في قضية مقتل العميد بريمة محكمة توباك ورفاقه… قصة (إنكار وتعذيب) ..!!

الخرطوم : النورس نيوز

أنكر محمد آدم (توباك) ومحمد الفاتح (ترهاقا) وأحمد الفاتح (الننة)، امام القاضي تسديدهم طعنات بسكين للعميد الشهيد علي بريمة، خلال تظاهرات بشارع القصر في يناير الماضي مما تسببت في مقتله.
فيما انكر المتهمون (توباك) و(ترهاقا) و(الننة) جميع اقوالهم الواردة بيومية التحري لدى تلاوتها عليهم بواسطة المتحري امام المحكمة الخاصة والمنعقدة بمعهد العلوم القضائية والقانونية بضاحية اركويت برئاسة القاضي زهير بابكر عبدالرازق، حيث افاد المتهمون بأن كل ما ورد على لسانهم من قبل المتحري ذكروه عقب تعرضهم للضرب والتعذيب والتهديد والإساءة.
في ذات الوقت قدم المتحري أمس، للمحكمة اداة الجريمة وهي عبارة عن (سكين) بمقبض خشبي باللونين الأسود والبني، تم العثور عليها داخل الشقة ضبطت بها بعض معروضات البلاغ وتم إرسالها للمعامل الجنائية، كما قدم المتحري للمحكمة كيسا به (3) سكاكين عثر عليها داخل الشقة قبلتها المحكمة جميعها واشرت عليها كدليل اتهام مادي.
بذة عسكرية ودماء
وأودع المتحري منضدة المحكمة معروضات اتهام عبارة عن بذة المجني عليه العسكرية برتبة العميد شرطة التي كان يرتديها يوم الحادثة عليها فتحات وآثار دماء، اضافة الى تقديمه شالا عليه آثار دماء ايضا جراء لفه بمحل اصابة الشهيد يوم الحادثة اثناء محاولة اسعافه، قبلتها المحكمة جميعها واشرت عليها كدليل اتهام مادي .
و استخدمت المحكمة (مسطرة) لقياس وكشف ابعاد الثقوب التي بقميص المجني عليه، واتضح لها وجود ثقب بطول (2.5) سم بالجانب الأيسر لقميص الشهيد اضافة الى وجود ثقب ايضاً بطول (3) سم جوار ياقة ذات القميص، فضلاً عن وجود فتحة ثالثة اسفل اليد اليسرى جانبية غير منتظمة، وذلك بعد اعتراضات هيئة الدفاع على تقديم البذة العسكرية لعدم وجود فتحات عليها.
اعترافات قضائية
و كشف المتحري عن تسجيل المتهمين الثلاثة لاعترافات قضائية وتسجيلها على اسطوانة (سي دي) بواسطة المعامل الجنائية، فيما ارجأت المحكمة التأشير على الأسطوانات وذلك لحين عرضها على شاشة بروجيكتر على الحضور من طرفي القضية ومعرفة محتواها ومن ثم القرار حول قبولها من عدمه.
الطبيبة والتبرعات
في ذات السياق تلا المتحري الثاني عقيد شرطة حامد شاندينا علي، اقوال المتهمة الخامسة في الدعوى الجنائية وهي طبيبة وايدت جميع ما ورد فيها على لسانها باستثناء عبارة (الحزب الشيوعي) التي وردت في معرض اقوالها، والتي اقرت فيها بمعرفتها بالمتهم الاول بحكم سكنه بجوارهم بحي الأمراء بأم درمان، منبهة الى أنها ساعدت (توباك) بمبلغ تراوح بين (5) الى (12) الف جنيه اسبوعيا ، وبررت الى انها كانت تدعمهم حتى لايتم استغلالهم من جهات لم تسمها ، واشارت الطبيبة المتهمة بأنها ناشطة في العمل الطوعي وتتلقى مبالغ مالية من الخيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقدمها لإعانة المحتاجين، كاشفة للمحكمة عن سدادها مبلغ لإحدى الكليات الشهيرة بالخرطوم وهي عبارة عن رسوم دراسية لـ(توباك)، ونفت الطبيبة في اقوالها مشاركتها في المواكب والتظاهرات وذلك لمرض والدتها وحاجتها الماسة بأن تكون بالقرب منها لرعايتها، مشيرة الى أنها موقفها دائماً تجاه المتظاهرين حسب اعتقادها هو الجلوس معهم بدلاً من استخدام القوة.
ويواجه الثوار الأربعة محمد آدم (توباك) وأحمد الفاتح (الننة) ومحمد الفاتح (ترهاقا) ومصعب الشريف، الى جانب طبيبة ثلاثينية، الاتهام على ذمة قضية مقتل العميد شرطة بقوات الاحتياطى المركزي علي بريمة الذي لقي حتفه طعنا ابان تظاهرات اندلعت في يوم 13 يناير 2022م بجوار معمل استاك الخرطوم .
عينات ودماء وتشريح
وقال المتحري للمحكمة، بأنه وبتاريخ 13/1/2022م تحرك الى مشرحة بشائر بناء على توجيهات من مدير دائرة الجنايات وقابل مدير مشرحة بشائر عقيل سوار نور الدهب، الذي قام بتشريح جثمان الشهيد علي بريمة، الذي تبين اصابته بطعنتين احداهما في العضد الأيسر والأخرى في اسفل الظهر في الجانب الأيسر، مما تسبب في تهتك الرئة اليسرى والنزيف الحاد مما تسبب في وفاة المجني عليه.
