الأخبار الرئيسيةحوارحواراتحوارات

نائب أمين سر حزب البعث عثمان أبو رأس في حوار صريح: الاتفاق الإطاري ورطة.. نحن صبورون أن نكون (ما بنملأ ركشة أو حافلة)

الانقلابيون استدرجوا قوى الحرية

في هذه الحالة (…) يمكن الرجوع إلى الحرية والتغيير

نحن صبورون أن نكون (مابنملأ ركشة أو حافلة) ونتطلع أن يكون لدينا دور

الانقلابيون هم أعداؤنا الرئيسيون .

لن نحول معركتنا ضد الحرية والتغيير

حُب السودانيين لوجدي صالح ظاهرة تستحق الدراسة

 

وجدان

حوار – وجدان طلحة 

قدم نائب أمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي عثمان أبو رأس ، اعتذاره لأبناء وبنات الشعب السوداني عن أي خطأ في مسيرة النضال الوطني ، وقال ما يراه شعبنا خطأ نعتذر عنه، وأشار أبو راس في حوار مع (السوداني) إلى أسباب خروجهم من الحرية والتغيير، وقال إن بعض الأطراف في لجنة الاتصال بالحرية والتغيير، كان لديها (دريبات) وتتصل بالانقلابيين، لكن حزبه رفض هذا الأمر، وتمسك بإسقاط الانقلاب والعمل في أوسع جبهة عريضة لتحقيق الهدف،  فإلى الحوار.

 

لماذا أعلن حزب البعث خروجه من الحرية والتغيير المجلس المركزي، بعد أسبوع من توقيع الاتفاق الإطاري؟

لأنهم غادروا كل التزاماتهم وتعهداتهم للشعب وقوى الثورة بمباركة الانقلاب والشراكة معه، و تنكروا لدماء الشهداء بما يشبه تجاهل محاكمة ومساءلة من ارتكب انقلاب 25 أكتوبر، ولأنهم ذهبوا إلى الاتفاق الإطاري بدون اصطحاب قوى الثورة ..استدراج الانقلابيين لقوى الحرية والتغيير كي يورطوهم في هذا الأمر، بالإضافة إلى تعويم قوى الثورة بقوى لا علاقة لها بالثورة لتحاكم الفترة الانتقالية أو تصبح هي المسؤولة عن إدارة الدولة، ومشرف عام على الأداء يُعين ويعزل من يشاء ويوافق على ما يشاء وهو رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بوصفه قائدًا للانقلاب ..كنا حريصون على وحدة قوى الحرية والتغيير، لكن هذا أصبح مستحيلًا .

 

تعتقد أن توقيع الاتفاق الإطاري (ورطة) للحرية والتغيير؟

بالتأكيد، وتم تعويمها مع بقية الفلول والآن يُقال هناك 60 طلبًا للتوقيع على الاتفاق، وهذه القوى التي تشكل المشهد السياسي في الفترة الانتقالية، بالتالي توفر فرصة استعادة مواقع للفلول بتوقيع ومباركة قوى محسوبة على الثورة .

 

لكن الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي تعتبر الاتفاق الإطاري مخرجًا من الأزمة السياسية الراهنة؟

ليس مخرجًا، هو تثبيت للانقلاب، عندما تضع يدك مع الانقلابيين وفي نفس الوقت تبرأهم من جريمة الانقلاب لماذا إذن تحاكم الرئيس السابق عمر البشير بانقلاب 1989م؟ البرهان ومن معه ارتكبوا جريمة انقلاب على تحول ديمقراطي دفع فيه الشعب ثمنًا غاليًا جدًا، وتنكر لعهد وميثاق وقعه في الوثيقة الدستورية، فكيف تثق فيه ؟ المثل يقول (البجرب المُجرب تحيط به الندامة).

 

ماهي الأطراف التي حاولت استدراج الحرية والتغيير؟

أطراف حاولت خلق (دريبات) مع الانقلابيين .

 

ممكن تذكر الأطراف؟

بعض الأطراف في لجنة الاتصال بالحرية والتغيير، كان لديها (دريبات) وتتصل بالانقلابي (أ،ب) وقلنا إن هذا الأمر لن يُحسب عليك كشخص، لأن التواصل مع البرهان لا يعني أن (الونسة) ستكون في الهلال غلب المريخ أو العكس، سيتم الدخول في موضوعات، ويتم تسريبها، وهذا يُسيء لعلاقة الحرية والتغيير مع جماهير الشعب التي لم تنقطع مواكبها منذ انقلاب 25 أكتوبر، وهي ذات الجماهير التي بصمت بالعشرة رفضًا لاتفاق نوفمبر (البرهان وحمدوك) وقتها رفضت مجموعة المجلس المركزي الاتفاق واعتبرته شرعنة للانقلاب، فكيف تنهي بخلق وتأتي بمثله؟ .

