عودة الميرغني للخرطوم… دلالة التوقيت

الخرطوم – نبيل صالح- على نحو مفاجئ أعلنت هيئة الختمية عن عودة وشيكة للزعيم الاتحادي محمد عثمان الميرغني في بحر هذا الشهر، ويعود الميرغني إلى السودان بعد غياب طويل ما أثار التساؤلات حول دلالة التوقيت، بيد أن خلافات نشبت داخل آل البيت في سابقة تاريخية، رشحت بعض المعلومات عن إعفاء رئيس رئيس الدائرة السياسية ووزير الدولة بالاتصالات في العهد البائد ابراهيم الميرغني موقعه على خلفية موقفه من مسودة دستَور تسييرية المحامين.

وغادر الميرغني السودان في العام 2013 متخذا من القاهرة مقرا فيما تسربت أنباء متقطعة خلال العامين الأخيرين عن تدهور حالته الصحية لكن لقاءات بمسؤولين وقادة في الحزب أظهرته في وضع صحي أفضل.

 

ويعتقد مراقبون عودة الميرغني تأتي لرأب الصدع بين فرقاء الحزب، فيما ذهب اخرون في تفسير دلالة التوقيت إلى ما يجري من ترتيبات لمشهد سياسي جديد التي قد تشكله التسوية المرتقبة، وقال الكاتب الصحفي صلاح حمد مضوي لـ(النورس نيوز ) إن عَودة الميرغني في هذا التوقيت له اكثر من مهام لا يقوم بها الا هو ومن بينها حل الخلافات التي نشبت مؤخرا داخل الاصل واردف “هذه المرة الخلافات تختلف عن سابقاتها لجهة انها تضرب بيت السجادة نفسه ما يشكل خطرا عظيما لوحدة الأصل وتماسكه في هذه المرحلة الخطرة من تاريخ السودان السياسي”، ويمضي صلاح بقوله: اعنقد ان عودة الميرغني مرتبطة ايضا بما يجري من ترتيبات لابرام التسوية ووجود الزعيم في هذا التوقيت مهم جدا خصوصا ان تشكيل المشهد الجديد في حاجة لوجود مخضرمين في الدفة) وتابع (قد تفضي التسوية لاجراء الانتخابات في وقت قريب والاتحادي الأصل بما يتمتع من قاعدة ضخمة يتطلب وجود الميرغني وسط جماهيره خصوصا ان مياه كثيرة جرت تحت الجسر في الـ(4) سنوات الماضية.

و طبقا للناطق الرسمي للحزب اعفى الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل في السودان امين القطاع السياسي ابراهيم الميرغني وتعيين معتز عثمان الفحل بديلا له، وقال الناطق الرسمي باسم الحزب عمر خلف الله يوسف في تعميم صحفي ، إن معتز عثمان الفحل ادى القسم مساء الاثنين أمينا مكلفا، وقال مكتب المراقب العام للحزب الاتحادي، في بيان له الثلاثاء الماضي ؛ إنه “قرر إحالة إبراهيم الميرغني للتحقيق وتجميد أنشطته الحزبية والسياسية والتنظيمية باسم الحزب إلى حين مثوله أمام المكتب”.

 

وأرجع هذا الإجراء إلى مخالفات أمين القطاع السياسي المتكررة لدستور ولوائح الحزب وخطه العام، بدوره، نفى رئيس قطاع التنظيم، تجميد نشاط إبراهيم الميرغني، وقال إن هشام الزين ينتحل صفة المراقب العام ولا يملك أي صفة تنظيمية تستدعي إصداره قرارات بتكوين لجان التحقيق.

 

وطبقا لسودان تربيون قالت هيئة الختمية في بيان”نعلن عودة مرشد الطائفة محمد عثمان الميرغني إلى السودان يوم 14 نوفمبر الجاري وهو تأريخ يصادف الذكرى الثالثة والثلاثون لاتفاقية الميرغني ـ قرنق”.

عودة الميرغني في هذا التوقيت له اكثر من معنى حسب المحلل السياسي د. مصعب فضل المرجي الذي وصف الامر بالجلل ويقول فضل المرجي لـ(النورس نيوز) ان هناك ثمة تحرك دولي واقليمي لبناء تحالف بين الاحزاب الوسطية ذات الصبغة الدينية لقطع الطريق امام اليسار والحركة الاسلامية التي يرفضها المحور السعودي – الإماراتي – المصري، وان كان عبر صناديق الانتخابات ويعتقد مصعب ان الميرغني عاد لبناء هذا التحالف الذي ينشط الان في ابرام تسوية مع العسكر، ويقول (هناك امور اخري تطلب وجود الميرغني في الخرطوم من بينها حل المشاكل التي تضرب الاتحادي الاصل).

Exit mobile version