البرهان في المرخيات… الرسائل الأخيرة ؟

الخرطوم – نبيل صالح

لم يخرج خطاب الفريق ركن عبد الفتاح البرهان صبيحة اليوم الأحد بمعسكر المرخيات شمالي العاصمة الخرطوم عن سابقته في حطاب ، بيد أنه وضع أكثر من رسالة في بريد أطراف الأزمة والمجتمع الدولي ، ويعتقد محللون عسكريون أن خطاب البرهان كان رسالة تطميين للقوات المسلحة على خلفية التململ الذي كان يسود في أوساط العسكريين ، فيما يرى سياسيون أن الخطاب تأكيد على مضي البرهان والحرية والتغيير في عملية التسوية التي قد تعلن قريباً.

قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إن لديهم “تفاهمات” مع قوى الحرية والتغيير، مشيرا إلى أنه “لمس وطنيتهم” وأنهم “التزموا بعدم الرجوع للسلطة”، كما شدد على أنه لن يسمح لأي جهة بتفكيك الجيش ، وأضاف البرهان في كلمة أمام ضباط وجنود معسكر المرخيات في أم درمان، “نطمئنكم أننا سنمضي إلى ما يحقق استقرار ووحدة السودان”، مؤكدا أن “قضيتنا حماية الوطن والشعب بلا مزايدة” وشدد البرهان على أنه لن يسمح لأي جهة بتفكيك الجيش، وقال إن “أي شخص يحاول التدخل في شؤون الجيش أو تحريض أفراده سنعتبره عدوا لنا”، مكررا تحذيره “لنفس الجهات بالابتعاد عن الجيش وعدم تحريض ضباطه” ، كما قال إن الجيش يريد حكومة مدنية يحملها ويقف إلى جانبها، مشيرا إلى أن علاقاتهم مع دول الجوار “علاقات متزنة ولا يشوبها أي توتر”.

وكان البرهان وجّه الأحد الماضي في كلمة بقاعدة حطاب العسكرية تحذيرا شديد اللهجة للمؤتمر الوطني (الحاكم سابقا) والحركة الإسلامية من التخفي وراء الجيش، مشددا على أن المؤسسة العسكرية لا توالي أي فئة أو حزب.

وخاطب من قال إنهم يتهمون الجيش بموالاة بعض الأحزاب، قائلا: “الجيش ليس له فئة أو حزب، ولن يدافع في يوم من الأيام عن فئة أو حزب”. وشدد على أن “القوات المسلحة لن تسمح لأي فئة أن تعود من خلالها، سواء المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو غيره نحن جيش السودان”.

ويعتقد المراقبون أن البرهان بتسميته الاسلاميين والبعثيين والشيوعيين في خطابه اليوم يقصد الرافضين للتسوية ، وقال المحلل السياسي د.مصعب فضل المرجي أن البرهان لم يزد جديداً في خطابه الأخير سواء تحذيره للشيوعي والاسلاميين والبعثيين من اتخاذ القوات المسلحة مطية لتحقيق أهدافهم السياسية  غير أنها  القوى الرافضة للتسوية ، فضلاً عن أن هذه القوى هي  من تنادي بهيكلة القوات المسلحة ، وهو ما رفضه البرهان في أكثر من مناسبة ، ويمضي فضل المرجي بقوله لـ (النورس نيوز) – ” يبدو أن التسوية قد اكتملت ولم يبق سواء الاعلان عنها بصورة رسمية .

 

ويرى عسكري برتبة رفيعة بالجيش السوداني طلب حجب أسمه أن خطاب البرهان في المقام الأول جاء رسالة في بريد الآلية الرباعية ، تطمين الجيش على خلفية  الململة داخله  وأضاف العسكري في حديثه لـ “النورس نيوز”  أن حديث بعض قادة الحرية والتغيير عن ضرورة هيكلة القوات المسلحة أثار نوع من السخط داخل المؤسسة العسكرية لجهة أنهم يعتقدون أن البرهان يساوم بإسم المؤسسة العسكرية ، فضلاً عن أن هذا الامر يضعف القوات المسلحة  لصالح الدعم السريع

وأضاف أن خطاب البرهان كان مركزاً على قومية القوات المسلحة والتعديلات التي ستحدث في عملية قبول الطلبة الحربيين في الكلية الحربية على خلفية الشعور بخطورة حدوث  اصطفاف قبلي داخل .

ومن جانبه قلل المحلل السياسي سعد محمد أحمد من خطاب البرهان وقال لـ “النورس نيوز” أن خطاب البرهان جاء مكرراً ولم يضف شئياً جديداً عما قاله في منطقة حطاب العسكرية ، ومضي سعد بقوله أن ما يفعله البرهان ليس أكثر من مناورة يريد إطالة عمر سلطته بحشد دعم القوات المسلحة بخطاب عاطفي بعبارات على شاكلة  “أي شخص يحاول التدخل في شؤون الجيش أو تحريض أفراده سنعتبره عدوا لنا”، ، وتساءل سعد “لماذا لا يخاطب البرهان الشعب السوداني المعني بهذا الحديث” – واردف ” هو يعلم جيداً أن الشارع لن يستمع لحديثه ولن يصدقه  ولهذا لن يجرؤ على ذلك ،  واشار أن هناك نوع من الحنق داخل القوات المسلحة ما جعل البرهان ينصب منصة لمخاطبتهم في كل أسبوع ، ورفض سعد حديث البرهان عن تدخل السياسيين في شؤون الجيش  وقال ” الجيش مثله ومثل أي مؤسسة تهم السياسيين واذا لم يتم اصلاح الجيش فلن تنصلح الأمور ولهذا لابد من هيكلة الجيش وتطهيره من المؤدلجين .

Exit mobile version