 

لماذ لم يكشف حزبكم عن الاتصال مع المكون العسكري وقتها، ولماذا الحديث عنها عقب خروجه من التحالف؟

كنا نسمع ولم يكن لدينا ما يؤكد هذه الاتصالات، وطالبنا بالشفافية، وقبل ذهابهم إلى الاجتماع الرسمي الأول مع العسكريين اعترض اثنين من أعضاء المكتب التنفيذي وهم وجدي صالح وياسر عرمان، وأنا كنت ضد ذهابهم وقلت يمكن أن نوافق إذا ثبتنا بعض الأشياء.

 

ماهي ؟

لا نقبل بوجود الفلول في الاجتماع التحضيري للآلية الثلاثية، رفع حالة الطوارئ، إطلاق سراح المعتقلين، وقف العنف ضد المتظاهرين، الرجوع عن القرارات الارتدادية على قرارات لجنة التمكين ومساءلة من ارتكب جريمة انقلاب 25 أكتوبر والجرائم التي ترتبت عليها .

 

قراءتك لما يمكن أن يحدث في الفترة القادمة بعد تصريحات البرهان في المعاقيل، هل يمكن أن يمضي الاتفاق الإطاري إلى الإمام؟

تعتمد على من وقعوا، إذًا هم مستعدون أن(يسوقهم البرهان بالخلاء) وسيمضي الاتفاق، لكن دون تقديم حل لأزمة النضال الوطني، لكن تصريحات البرهان الأخيرة توضح أنه (محرك الأمور) بهذا الاتجاه، الحرية والتغيير بمجلسها المركزي ومكتبها التنفيذي لا تساوي أكثر من (بقعة) زيت في بحيرة من الفلول .. سيجدد نفس توجهات انقلاب 30 يونيو ونفس الحقبة السوداء لـ30 عامًا والعام الأخير، وسوءات فترة الانتقال السابقة وسيبصم عليها بالعشرة وهذا ماسيحدث، لكن ثقتنا عظيمة في شعبنا وقوه الثورية التي لم ينقطع عطاؤها وتضحياتها منذ إعلان انقلاب 25 أكتوبر وحتى الآن، ولحظة التوقيع على الاتفاق كانت شوارع الخرطوم تشهد تظاهرات يواجهها من يدعي أنه يريد دولة مدنية ديمقراطية بالغاز المسيل للدموع والرصاص والقمع والرصاص .

 

أنت تتحدث عن الشعب، لكن جزءًا كبيرًا منه غير راض عنكم ، وأنتم لم تنفصلوا عن الحرية والتغيير إلا قبل 72 ساعة فقط ؟

نحن نحترم رأي الشعب ونرحب بكل نقد لأنه صادق وليس هدامًا، ونحن لسنا فراعنة لا نريد إلا ما نرى، صدرنا مفتوح لاستقبال كل ما يقوله أبناء وبنات شعبنا ونجادلهم بالحوار وبالتي هي أحسن ، نحن ليس مستبدين وليس لنا رأس مال غير شعبنا ، نحن مع الشعب ولو على خطأ .

 

يمكن أن تقدموا اعتذارًا للشعب السوداني ؟

أي خطأ ارتكبه حزب البعث العربي الاشتراكي ويراه أبناء وبنات شعبنا خطأ في مسيرة النضال الوطني يعتذر عنه، وأقول نحن لم نرتكب خطأ استراتيجيًا طوال مسيرة حزبنا منذ ميلاده، مواقفنا في مسألة التسويات السياسية مسجلة منذ 1977م وحتى الآن .

 

بعد خروج حزب البعث من الحرية والتغيير هل سينضم الحزب إلى قوى التغيير الجذري أم سيناضل وحيدًا ؟

الحزب لا يزعم على الإطلاق أنه يناضل وحيدًا لتحقيق التغيير ، لذلك قلنا لن نذهب إلا مع بقية قوى الثورة بما فيها الحزب الشيوعي ، والآن ندعو إلى أوسع جبهة تعمل بمستويات مختلفة لإسقاط الانقلاب ، مجموعة الجذريين لديها مشروع ونحن لدينا مشروع ولجان المقاومة لديها مواثيق ،يتم وضع المشاريع والمواثيق في مؤتمر يُنجز برنامج الجبهة الشعبية العريضة، ومايتم التوافق عليه يُصبح برنامج الحد الأدنى لإسقاط الانقلاب وبداية تحول مدني ديمقراطي لفترة انتقالية قصيرة تعمل على تفكيك نظام الإنقاذ والإعداد لانتخابات حرة ونزيهة والسلام.

 

هل يمكن القول أن حزب البعث العربي الاشتراكي فارق الحرية والتغيير نهائيًا أم هناك خط رجعة ؟

إذا قالت الحرية والتغيير إن الانقلابيين خارج المشهد السياسي وإلى المحكمة ، وكل من ارتكب جريمة سيذهب إلى المحكمة ، ولا يوجد دور للفلول في الفترة الانتقالية ،والمساءلة عن كل الجرائم التي تم ارتكابها في 25 أكتوبر كحادثة انقلاب والجرائم التي ترتبت عليه، الرجوع عن كل قرارات الارتداد على قرارات لجنة التفكيك، إذا حدث ذلك ، مافي شيء بمنع أن نشتغل معها.

