جولات إبراهيم جابر.. دبلوماسية البحث في ادغال أفريقيا

تقرير إخباري- آية إبراهيم

لم تكن الجولة الأخيرة التي قام بها عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق بحري مهندس مستشار إبراهيم جابر إبراهيم لدول الإيقاد هي الأولى للدول الأفريقية المجاورة للبلاد فمن قبل قام الفريق بسلسلة جولات لعدد من الدول الأفريقية التي كانت لها نتائج إيجابية بتعزيزها لتطوير العلاقات بين السودان ودول الجوار الإفريقي وشكلت عودة للدبلوماسية السودانية بشكل مختلف وتأتي أهمية جوله الفريق جابر في دول الإيقاد لتزامنها مع استضافة السودان الإجتماع العادي رقم “48” لوزراء خارجية دول منظمة الإيقاد يوم الأربعاء، بصفته رئيسا للمنظمة في دورتها الحالية

خارطة طريق
اهتمامات الفريق جابر بتطوير علاقات البلاد مع دول الجوار الإفريقي تأتي في ظروف مختلفة يمر بها السودان مايستدعى نفض غبار العديد من الملفات الإفريقية من أجل دعم مسيرة التحول الديمقراطي بالبلاد فكما كان للجولات الإفريقية السابقة للفريق جابر انعكاسات إيجابية على البلاد يرى خبراء دبلوماسيون إن جولته في دول الإيقاد التي استغرقت عدة أيام وشملت “جيبوتي، الصومال، اثيوبيا، يوغندا، كينيا، اريتريا وجنوب السودان”
لن تقل انعكاساتها الايجابية عن الجولات السابقة التي ستقطف ثمارها في وقت قريب وسيكون لها نتائج إيجابية على مجمل الأوضاع بالبلاد.

ويشير مراقبون إلى أن الجولة دفعت بعلاقات السودان الثنائية خصوصا وأن جابر ووفده المرافق له التقوا بزعماء دول منظمة الإيقاد الذين أكدوا تعاونهم مع السودان وتحقيق خارطة الطريق التي وضعها لتفعيل منظمة الإيقاد بصفته الرئيس الحالي لها.

مكاسب اقتصادية
ولاشك أن جولة الفريق جابر لدول الإيقاد تحمل مضامين عديدة سياسية واجتماعية واقتصادية إذ يرى الخبير الإقتصادي عبد الوهاب جمعة أن الزيارة من الناحية الإقتصادية تعني الكثير للسودان خصوصا فيما يلي قضايا التجارة الحدودية بين السودان ودول الجوار في القرن الإفريقي.

وأشار جمعه لـ”النورس نيوز” إلى أن دول الإيقاد لديها ترابط إقتصادي كبير مع السودان في تجارة الحدود مبينا أن التجارة العابرة تحتاج لتنسيق ومتابعه ،ولفت إلى إن أهمية الزيارة تأتي في سياق أزمة الغذاء والطاقة في العالم وأنها تؤدي إلى مزيد من التنسيق بين دول الإيقاد في مواجهة مشاكل الغذا والطاقة إلى جانب أهميتها في أن هنالك اتفاقيات كثيرة تقوم بها الإيقاد في حركة المواشي والثروة الحيوانية بين هذه دول ،وقال هو موضوع مهم للسودان لمزيد من التنسيق في جانب الثروة الحيوانية التي تشكل معيشة ثلثي السكان في دول الإيقاد
وأضاف جمعه أن بعض دول القرن الإفريقي تعرضت لحالات من الجفاف والفيصانات والسيول وأن الزيارة تأتي كذلك في إطار تنسيق جهود الإيقاد في كيفية مواجهة هذه الدول لتحديات الجفاف والفيضانات وهو ما يمنح مزيد من التنسيق.
وقال إن زيارة الفريق جابر محاولة لزيادة التبادل التجاري بين السودان ودول الإيقاد التي اعتبر أن حجمها كبير ،وأوضح أن ميزات دول الجوار بعضها يطل على البحر الأحمر وبعضها منغلق الحدود ،وقال كل ذلك يمثل فرصه للسودان ليكون جسر رابط لدول الجوار وبين دول الإيقاد خصوصا وأنه يشكل العمود الفقري الاقتصادي لدول الإيقاد.

تبادل رؤي
وقام عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق بحري مهندس إبراهيم جابر إبراهيم خلال الأيام الماضية بجولة جديدة رسمية لعدد من دول الإيقاد استغرقت عدة أيام شملت “جيبوتي، الصومال، إثيوبيا، يوغندا، كينيا، إريتريا وجنوب السودان” حمل خلالها جابر رسائل خطية من رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لرؤساء دول الإيقاد، تتصل بتعزيز العلاقات وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك في مختلف المجالات، بجانب تبادل الرؤى والأفكار حول التحديات التي تواجه دول الإقليم والعالم في مقدمتها تغير المناخ والتصحر والنزاعات.

استعادة مقعد
ويرى المختص في الشئون الإفريقية مكي المغربي أن السودان استرد توجهه الافريقي بعد جولات الفريق بحري مهندس مستشار إبراهيم جابر إبراهيم ماأسماها بالدبلوماسية السيادية وقال قبل ذلك خلال فترة الحكومة الانتقالية تخلى السودان عن توجهه الافريقي لصالح الخليج وأوروبا.
وأوضح المغربي لـ”النورس نيوز” أن جولات الفريق جابر للدول الأفريقية مؤخرا استعادة توجه السودان نحوها وأن الأمور ستعود إلى نصابها وسيستعيد السودان مقعده الافريقي قريبا بعد أن بدأ يتلمس خطاه نحو أفريقيا.

إختراق كبير
بدوره يشير الباحث في العلوم الاستراتيجية والعلاقات الدولية حسن دنقس إلى أن زيارة الفريق جابر لدول الإيقاد تجئ في ظروف إقليمية و دولية متغيرة باعتبار أن لدول الإيقاد تحدياتها الداخلية و الخارجية؛ وقال دنقس لـ”النورس نيوز” أن السودان مناط بها لعب دور أكثر إيجابية خاصة و أن الفترة الإنتقالية لم تكتمل هياكلها و منظمة الإيقاد جزء من الآلية الثلاثية لتسهيل عملية الحوار بين أطراف النزاع ،وتوقع أن تحدث هذه الجوله عملية إختراق كبير فيما يتعلق بالأزمة السودانية و سبل حلها بالإضافة إلى القضايا و التحديات لدول الإيقاد خاصة الإستقرار السياسي والأمن الغذائي الذي يمكن أن يلعب فيه السودان دور كبير و مؤثر بما يملكه من مقومات تحتاج إلى إدارة فعالة و إستغلال أمثل للموارد.

بدء تأسيس
وتأسست منظمة الإيقاد عام 1980 عندما أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1980 دول القرن الافريقي بإنشاء هيئة مشتركة لمكافحة الجفاف والتصحر في القرن الافريقي التي كانت ولا تزال بعضها يعاني من حالات الجفاف والتصحر التي أدت الى حدوث مجاعات في دول المنطقة وبالتالي أنشئت السلطة الحكومية الدولية للإنماء والتصحر 1986وفي علم 1996 اجتمعت الدول الأعضاء في نيروبي واتفقت على تعديل ميثاق المنظمة وتغيير إسمها إلى الهيئة الحكومية للتنمية.
وتشمل الدول المؤسسة للايقاد (السودان، كينيا، أثيوبيا، يوغندا، جيبوتي والصومال) ، وهي الدول الاعضاء بالمنظمة بينما علقت أريتريا عضويتها في عام 2007.

Exit mobile version