حوارات

مناوي في حوار من نار : قبل سقوط البشير كانت مهمتي التعبئة والحشد ومعي عرمان ومريم ونجتمع مع الصادق المهدي

قبل سقوط البشير كانت مهمتي التعبئة والحشد، ويعمل معي ياسر عرمان كنائب للخارج، ومريم المهدي للداخل، كنا نجتمع أربع مرات في الأسبوع مع رئيس التحالف الراحل الصادق المهدي، ولكن بعد 11 أبريل (مافي زول رجع لي في التلفون وتم إغلاقه عني بما فيهم الصادق المهدي).
رئيس حركة / تحرير السودان مني أركو مناوي لـ(الجريدة):
• لا توجد معايير أساساً لتحديد قوى الثورة، ويوجد استهبال فقط!!
• إبراهيم الشيخ هو من حضر إلى جوبا وأبلغنا بهذه الرسالة!!
• المؤتمر الصحفي للمجلس المركز كان جادا!!
• نحن في حركة تحرير السودان، نؤمن بالانفتاح وهذه رؤيتنا. أما التسوية الحالية بين الحرية والتغيير – المجلس المركزي والعسكريين، فتخصهما وحدهم!!

على نسق “أعدّوا لنا ولائم من المعلومات وليس موائد الطعام”، طلبتُ من رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، تحويل محادثة معنية بالشأن الخاص والعام بيننا إلى حوار صحفي. رفض في بداية الأمر، قبل أن يوافق لـ(الجريدة) ،
خلال الحوار يحكي مناوي بعض التفاصيل التي قادت إلى اتخاذهم مواقفَ حادّة تجاه بعض مكونات الحرية والتغيير، في أوقات مختلفة خلال الفترة السابقة، قبل أن يصل بهم الأمر إلى تكوين كتلة سياسية تحت مسمى “التوافق الوطني”.
• تصاعد الحديث عن حل سياسي أو تسوية كما يصفها آخرون بين الحرية والتغيير والعسكريين، فما هو موقفكم؟
من هي الحرية والتغيير؟ أنا أيضاً حرية وتغيير (ولّا تمّ استخدامنا وخلاص؟). لو أردت التمييز بيننا، قُلْ التوافق الوطني، والآخرون سمهم “المجلس المركزي أو جناح خالد”، هذا التحالف قمنا بتأسيسه بالدم والدموع، ولن نتركه لأحد.
• حسناً.. ما هو موقفك مما يجري حالياً؟
نحن في حركة تحرير السودان، نؤمن بالانفتاح وهذه رؤيتنا. أما التسوية الحالية بين الحرية والتغيير – المجلس المركزي والعسكريين، فتخصهما وحدهما. فالتسوية السودانية تحتاج إلى مشاركة كل القوى السياسية والحرية التغيير طرف مع الآخرين.
• كل القوى السياسية هل تقصد قوى الثورة؟
من هي قوى الثورة؟ أنا لا أعرفهم، وكل أصحاب الصوت العالي حالياً أغلبهم ركبوا قطار الثورة في 11 أبريل، ولا توجد معايير أساساً لتحديد قوى الثورة، ويوجد استهبال فقط.
• هل يمكن أن توضح أكثر؟
تتحالف مع حميدتي والبرهان، وتحافظ على علاقات مع عبد الغفار الشريف وطه الحسين ونائب البشير “حسبو عبد الرحمن”، وترفض صلاح قوش كيف؟ (وتاني تأتي وتتكلم عن قوى الثورة؟ دا اسمو استهبال وحقو عشان السودان ما نستهبل على الناس ومفترض نقعد مع بعض)، نحاكم المجرمين من النظام البائد، ونستصحب الباقين مثل ما يقول الخواجات (for the sake of sudan ) عشان السودان .
• تتحدث الصحف عن رفضك لمطالب غربية لدعم الحل السياسي الجاري حالياً بين الحرية والتغيير المركزي والعسكريين؟
لا تعليق.
• أنت متهم بأن مواقفك الأخيرة فتحت الباب أمام عودة النظام البائد؟
الحرية والتغيير المجلس المركزي، أبعدت إخوانها وحلفائها الذين قاتلوا نظام الإسلاميين نحو 30 عاماً، وتريد إبعاد الإسلاميين وحدها… هذه أحلام لن تتحقق.
• كيف تم إبعادكم؟
من زمن أبونا الصادق المهدي -له الرحمة- عقب إسقاط البشير، بعد ما ساعدناهم (أتلموا أهل أهل) وتركونا وحدنا. اعتقدوا أنهم حققوا ما يريدون، وتعاملوا معنا بنفس عقلية المؤتمر الوطني الانتهازية، ولا فرق بينهم والمؤتمر الوطني. (مش لأنك يساري تقول لي ما عايز يمين أنا مالي ومالك؟).