 

القوى المدنية تعيش في خلافات وصراعات منذ سقوط النظام السابق، وهذا الأمر أطال أمد العسكريين في السلطة، فأصبح العسكريون عنصرًا ثابتًا بينما القوى المدنية متحركة ؟

التباين بين القوى المدنية أمر طبيعي ، والتباين بالمنطلقات الفكرية أمر طبيعي، وفي إطار الحرية والتغيير كان هناك تباين في النهج الاقتصادي، لكن هناك حدًا أدنى وافقت عليه اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير وقدمت البرنامج لحكومة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، لكن للأسف ضُرب بها عرض الحائط ، جزء من الأخطاء التي ارتكبتها الحرية والتغيير وكانت هناك عقبات رئيسية وضعت أمام حكومة حمدوك مثل إغلاق الشرق والتفلتات الأمنية التي تفاقمت الآن ، وإذا قارنا بِعلات الحكومة الانتقالية الاولي والثانية مع ماحدث بعد انقلاب 25 أكتوبر ، فالانقلاب لم يستطع تكوين حكومة أو حاضنة سياسية، أمن البلاد لم ينفلت في تاريخه كما حدث في عهد الانقلاب، وأصبح هناك مستوى من الجريمة أن يقتل الأب أبناءه وهذا لم يحدث في تاريخ السودان.

بعض أعضاء الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي قللوا من خروج حزبكم من التحالف، لأن الحزب لا يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة ، ورددوا ما كان يقوله بعض أنصار النظام السابق بأن حزب البعث (عضويته ما بيملوا حافلة) ركاب؟

ولا ركشة ، إذا كان حزب البعث ليس له دور أو تأثير لماذا يشغلون أنفسهم ، فليكفوا النظر عنه، شعبنا هو الذي يحكم، المرحوم عمر نور الدائم قال (ديل ماعندهم فرطاقة) وكان يتحدث عن نتائج انتخابات 1986م، لكن كنا جزءًا فاعلًا في الشارع السياسي في انتفاضة الخبز والسلام 1988م ، المرحوم محجوب الزبير رئيس اتحاد نقابات عمال السودان سألوه كيف تُعلن الإضراب السياسي وتدعو إلى التظاهر واللجنة المركزية للاتحاد والمكتب التنفيذي لم يجتمعا ؟ رد عليهم بأنه لو انتظر اجتماعهم لزحفت الهيئات الفرعية والنقابات لسيطرت على مبنى الاتحاد وفرضت منه فداء، نحن ما كان عندنا شيء كثير لكن كان عندنا الرأي الحق الذي احترمته جماهير شعبنا ، لا أريد أن أقول إن لدينا من أجمع السودانيون على محبته .

من هو ؟

حبهم للمناضل النقي الشجاع وجدي صالح ، هذه ظاهرة تستحق الدراسة ، هو ابن الحزب ، والعبرة ليس بالكم ، لكن بالكيف ، نحن صبورون أن نكون (مابنملأ ركشة أو حافلة) ونتطلع أن يكون لدينا دور بين أبناء وبنات الشعب السوداني نتفق على الحق وعلى هزيمة الباطل ، والباطل الآن هو الانقلاب ، ولن نحول معركتنا مع من التحق بالانقلاب وباركه من قوى الحرية والتغيير، ولن نحول أسنة رماحنا وأقصد بها مواكبنا وشعاراتنا وخطوط المقاومة ضد الحرية والتغيير، ولكن ضد البرهان وبقية الانقلابيين لأنهم اعداؤنا الرئيسيون .

 

وكيف سيتعامل حزب البعث مع الحرية والتغيير في الفترة القادمة ؟

لا أريد أن أقول إننا كالمسيح من لطمك على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر، لن ندخل في معارك جانبه مع الحرية والتغيير، لأن معركتنا الرئيسية كيف يسقط الانقلاب .

 

هناك قوى غير موقعة على اتفاق  السلام ولديها موقف واضح من إجراءات 25أكتوبر ، هل يكون في تنسيق مشترك بينكم لإسقاط الانقلاب ؟

حريصون على التواصل مع عبدالواحد نور وعبدالحزيز الحلو حتى أطراف السلام ليسوا حريصين على التواصل معها ، لأن موضوع السلام في عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي ويعطيه أولوية ، واعطي القوة التي حملت السلاح استثناء في طريقة تعاملها مع أنظمة الاستبداد ، كنا نقول من حقها تفاوض هذه الانظمة في حدود أرضًا سلاح ويكف القتال ، ويتمتع أبناء وبنات شعبنا في المناطق التي تأثرت بالحرب وهي المناطق التي ارتفعت منها البندقية بمزاعم مقاتلة النظام في دارفور كردفان ، النيل الازرق ، أو حتى جنوب السودان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *