الرئيس الاثيوبي في الخرطوم… ماذا يحمل في حقيبته؟

الخرطوم- نبيل صالح

حطت طائرة الرئيس الأثيوبي أمس  بمطار الخرطوم في زيارة ليوم واحد، وتجئ الزيارة  لملفات الحدود وسد النهضة والازمة السودانية  بيد ان ابي احمد قال في تصريحاته بأنه لم يأت ليطرح حلا للازمة السودانية، بل لتشجيع الاطراف السودانية للتوافق على حل يفضي الى انهاء المشكلة.

 

ويعتقد مراقبون ان تأثير الازمة السودانية يطال دول الجوار، خصوصا اثيوبيا التي شهدت حربا أهلية، وموعودة بازمة غذائية للجفاف الذي ضرب اجزاء واسعة، بينما لم يستبعد اخرون، شعور اديس ابابا بخطر بدخول القاهرة في خط الازمة السودانية بطرح مبادرة يشكك بأنها لعرقلة العملية السياسية الجارية في السودان.

ويقول المحلل السياسي د. مصعب فضل المرجي ان هناك عدة عوامل دفعت الرئيس الاثيوبي لزيارة الخرطوم في هذا التوقيت رغم انشغالها بأزمات داخلية، واضاف لـ(النورس نيوز) السودان يشكل عمقا استراتيجيا لاثيوبيا وعدم الاستقرار السياسي في السودان يهدد الأمن الاثيوبي، الى جانب الازمة الغذائية المحتملة في اثيوبيا، ويعتقد مصعب ان تأثير القاهرة الظاهري على المشهد السوداني وتحييدها لمجموعة سياسية من الاتفاق الاطاري بمبادرة تثير الشكوك في نوايا القاهرة ازاء الازمة السودانية احد الاسباب التي اجبرت على الدخول كطرف مسهل في الازمة.

ولكن اخرون يرون ان الزيارة لم تتجاوز الملفات العالقة بين الخرطوم واديس وان كانت الازمة جزء من اجندة الزيارة وحسب تقارير اعلامية يعتقد  الباحث والمحلل السياسي الإثيوبي، زاهد زيدان، ان  اهداف  الزيارة اعادة  المياه لمجاريها بين البلدين في جميع الملفات والقضايا وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين” ويمضي  زيدان في حديث صحفي  أن “ملف الحدود” هو الجانب الأهم للجانب الإثيوبي، مشيرا إلى أن الحدود بين البلدين تصل إلى 1600 كيلو مترا، الا ان المحلل السياسي د. نصر الدين عثمان يعتقد ان اديس ابابا رأت ابتعادها عن الشأن السوداني تمنح فرص تدخل وتأثير القاهرة على مسار العملية السياسية وقال نصر الدين لـ(النورس نيوز) ان ابي احمد حذر من التدخل المباشر في الازمة واكد قدرة السودانيين على حل مشاكلهم  وهو يعني التكالب المصري على السودان استخباراتيا ودبلوماسيا وباجندة لا تخدم القضية)

 

واعلن رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد دعمهم للعملية السلمية في السودان وخيار السودانيين ، دون التدخل منهم، وقال انهم لا يحملون حلا جاهزا للاوضاع السياسية بالسودان، وقال رئيس مسار اتفاق شرق السودان رئيس الجبهة الشعبية المتحدة خالد شاويش عقب اجتماعه بآبي احمد بالقصر الجمهوري بالخرطوم امس على هامش اجتماع الجبهة الثورية ان رئيس الوزراء الاثيوبي اكد وقوفهم الى خيار حل (سوداني سوداني)، دون تاثير من اطراف خارجية ويخلو من اجندة تنعكس على الحالة الراهنة والمستقبلية.

واشار خالد الى ان آبي احمد نصحهم بضرورة وضع مصلحة السودان نصب اعينهم واعتبر ذلك المدخل الحقيقي للوفاق الوطني والحل السياسي الشامل.

ووصف شاويش دور اثيوبيا بالكبير وتجربتها بالملهمة في انزال الديمقراطية على ارض الواقع وقال: (كان لاثيوبيا دور كبير ولولا قائدها ابي احمد لما تم التوافق بين المدنيين والعسكريين  وتوقيع الوثيقة الدستورية،  مدوا الينا اياديهم بيضاء من غير سوء). واضاف: (اثيوبيا دولة محورية وجارة وصديقة ، طال الزمن ام قصر سنتجاوز كل العقبات التي تعترض مسار علاقات البلدين) وابدى شاويش تفاوله بزيارة رئيس الوزراء الاثيوبي الى بلده الثاني – حسب تعبيره – واعتبر ان زيارته جاءت في وقتها، وامندح ادوار آبي احمد قي المنطقة واستدل بحصوله على جائزة نوبل للسلام لجهوده في حل النزاع الحدودي مع إريتريا.وقال شاويش زيارة زعيم اثيوبيا سبكون لها مابعدها – دون الافصاح عن كل ماجاء في اجتماعه به.

Exit mobile version