السودان.. مالات ومخاطر التدخل الأجنبي

الخرطوم – نبيل صالح

بات جلياً تأثير التدخل الأجنبي في رسم المشهد السوداني ، بيد أن المراقبين للحراك الإقليمي والدولي إزاء الأزمة السودانية ، أعربوا عن قلقهم تطور الأمور التي قد تصل الى تقسيم السودان جراء الأجندة الخارجية التي للأسف – حسبهم- تنفذها أيادي سودانية ، ويعتقد الملمين بتاريخ السودان السياسي منذ الاستعمار حتى الآن أن مخطط تقسيم السودان بدأ منذ العام 1905م ، ووصل الآن مراحله الأخيرة ما لم تحدث معجزة وتستدرك القوى السياسية عظم المخاطر التي تحيق بالبلاد.

 

المراقبون يعتقدون أن اندلاع تمرد أنانيا (1) بجنوب السودان لم يكن الا بداية  عملية شد الأطراف ، واستمرت الحرب في الجنوب 50 عاماً قبل اعلان الجنوبيين انفصالهم في 2011م بموجب استفتاء أقرته اتفاقية نيفاشا ، ولكن قبل يندمل جرح الجنوب تفتق جرح جديد في الشرق التي اتخذتها بعض الأحزاب منصة في حربها ضد السلطة المركزية ، بالتعاون مع دوائر استخباراتية عالمية وإقليمية ، وتنتقل العدوى الى غرب السودان بالتحديد في إقليم دارفور الغنية.

 

ويقول د. حسين يوسف لـ “النورس نيوز” أن الصراع الدولي في السودان في بدأ في اطار سباق  الغرب والشرق الأوربي للحصول على الموارد ويبدو ذلك جلياً في دعم الشرق الأوربي أو روسيا  للمناطق المتاخمة للدول التي تسيطر عليها فرنسا ، وهي مناطق دارفور على امتداد الإقليم ،وأضاف ” الصراع في هذه المناطق ليست من أجل مواردها فحسب بل للتغول في عمق الدول الفرانكفونية ،  بينما تركز الغرب الأوربي والولايات المتحدة في أواسط وشرق السودان وهي مناطق أيضاً مرشحة لتكون مسرحاً للصراع الدولي ، ويمضي حسين بقوله أن ما يحدث الآن في المشهد السوداني جزء من هذا الصراع وقد يؤدي الى تقسيم السودان على النحو الذي ذكرته آنفاً.

 

ومن جانبها تعتقد د. رجاء شوكت أستاذة العلاقات الدولية أن تأثير التدخل الأجنبي واضح جداً في الصراع السياسي الراهن بين مختلف القوى، وقالت رجاء لـ “النورس نيوز” أنه عدا الآلية الثلاثية كل الأطراف التي تدخلت في حل الأزمة ومن بينها الرباعية نفسها تحمل أجندتها وتعمل لمصالحها، بينما من يحكم السودان أو اذا كان السلطة مدنية أو عسكرية لا يهمهم ، فقط أنهم يعملون من أجل مصالح دولهم ، وتمضي رجاء بقولها ” هشاشة الأوضاع السياسية والاقتصادية فتحت الباب واسعاً لكل الأجهزة المخابراتية سواء في الإقليم أو أوروبا أو الجوار بحثاً عن مصالحها ، وتابعت ” حتى جمهورية مصر التي كنا نعول عليها في العمل على استقرار السودان عبر الخارجية تتعامل مع الأزمة السودانية بجهازها الاستخباراتي ” ما يعني أن مخابرات دول هي من ترسم المشهد السياسي السوداني.

 

وابتدر المحلل السياسي والكاتب الصحفي  د. كمال الشريف أنه  يجب ان يشهد السودان هذا النوع من التدخلات الأجنبية او الدولية لأنه حقيقة هو شريك أساسي في أزمات الدول التي حوله جغرافيا واجتماعيا  في تشاد وافريقيا الوسطي ومصر و لببيا وارتريا واثيوبيا وجنوب السودان واصبح معبراً للجريمة العابرة للقارات   ومضى كمال بقوله أن حكومات  السودان بمختلف مسمياته طيلة “68” عاما ، من الفاسدين الذين تلطخت دماؤهم وامتلأت جيوبهم بكثير يبحثون عن قشة في دول العالم يتعلقون بها وهؤلاء يؤيدون التدخلات الدولية ، وتوقع كمال تقسيم السودان لدويلات اذا استمر التدخل الأجنبي على هذا النحو السافر .

Exit mobile version