ورشة جوبا لتقييم اتفاق السلام.. تقويم الاخطاء ام تعديل؟

الخرطوم-  نبيل صالح

 

مضي اكثر من 700 يوما من توقيع اتفاق سلام جوبا بين الحكَومة الانتقالية التي كان يترأسها د. عبد الله حمدوك والحركات المسلحة المتحالفة باسم الجبهة الثورية، الا انه لم يحقق سلاما على ارض الواقع بل افرز هذا الاتفاق واقعا اكثر بؤسا في في المناطق الثلاث، حسب المحللين والمراقبين. وبموجب الاتفاق نفسه تستضيف جوبا عاصمة جنوب السودان ورشة تتعلق بتقييم الاتفاق

 

ولم تنفذ الاطراف ايا من البنود عدا مشاركة   الحركات في السلطة، رغم تحذير المراقبين بضرورة معالجة القضايا الأساسية التي دفعت الحركات لحمل السلاح ضد نظام الانقاذ، ابرزها حسب المحلل السياسي د. عبد اللطيف محمد عثمان قضايا التنمية والاستقرار الأمني ويقول عبد اللطيف ل(النورس نيوز) أن اتفاق جوبا لم يحقق  مطالب المناطق الثلاث، فقط كرس السلطة في ايدي قادة الحركات.

 

ويعتقد عثمان بأنه من الضرورة مراجعة هذا الاتفاق وإلحاق نصوص تشدد على معالجة اثار الحرب الاهلية في دارفور وجبال النيل والنيل الازرق، بيد أنه لم يبد تفاؤلا ازاء ورشة تقييم اتفاق جوبا الذي سينعقد في جوبا وقال ” منذ الوهلة الاولي ظل الناس يحذرون من مغبة تجاهل البنود الاساسية الا ان الحكومة الانتقالية لم تكترث واشتعلت الصراعات بين مكونات الشرق بسبب مسار الشرق، بينما تصاعدت عملية العنف والقتل في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق، ما يؤكد ان اتفاق جوبا لم يكن لتحقيق الامن والاستقرار انما لتوزيع كيكة السلطة، وشدد عثمان على ضرورة تجميد بعض المسارات كمسار الشرق وفتح منبر منفصل له، وثم الشروع فورا في الترتيبات الامنية، وتعيين كفاءات في المناصب الدستورية بدلا من قادة الحركات الذين فشلوا تماما في ادارة دفة مناطقهم على الأقل.

 

واستبعد عثمان تأثير ورشة جوبا على الاتفاق الاطاري وما يجري في قاعة الصداقة من  مشاريع متعلقة بالاتفاق وقال ” ورشة جوبا عبارة عن تقييم وربما تقدم توصيات تحقق السلام الحقيقي في مناطق النزاعات ولكنه لا يلغي مخرجات ورشة قاعة الصداقة.

ووصل عضو مجلس السيادة السيادي ياسر العطا، إلى جوبا  الاحد للمشاركة  في أعمال تقييم وتقويم اتفاق جوبا للسلام ، وقال مقرر الوساطة الجنوبية ضيو مطوك، في تصريح صحفي، إن “الورشة الفنية لتقييم اتفاق السلام ستبدأ أعمالها الاثنين، بمشاركة كبار المفاوضين والسكرتارية واللجان الفنية”.

 

وكان قد نظمت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري ورش لتقييم سلام جوبا الأسبوع الماضي  في سياق المرحلة النهائية للعملية السياسية المرتقب أن يتم تشكيل حكومة مدنية بنهاياتها، فيما  قاطعت حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة ورش تقييم سلام المقامة بالخرطوم  على خلفية موقفها من العملية السياسية و تمسكها بموقفها ضمن الكتلة الديمقراطية المؤيدة لاجراءات اكتَوبر الموصوفة بالانقلابية .

 

و أوضح مقرر الوساطة الجنوبية ضيو مطوك أن الورشة ستعد تقرير فني، يُعرض على الحكومة السودانية ورؤساء التنظيمات والحركات الموقعة على الاتفاق في اجتماعات تُعقد يومي 16 و 17 فبراير الجاري.

وتوقع إن يُشارك رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن  عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، في اجتماع موسع في ختام أعمال الورشة، وكان قد وصل جوبا عضو المجلس الانقلابي ياسر العطا بقيادة وفد ضم   وزير الدفاع المُكلف  يس إبراهيم يس ورئيس مفوضية السلام سليمان الدبيلو وكبار مفاوضي اتفاق السلام، بجانب خبراء وأكاديميين.

 

وسخر المحلل السياسي سعد محمد احمد من ورشة تقييم الموقعين على  اتفاق جوبا الاتفاق بمنأي عن بقية القوى السياسية واصحاب المصلحة من سكان المناطق الثلاث وشرق السودان وقال ان الاتفاق اثبت فشله وبالتالي ينبغي فتحه من جديد واستيعاب بقية مواطني مناطق الحرب خصوصا من يكتون بالنيران في معسكرات النازحين، واضاف في حديثه ل(النورس نيوز) أن الحركات الموقعة تجاهلت اشواق سكان مناطقها وظلت تتصارع من أجل  مصالح قادتها والواقع يثبت ذلك تماما.

Exit mobile version