أقوال البشير.. دليل إدانة أم براءة؟

خلّفت أقوال الرئيس المخلوع عمر البشير أمس بمحكمة قضية انقلاب ١٩٨٩، ردود افعالٍ واسعة، فالبشير اعترف على نفسك بقيادة الإنقلاب وبرأ قيادات الحركة الإسلامية منه، الأمر الذي اعتبره قانونيون محاولة لحماية قادة الإسلامية من التهمة.. القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي والخبير القانوني وجدي صالح إن حديث الرئيس المعزول عمر البشير إجراء استجواب قانوني ولا يبرئه من جريمة انقلاب “89”

 

اعترافات سابقة

وأكد وجدي إن البشير تحمل المسؤولية من أجل حماية قيادات الحزب من التهمة، ولكن هنالك اعترافات من قبل تؤكد أنهم جزء من هذا الانقلاب، وأوضح وجدي في تصريح حسب صحيفة (اليوم التالي) أن اعتراف البشير بأنه قائد الانقلاب أراد منه أن يصنع لنفسه بطولات زائفة، وأشار إلى أن بشير برر انقلابه بأن الوضع الاقتصادي والأمني يستوجب ذلك، ولكن هذا ليس مبرراً للانقلاب على التحول الديمقراطي والمدني.

 

لا قيمة لها

من جانبها وصفت هيئة الإتهام في القضية ممثلة في القانوني المعز حضرة بحديثه لـ”النورس نيوز” أقوال البشير من ناحية قانونية بأنها ليست لديها قيمة واعترافه فقط يثبت الجريمة أما نفيه عن الأخير فغير مجدٍ بسبب وجود بينات كثيرة مقدمة ضدهم، وأشار حضرة إلى أن دافع البشير للاعتراف هو قيام هيئة الإتهام بتقديم بينات قوية ضده ولا يستطيع إنكارها، لافتاً إلى أن اعترافه لن يعجل في الحكم.

 

حب الظهور

(لم يكن إنقلابا عسكرياً من الجيش فقط) هكذا ابتدر المحلل السياسي طاهر المعتصم حديثه لـ”النورس نيوز” مُعلقاً على أقوال البشير،لافتاً إلى أن لأنه عدد من التقارير الصحفية والفيديوهات التي اتطلعنا عليها على مدى سنوات تأكد أن مجموع من الاسلاميين هم من قاموا بهذا الإنقلاب، وأضاف: في رأيي ليس هناك دافع للاعتراف غير حب الظهور بصورة البطل الذي يتحمل كل شيء لكن في مرحلة وزن البينات أمام المحكمة سيتضح أن هذا الحديث غير صحيح.

 

الاعتراف سيد الأدلة

يُذكر أن البشير اعترف أمس بأنه يتحمل مسؤولية انقلاب 30 يونيو 1989، وذلك في أول إفادة له منذ الإطاحة به أمام القضاء قائلا: “أعلم أن الاعتراف سيد الأدلة”، وأشار عمر البشير في مرافعته حول انقلاب يونيو 1989، إلى أنه لم يكن لأي عضو في مجلس قيادة الثورة أي دور في أحداث 30 يونيو 1989.

وقال البشير إن قضية الانقلاب هي قضية سياسية، مشيرا إلى أنه رفض الإدلاء بأي أقوال أمام لجنة التحري لأنها لجنة سياسية وضمت ناشطين.

وكشف عدم تورط قادة مجلس الإنقاذ في الانقلاب ولم يكن لهم دور في التخطيط أو التنفيذ للانقلاب، وأن التحرك لم يكن بمشاركة أي شخصية مدنية، وقال “لم نكن ننوي الانفراد بالسلطة لحاجتنا للكفاءات القادرة على إدارة البلاد في تلك المرحلة الحرجة”، وأشار “الأوضاع في الجيش كانت مزرية في كل مسارح العمليات، وأقف بكل فخر أمام المحكمة وأقول إنني قائد لثورة الإنقاذ”، وقال “اعتقلنا قادة الجيش في بيت الضيافة، وحين زيارتي لهم باركوا التحرك واستلام السلطة”.

Exit mobile version