في ذات السياق كشف المتحري للمحكمة عن تصوير موقع الحادث بواسطة الأدلة الجنائية ورفع عينه ترابية منه اضافة الى اخذ ثلاث عينات داخل انابيب مختلفة من موقع الحادثة قدمها جميعها كدليل اتهام مادي قبلتها المحكمة واشرت عليها بمحضرها دليل اتهام (1،2) بالرغم من اعتراضات هيئات الدفاع عن المتهمين عليها ومطالبتهم باستبعادها لحين مثول محررها امامها وذلك لعدم تدوين تاريخ رقم البلاغ وتاريخه عليها والشخص الذي تخصه، في ذات الوقت افاد المتحري بأنه قام برسم كركي لمسرح الحادثة قدمه للمحكمة قبلته كمستند اتهام (3)، واشار المتحري الى أنه قام بوصف مكان الحادث باليومية، في ذات الوقت كشف المتحري عن ارسال عينه من اظافر وملابس المتهم الثالث محمد الفاتح (ترهاقا) الى المعامل الجنائية لفحصها وقدمها للمحكمة دليل اتهام (3) للمحكمة، في ذات الوقت قدم المتحري للمحكمة عجلة معاقين تخص المتهم الأول توباك، قبلتها المحكمة كدليل اتهام مادي، فيما افاد المتحري بأن هنالك معروضات قام بتدوينها على كشف وهي عبارة عن (5) حقائب بداخلها ملابس وأحذية وكمامات وأعلام تخص مجموعة غاضبون بلا حدود اضافة الى كمامات وجوارب، فضلاً عن تقدمه بمعروضات كيس أبيض بداخله فأس وثلاثة مفكات نجمة، ومطوة ومفتاح (24) اضافة الى (3) عبوات وبلي فارغ بجانب ضبط علم بلون اصفر فضلاً عن ضبط كميات كبيرة من الأدوية احداهما داخل كيس والأخرى ملفوفة داخل (ملاية) اضافة الى ضبطهم كرتونة بداخل الشقة التي يقيم بها المتهم الثالث وبداخلها ملابس وضمادة جروح (شاش) اضافة الى جراب سكين وكيس بداخله خوزة بلون أصفر تخص المتهم الأول (توباك) بجانب ضبط كيس آخر به ملابس تخص المتهم الثالث (ترهاقا)، قبلتها المحكمة جميعها واشرت عليها كدليل اتهام من (1 -10)، في ذات الوقت اشرت المحكمة على تلفونين ماركة سامسونج ونوكيا تخص المتهم الثالث اضافة الى هاتف ايفون آخر يخص المتهم الأول توباك، كدليل اتهام بمحضرها.
في ذات الوقت كشف المتحري عن تقديمه مستند اتهام عبارة عن افادة من الإدارة العامة للسجل المدني توضح تاريخ ميلاد للمتهمين توباك وأحمد الفاتح، وارقامهما الوطنية.
رضوخ وآثار جبص
و كشف المتحري عن ارسال المتهم الأول توباك لمستشفى الشرطة بتاريخ 19/1/2022م وذلك لعرضه على الطبيب المختص والكشف على قدمه ومدهم بتقرير حولها، منبهاً الى أنه تلقى تقريرا من الاختصاصي اكد له خلاله وجود رضوخ وآثار (جبص) مزال على القدم اليمنى للمتهم توباك، قبلته المحكمة كمستند اتهام.
في سياق متصل كشف المتحري للمحكمة عن استجوابه واعادة استجواب شاهد الاتهام نقيب شرطة أحمد البدري، الذي القى القبض على المتهم الأول توباك، اضافة الى استجوابه شاهد الاتهام ملازم أول ياسين محمد يوسف، الذي القى القبض على المتهم الثالث محمد ترهاقا، وتفتيش الشقة التي ضبطت بها المعروضات بموجب أمر تفتيش، وقال المتحري في اقواله للمحكمة بأنه وبتاريخ 20/1/2022م قام باستجواب (10) شهود اتهام على يومية التحري جميعهم نظاميون برتب مختلفة من الضباط وضباط الصف والجنود.
فحص هاتف الطبيبة
في ذات الإطار كشف المتحري للمحكمة بأنه وبتاريخ 21/1/2022م تمت مراجعة هاتف المتهمة الخامسة الطبيبة بواسطة الادارة الفنية واتضح من خلاله وجود مراسلات بينها والمتهم الأول توباك، قدمها كمستندات اتهام للمحكمة عقب استخراجها وطباعتها على اوراق بواسطة الإدارة الفنية قبلتها المحكمة كدليل اتهام مادي وليس كمستند اتهام، واشترطت المحكمة تدعيمها بمزيد من البينات من الاتهام لقبولها أو رفضها بالبينات من الدفاع لاستبعادها.
من جهتها حددت المحكمة جلسة في يوم الأحد المقبل لمواصلة سماع أقوال المتحري الثاني حامد شاندينا.