الأخبار الرئيسيةتقارير

البرهان والاسلاميين.. معارك محتملة

الخرطوم – نبيل صالح

أحدث خطاب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ردود فعل متباينة، خصوصا انه يأتي وسط إرهاصات بتسوية مرتقبة بين العسكر وقوى الحرية والتغيير المركزي، بينما شكك البعض ما ورد في الخطاب عن عدم انحياز القوات المسلحة للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني المحلول.

وحذر البرهان اليوم الأحد، حزب “المؤتمر الوطني” والحركة الإسلامية” الموالية له، من محاولة “الاحتماء بالجيش أو الترويج لإشاعات بأنهم سيعودوا للحكم من خلال المؤسسة العسكرية”.

وقال البرهان في خطاب أثناء تفقده قاعدة حطاب العسكرية العملياتية، إن الجيش السوداني لا ينحاز لأي طرف أو حزب سوى السودان. مؤكداً أن “الجيش غير موال لجهة معينة، وليس لديه حزب أو فئة ولم يدافع عن فئة أو حزب”.

وشدد على أن المؤسسة العسكرية “بريئة من الإشاعات التي تقول بإنها تدعم حزب المؤتمر الوطني أو (الحركة الإسلامية)، وأردف: “هذا كذب لن يعودوا إلى الحكم من خلال الجيش”.
واعتبر المحلل السياسي د. نصر الدين عثمان ما جاء في خطاب البرهان عن وقوفه في مسافة واحدة من الجميع تكتيك مكشوف سبقه سلفه البشير في خطابه الشهير في فبراير 2019م قبل سقوطه بشهرين، وقال نصر الدين لـ(النورس نيوز) لا يخفى على أحد مساندة المؤسسة العسكرية لتنظيم الإخوان المسلمين بما فيهم المؤتمر الوطني المحلول بقرارات بدت أكثر وضوحا من ذي قبل، لدن إعادة نقابات المحاميين والصحفيين والبنك المركزي، وفك أموال عناصر الحركة، فضلا عن رعاية مواكبهم وتأمينها في الوقت الذي تقمع فيه الأجهزة الأمنية مواكب الثوار الشباب المناوئين للانقلاب، وشكك نصر الدين في جدية البرهان في الانسحاب من المشهد السياسي وقال ( لمرتين خرق البرهان اتفاقه مع المدنيين ولا يعقل الوثوق به مرة أخرى)

وارسل البرهان توجيها للمؤتمر الوطني المحلول بقوله : “أبعدوا عن القوات المسلحة وأرفعوا أيديكم وأقلامكم عنها.. الجيش لن يسمح لأي فئة بأن تعود من خلاله، لا المؤتمر الوطني ولا الحركة الإسلامية أو غيرها”.

وشن القيادي بالحرية والتغيير المركزي عروة الصادق هجوما لاذعا على البرهان وقال في صفحته بالفيسبوك أن ما قاله البرهان اليوم في منطقة حطاب العملياتية، ليس بجديد، وتابع بقوله ( رشحت بعض التسريبات منذ الأمس، تهيئة للشارع السوداني والمراقبين الإقليمين والدولين، وخلاصة رسائل البرهان التي قال بها يكذبها الواقع، وأضاف عروة أن البرهان يعلم اليقين أن امر التنظيم للحركة الإخوانية عمر زين العابدين طليق اليد والحركة في يدخل ويخرج من كافة الوحدات والأسلحة والفرق ومنظومة الصناعات الدفاعية ويجتمع بالضباط كيفما ووقتما شاء، بمن فيهم جنرالات في القصر الجمهوري، والقيادة العامة.
ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي د. مصعب فضل المرجي ما جاء في خطاب البرهان واقع ولم يأت بشئ وقال مصعب في حديثه لـ(النورس نيوز) البرهان يعاني من ضغوط إقليمية ودولية وشعر انه في مأزق وينبغي الخروج منه دون أن يتعرض لملاحقة قضائية، ولهذا يبدو أنه صادق فيما يقوله وتابع ” البرهان حاول الاستقواء بالحركة الإسلامية ولكنه استدرك بأن هناك رفض إقليمي للإسلاميين خصوصا من الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي وان كان الغرب أو أمريكا غير مكترث بعودة الإسلاميين من خلافه ولهذا قرر الانعتاق من مخططهم مقابل الحصول على ممر آمن له من الملاحقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *