الأخبار الرئيسيةتقارير

مدير المخابرات المصرية.. ما وراء زيارة السودان؟

الخرطوم- هبة علي

 

أتت زيارة رئيس المخابرات المصري عباس كامل للسودان أمس الإثنين، محفوفة بغموض الأجندة وأطراف اللقاءات التي وُصفت بأنها مكثفة (وفق مصادر) مع الأطراف السياسية السودانية، فقد شملت قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان علاوة على طرفي ائتلاف الحرية والتغيير بحث خلالها تطورات الأوضاع في السودان، وقال بيان صادر عن مجلس السيادة إن البرهان التقى اللواء عباس كامل بحضور الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات العامة، ونقل المسؤول الأمني المصري  الذي وصل الخرطوم الاثنين رسالة شفهية للبرهان  من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات.

وأكد البرهان أهمية العلاقات بين البلدين وضرورة تعزيزها وتمتينها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين، وقال قيادي في الحرية والتغيير لـ”سودان تربيون” إن ممثلين  للائتلاف عقدوا اجتماعا برئيس المخابرات المصرية بفندق كورنثيا تناول العملية السياسية وكيفية إنهاء انقلاب 25 أكتوبر، وشارك في الاجتماع من الحرية والتغيير كل من بابكر فيصل ومريم الصادق علاوة على عمر الدقير وكمال إسماعيل وبثينة دينار، وقال المصدر إن المسؤول المصري “أعلن دعم بلاده للعملية السياسية وتسريع الوصول لاتفاق نهائي يتضمن توسيع قاعدة المشاركة السياسي”. كما جدد مدير المخابرات تأكيد حرص بلاده على استكمال التحول الديمقراطي في السودان.

 

لأهمية الدور المصري

ولقد شهدت الفترات السابقة من عمر الفترة الانتقالية زيارات عدة متبادلة بين المسؤولين المصريين والسودانيين بما فيهم قيادات سياسية من الحرية والتغيير بفترة ماقبل توقيع الاتفاق الإطاري، ورغم ذلك كان الدور سعودي واماراتي في التوسط بين الأطراف السودانية لحلّ الأزمة أكثر من كونه مصرياً حيث راج الحديث عن عدم مباركة مصر لخطوة الاتفاق لجهة أنه يتعارض مع مصالحها بحسب مراقبون.

المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم يرى خلاف ذلك، ويؤكد بحديثه لـ”النورس نيوز” أن مصلحة مصر تكمن في استقرار السودان؛ مشيراً إلى التأثير الجيوسياسي السوداني على مصر إضافة إلى ازدياد اعداد اللاجئين السودانيين بمصر، ولفت سلم الى بُعد المصريين عن الملف السوداني في الفترة الأخيرة، منوهاً إلى استمرارها بالعلاقات مع حزب الأمة والاتحادي، وأضاف: مصر لها أهميتها واتوقع ان تجد النجاح مبادرتها التي قدمتها للسودان، منوهاً إلى أن أي خلل أمني بالسودان سينعكس على مصر ومن هنا يأتي حرص الأخيرة على الحل السوداني، مُذكراً بالدور المصري بإرسال ايلا للشرق وعودة الميرغني للبلاد.

 

 

ليس خوف إخواني

وربط البعض بين مساعي مصر للحل وبين حراك الإخوان المسلمين في السودان وعقدهم مؤتمراً للشورى بالخرطوم أمس ، إلا أن الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء م د. إسماعيل المجذوب استبعد ذلك تماماً، مشيراً بحديثه لـ”النورس نيوز” إلى أن جماعة الإخوان بالسودان منعدمة التأثير السياسي وهي فقط جمعية ولا تربطها علاقة بالحركة الإسلامية، إلى ذلك يمضي سلم ويتفق مع المجذوب بأن المصريين ليس لديهم عداء مع اخوان السودان والحركة الإسلامية، لافتاً إلى أن البشير كان مدعوماً من مصر إبان توليه السلطة.

 

 

يُذكر أن السودان يترقب التوقيع النهائي على الاتفاق بين المدنيين والعسكريين بيناير الجاري بوساطة ودعم إقليمي و دولي، وستبدأ القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري في التاسع من يناير  عقد ورش العمل الخاصة بالقضايا المُرحّلة في الاتفاق وهي قضايا العدالة الانتقالية والإصلاح الأمني والعسكري علاوة على تقييم اتفاق “جوبا” وقضية شرق السودان، وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *