الاتفاق الإطاري.. في مرمى النيران

الخرطوم – النورس نيوز

 

هجوم كثيف علي الاتفاق الإطاري الذي تم التوقيع عليه بين الحرية الحرية والتغيير وقوي الانتقال والمكون العسكري ، واعتبرته قوى سياسية اتفاقا بين مجموعة احتكرت السلطة خلال عامين بعد سقوط النظام السابق وفشلت في تحقيق أهداف الثورة .

 

في الوقت الذي تتحدث فيه الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي عن وجود اكثر من 50 طلبا للانضمام للاتفاق الاطاري الذي تم التوقيع عليه في الخامس من ديسمبر الجاري بينها وبين قوي الانتقال والمكون العسكري ، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان ان الاتفاق ليس محصورا علي قوى سياسية بعينها داعيا الى الابتعاد عن التدخل في شؤون القوات المسلحة .

 

عودة الفلول

ذلك التصريح اصاب اطراف التحالف بـ(صدمة ) وقال رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري ياسر عرمان إن البرهان عاد في خطابه لما قبل الاطاري، مشيراً إلى حديثه عن تدخل الجيش في تشكيل الحكومة وإن الحكومة المدنية ذات سلطة كلية بعد الانتخابات، لافتا الي إن الاتفاق الإطاري حدد الأطراف المدنية ودورها بدقة بموافقة العسكريين، مؤكدا إن قضية الأطراف في العملية السياسية هي (كعب أخيل وحصان طروادة) وقال إن لم يتم التمسك بالاتفاق الاطاري فإن ذلك يعني ببساطة عودة الفلول، لافتا إلى محاولة لإغراق العملية السياسية و تذويب أجندة الثورة لمصلحة أجندة الفلول يجب مقاومة ذلك والتمسك بأهداف ثورة ديسمبر.

 

دماء الشهداء:

الاتفاق لم يجد القبول عند بعض أطراف المجلس المركزي ، واعتبرته شراكة بين المدنيين والعسكريين ،لكن في ثوب جديد ، وانه لا يختلف عن الاتفاق الذي تم بعد أحداث فض اعتصام القيادة العامة ، وتمسكت باسقاطة ، عبر الوسائل السلمية وصولا الي العصيان المدني والإضراب السياسي، القوى التي تؤمن بالتغيير الجزري والتي تضم لجان المقاومة وتجمع المهنيين والحزب الشيوعي وقوي مدنية اخري اكدت ان معركتها الان هي انهاء الانقلاب ، واعتبرت ان مجموعة المجلس المركزي باحثة عن السلطة ، (وباعت) دماء الشهداء .

 

هجوم عقار

لكن المدهش في الأمر ان الاتفاق وجد هجوما من بعض الأطراف الموقعة عليه ، ويتساءل كثيرون اذا كان الامر كذلك فلماذا اتخذت تلك الخطوة ؟ والمنطق يقول ان التوقيع يعني انك مقتنع به ، او ان تكف عن نقده في المجالس ، خاصة اذا كنت شخصية لها وزن سياسي، لكن رئيس الحركة الشعبية مالك عقار اشار الي انه وقع علي الاتفاق حتي لا يهزم الايمان بمبدأ الحوار ، وقال الاتفاق الإطاري “مولود عندو مصائب وآليات دفنه وفشله ومكوناته وبعض اصوله جاءت من خارج السودان لكن ورشة المحاميين غيرت ملامحه واصبح سوداني ومن يقول انه سوداني خالص يكذب 100%”، واضاف :الاتفاق يحتاج إلى تطوير والحركة الشعبية وقعت عليه حتى لاتهزم مبدأ إيمانها بالحوار ، لافتا إلى ان السواد الأعظم من السودانيين خارج هذا الاتفاق وهو اتفاق صفوة (حق الخرطوم وبحري وام درمان وماعندو علاقة بالهامش السوداني وجزء كبير من السودانيين خارجه ).

انسحاب البعث

 

حزب البعث العربي الاشتراكي انسحب من الحرية والتغيير عقب توقيع الاتفاق الاطاري ، واكد انه خروج نهائي  ، واصدر بيان اشار خلاله الي إن مشاركة أغلبية قوى الحرية والتغيير في التوقيع على الاتفاق الإطاري مع الانقلابيينة ، يتناقض مع الأهداف والمبادئ الأساسية التي من أجلها نشأ هذا التحالف الواسع، وهو ما يفرغ من محتواه الثوري بعد اصطفافه إلى جانب الانقلابيين، وبالضرورة لم يعد الإطار المناسب لحشد وتنظيم أوسع جماهير شعبنا في النضال ضد قوى الاستبداد والفساد” ، داعيا الي إلى استكمال بناء أوسع جبهة شعبية للديمقراطية والتغيير، لافتاً إلى أنه بذل قصارى جهده دون جدوى مع الفرقاء في الحرية والتغيير للحيلولة دون ارتكاب هذا الخطأ الاستراتيجي ،وقال : هذا خيار أغلبيتهم الذي أدى إلى افتراقنا عنهم انحيازنا إلى القوى الحية في شعبنا لمواصلة النضال الدؤوب الصبور على طريق إسقاط الانقلاب وإخراج بلادنا من الأزمة الوطنية الشاملة والمتفاقمة.

 

تشكيل لجنة

رغم الهجوم الذي طال الاتفاق الاطاري ، وادي الي انشقاق داخل الحرية والتغيير ، لكنها لم تعطي أدنى اهتمام لتلك المواضيع ، وماتزال تهلل وتكبر بالاتفاق وتعتقد انه الطريق الي تحقيق الدولة المدنية والديمقراطية، وأمس الاول كشف الناطق باسم التحالف  شهاب إبراهيم عن تشكيل لجنة للنظر في طلبات الانضمام إلى الاتفاق الإطاري الذي وقعت عليه قوى سياسية ومدنية مع المكون العسكري في الخامس من ديسمبر الجاري .

وأضاف شهاب في تصريح صحفي، أن اللجنة التي كونها المكتب التنفيذي ستعمل على دراسة الطلبات وتصنيفها وتقديم توصية لمعالجتها. مؤكدا أن هياكل الحرية والتغيير “مغلقة ولا يمكن الانضمام إليها ، ولذلك كونت لجنة لإعداد تصور للتعامل مع طلبات الانضمام إلى الاتفاق الإطاري ، وسُلمت الطلبات عبر السكرتارية التنفيذية التي ستقوم بدورها بتسليمها إلى اللجنة المختصة.

 

اتفاق ثنائي

الحرية والتغيير مجموعة التوافق الوطني شنت هجوما عنيفا علي الاتفاق الاطراي ، مشيرة الي انه سيؤدي الي مزيد من التعقيدات في المشهد السياسي ، وقال رئيس حركة العدل والمساواة السودانية، جبريل ابراهيم، إن ‏الاتفاق الإطاري الثنائي الإقصائي الذي تم توقيعه اليوم الاثنين بعيد كل البعد عن الوفاق الوطني الذي يحقق استقرار الفترة الإنتقالية ولا يفضي إلى إنتخابات حرة نزيهة في المستقبل المأمول. وأضاف : الرهان على المجلس المركزي لتحقيق التحول الديموقراطي رهان خاسر لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

Exit mobile version