اتساع رقعة الاقتتال القبلي.. مخاوف وقلق

الخرطوم: النورس نيوز

اقتتال قبلي دامي يغزو البلاد بصورة تعد الاولى من نوعها في تاريخ السودان الحديث،لأسباب لم تتعلق بالصراع الطبيعي على الموارد فقط وانما تعدتها وأخذت منحى سياسي جديد الامر الذي اثار المخاوف محليا ودوليا من اتساع رقعة الصراع وتحوله لحرب اهلية سيما مع توفر السلاح وتعدد الجيوش..

 

اشتباكات وضحايا

(200) قتيل كانت آخر الإحصائيات لضحايا الاقتتال في اقليم النيل الازرق بالاضافة الى (90) جريح وألوف من النازحين كاحصائية اولية قابلة للزيادة بسبب عدم وصول الجهات ذات الصلة لجميع اماكن النزاع ، وحدا هذا الاقتتال الى فرض حالة الطوارئ من خلال مرسوم لحاكم اقليم النيل الازرق أحمد العمدة امس الاول ، في جميع انحاء الإقليم لمدة ثلاثين يوما، كما أمر قادة الجيش والشرطة والمخابرات والدعم السريع بالتدخل بكافة إمكانياتهم لوقف الاقتتال القبلي وفرض هيبة الدولة، مانحًا إياهم كامل الصلاحيات الدستورية والقانونية لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

وكذلك لقاوة الواقعة بولاية غرب كرفان أخذت ذات طابع اقتتال الازرق مخلفة نزوح (4) آلاف شخص،وفقا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)،حيث قال ان الصراع اندلع بين قبيلتي “المسيرية” و”النوبة” في لقاوة جراء نزاع حول ملكية أراض شرق المدينة.

 

 

قلق دولي

الولايات المتحدة والامم المتحدة وعدة جهات دولية أعلنت عن قلقها ازاء تجدد الاشتباكات واتساع رقعتها ،ومن الداخل اعرب نائب منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة “مكتب السودان”، إيدي رو، عن قلقه من تجدد العنف القبلي في إقليم النيل الأزرق، وانتقد قرار حكومة الإقليم الذي قضى بمنع حركة الشاحنات في محافظة ود الماحي.

إيدي رو: منع حركة الشاحنات في محافظة ود الماحي يعرض حياة المدنيين للخطر

وذكر تعميم صحفي صادر عن منسق الشؤون الإنسانية “بالإنابة” إيدي رو، اطلع عليه “الترا سودان”، عن شعوره بالقلق العميق إزاء الأوضاع في مدينة لقاوة بولاية غرب كردفان، ومحافظة ود الماحي في إقليم النيل الأزرق، ودعا المسؤول الأممي إلى “السلام ووضع حد للعنف”.

 

 

سلام المصالحة

وكان اقليم النيل الازرق قد شهد سلاما بسبب المصالحات بين قبيلتي الهوسا والفونج لمدة ثلاثة اشهر قبل ان يتجدد الاقتتال مرة اخرى ، حيث بدأ الخلاف بسبب إقدام الهوسا على تسمية نظارة جديدة تجد رفضًا من الفونج، بينما بدأ القتال في ذلك الوقت عقب مقتل مزراع وسرعان ما تطورت للانتقال إلى عمليات عنف شملت الروصيرص والدمازين وود الماحي..

ويقول مراقبون إن النزاعات القبلية تتصاعد في السودان بسبب الفراغ الأمني، وخصوصا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم، إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية عام 2020.

 

السيناريو الصومالي

ويرى مهتمون أن الاقتتال جاء كتمرحل طبيعي لما تشهده البلاد من تعدد بالجييوش وتوفر السلاح الثقيل لتلك القبائل وأيضا بُعد القوات النظامية من متابعة ومراقبة احتاكات القبائل قبل أن تتطور أيما كان سبب الاحتكاك فضلاً عن عدم حل المشاكل القبلية من جذورها، فيما يرى آخرون أن الصراع بالوقت الحالي تقف وراءه جهات داخلية وخارجية لها أجندة معينة.

ويرى المحلل السياسي د. وائل ابوك ان تصاعد وتيرة العنف سببها سياسي وهو صراع النظارة كما حدث في النيل الأزرق ، مشيرا الى وجود جهات تدعم ذلك الاقتتال وانها ذات الجهات التي لا تؤمن بالتحول المدني الديمقراطي.

وحذر ابوك بحديثه لـ(النورس نيوز) من مغبة تطور الاقتتال الى مرحلة السيناريو الصومالي اذا استمر استدعاء القبيلة في الصراعات السياسية.

Exit mobile version