوتي أن “الوطني الحر” هو التيار الثاني في تاريخ لبنان المرتبط بمؤسسه بعد حزب “الأحرار” المعروف بـ “التيار الشمعوني” نسبة إلى الرئيس كميل شمعون، الذي تراجع نسبياً دوره بعد انتهاء عهد شمعون. ويربط عشقوتي التراجع العوني ببلوغ الرئيس ميشال عون سن التقاعد السياسي وبخروجه من القصر الجمهوري بالشكل الذي خرج به، بحيث اقتصرت “العراضة” على الشكل، فيما المضمون شكل خيبة كبيرة، باعتراف أنصاره الذين لا ينفون فشل العهد بغض النظر عن أسبابه، يقول عشقوتي. قد تكون النقطة الإيجابية التي كانت لمصلحة باسيل، هي أنه تسلم رئاسة التيار بظل “عمه”، وهو استمد “زعامته”، وفق عشقوتي، في الفترة السابقة من ثلاثة مصادر قوة أبقته لاعباً على الساحة السياسية الداخلية، وهي شرعية عون التي منحها له بصفته الخلف الوحيد له على رأس التيار، والشرعية الشعبية، ووجوده في السلطة.

Exit mobile version