لجنة المعلمين.. تصعيد سياسي أم مطلبي؟

الخرطوم – النورس نيوز

للمرة الخامسة منذ العام ٢٠٢٠ تقود لجنة المعلمين السودانيين إضرابات المعلمين بجداولها المعلنة لأجل الضغط على السلطات الحاكمة والاستجابة لمطالب المعلمين المتعلقة في سوادها الأعظم بتعديل الهيكل الراتبي وزيادة الأجور، بيد أن السلطات ترى أن اللجنة تستغل قضايا التعليم وتزج بها في السياسة بُعيدة إعلان جدول تصعيدي للإضراب يستمر حتى نهاية الشهر الجاري.

 

معارك سياسية
مباشرة وبعد الكشف عن الجدول التصعيدي السبت الماضي نفى وزير التربية والتعليم محمود سر الختم الحوري، إصدار وزارة التربية لأي بيان أو تصريح صحفي حول إضراب المعلمين.
وأكد الحوري طبقاً لـ”سونا” أن الوزارة تعمل على دراسة متأنية للأحداث وتقوم بتقييم كل ما يدور في الساحة التعليمية، في وقت قطع فيه بحرص الوزارة التام على العملية التعليمية بالبلاد.
وناشد الجميع بعدم الزج بمستقبل الأجيال القادمة في معارك سياسية، وأشار إلى ضرورة الإهتمام بالتعليم لما يمثله من ركيزة.
يُذكر أن جدول الإضراب لشهر ديسمبر  يشمل يومًا واحدًا للإضراب، وخمسة أيام إغلاق كامل؛ وأشارت اللجنة بحسبب “تعيم صحفي” إلى أنّ الثالث عشر من ديسمبر الجاري، سيكون إضراب، فيما ستكون أيام 15 ـ20 ـ21 ـ27 ـ 28 ـ29، إغلاق.

حيلة العاجز
عضو لجنة المعلمين د. بشير نايل لـ”النورس نيوز” إنهم يأملون في أن تحقق لهم الحكومة مطالبهم، مشيراً إلى أن جدول اللجنة التصعيدي فرصة للحكومة قبل أن يضطروا للإغلاق الشامل في حال عدم الاستجابة.
واعتبر نايل اتهامات وزير التربية والتعليم للإضراب بالمعارك السياسية؛ أنها حيلة العاجز عن مواجهة الحقائق، لافتاً إلى أنهم تقدموا بقائمة من المطالب المشروعة للمعلمين وليس من ضمنها مطلب سياسي.
و أوضح نايل ضعف رواتب المعلّمين بمختلف درجاتهم الوظيفية، و أيضاً ضعف مستحقات المعاشيين بالمهنة.

مطلبي أولاً
الخبير التربوي الهادي السيد أوضح بحديثه لـ”النورس نيوز” أن الإضراب مطلبي في المقام الأول ويمكن أن يكون قد صادف أجندة سياسية، لافتاً إلى عدم علمهم بأن كانت للجنة أجندة سياسية ام لا.
وأشار السيد إلى أن عمل المعلم الشاق من الساعة السابعة صباحا وحتي قبل العصر، الأمر الذي يحول دون أن يمضي بقية اليوم في مهنة أخرى أو عمل آخر.
وأضاف: كل العالم يعطي المعلم قدره لأن المعلم ان لم يكن مرتاح البال لن يستطيع ايصال الرسالة للطلاب مهما كانت جدارته بسبب ثقل مسؤوليته الأسرية أمام الراتب الضعيف.
ونوه السيد إلى أن معاشي المعلمين يتقاضون فقط  “12” الف ج مهما كانت درجاتهم الوظيفية وهي مبلغ لا يكفي حتى للعلاج.
وأردف: الظروف الاقتصادية الطاحنة ادت الى تسرب بعض المعلمين من مهنتهم وقادتهم الى امتهان مهن أخرى، وبعض المدارس بها معلمين اثنين وتتم الاستعانة بالمتعاونين الذين لايملكون الخبرة الكافية.

أصل القضية
المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم بيّن أن كل الأمور المطلبية في الفترة الأخيرة منفتحة وخرجت عن السياسة، مشيراً إلى أن إضراب المعلمين حق مشروع في ظل الأزمة الاقتصادية لا سيما وأن كل الجهات الأخرى مضت في ذات الطريق مثال لذلك إضراب الكهرباء الذي تمت الاستجابة له.
وشدد سلم من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” على أن القضية الآن تتمثل في معاش الناس وهو بالضرورة يتأثر بالوضع السياسي، منوهاً إلى أن الحكومة تسعى بصورة أو بأخرى لإيجاد حلول لتلك الأزمة، متوقعاً زيادة رقعت الإضرابات في الفترة القادمة.

Exit mobile version