• ألا تعتبر أنه حكم قاسٍ على حلفائك السابقين؟
“الدابي كان عضاك ولا ما عضاك هو دابي”، الفرق بينهم والمؤتمر الوطني أن الأخير وجد فرصة وعضّ الناس، لكنهم كلهم دبايب ولهم نفس التفكير.
• حدِّثنا بتفصيل أكثر كيف تم إبعادكم وأنت كنت أميناً عاماً لنداء السودان؟
بجانب تكليفي أميناً عاماً لنداء السودان، قبل سقوط البشير كانت مهمتي التعبئة والحشد، ويعمل معي ياسر عرمان كنائب للخارج، ومريم المهدي للداخل، كنا نجتمع أربع مرات في الأسبوع مع رئيس التحالف الراحل الصادق المهدي، ولكن بعد 11 أبريل (مافي زول رجع لي في التلفون وتم إغلاقه عني بما فيهم الصادق المهدي).
• لماذا اعتبرت ما تم كان عن قصد، البلد كانت تعيش مرحلة جديدة ومخاوف أمنية، إغلاق الهواتف ليس مؤشراً لإبعادكم؟
لا. عندما جاءونا في جوبا، وفي اجتماع عام، أبلغونا بأننا كحركات سقطنا بسقوط البشير (وقالوا لينا ما عندكم حاجة، وعايزننا نقيف معاهم كيف؟).
• هل الحرية والتغيير هي من أبلغتكم بذلك؟
إبراهيم الشيخ هو من حضر إلى جوبا، وفي اجتماع عام، وأبلغنا بهذه الرسالة.
• رحَّبَتَ في تغريدة برؤية الحرية والتغيير مما فتح أبواب التحليلات؟
نعم مؤتمرهم الصحفي، وما قُدِّم فيه كان عملاً فيه اجتهاد، وشيء من التواضع الذي غاب عنهم لفترة طويلة، وتحدثوا عن قضايا مهمة مثل السلام والمشاركة الواسعة وهو أمر مقبول من جانبنا.
• هل نتوقع خطوات تقارب فيما بينكم قريباً؟
التغريدة كانت واضحة. رحبت فيها بموقفهم النسبي، وأشرت إلى التحفظات، وحصرتها في احتكارهم لتحديد المشاركين وحديثهم عن مراجعة اتفاقية السلام، ونحن من وقعها ونملك حق مراجعتها وليسوا هم.
أيضاً من المهم الانتباه إلى أني لم أقصد وثيقة المحامين، لأننا أعددنا وثيقة ونعتبرها الأفضل، ولا نوافق على وجود ورقة مركزية توضع كأساس للحل؛ لكننا منفتحون لمناقشتها مع كل الأوراق والوصول الى اتفاق على الورقة التأسيسية.
• لكن الحرية لم تتحدث بأن هناك ورقة مركزية وحديثها فقط حدد القوى التي يجب أن تقوم بالخطوات؟
هذا أيضاً غير مقبول من جانبنا، لا يملكون حق تحديد من يجلس لحل المشكلة، الشعب السوداني هو صاحب الأمر، وتنوب عنه القوى السياسية وقوى الثورة والمجموعات الشبابية، كل هذه التشكيلة مجتمعة تملك الحل السياسي. وعلى الحرية والتغيير تحديد قضاياها لطرحها للنقاش، فهم مجرد طرف من الشعب لا يحق لهم تحديد من يجلس على الطاولة ومن يُستَبعد. هذه قضية بلد وليست “عرس أولاد أهل”.
يجب أن تجلس كل القوى الحزبية السودانية والمجموعات الشبابية، ولا يمكننا أن نصل إلى حل بواسطة عشرة أو خمسين “نفر”. مع ذلك أنا متفائل ويمكننا التوصل إلى حلول، منذ وصولنا مارسنا ضغطاً من أجل تحقيق المساواة، وإشراك الجميع في الحل.
• هذا الجهد فتح الباب أمام قوى الثورة المضادة والنظام البائد وحلفائه، مثلاً مبادرة الطيب الجد؟
هؤلاء مواطنون سودانيون قاموا بالمبادرة ماذا تسميهم؟ (هل هم ما سودانيين؟). الحرية والتغيير هي من تركت الفراغ فماذا تنتظر؟… ليس الطيب الجد، لكن البشير نفسه يمكن أن يعود، إذا لم يُملأ الفراغ بالقوى الثورية.
• لكن الحرية والتغيير تم الانقلاب العسكري عليها في 25 أكتوبر الماضي؟
من فتح باب عودة النظام البائد، هو التعنت والتنكر للحلفاء، خطأ نظام الإسلاميين في السابق والذي جلب لهم العداء، هو التخندق واحتكار السلطة وحدهم، والمجلس المركزي ارتكب نفس الخطأ (وعايزننا نشيل معاهم ونساعدهم؟)، ما هو الفرق بين الطرفين فكلاهما سودانيان، (أنت شيطان وهو إبليس الفرق شنو؟!). بعد إسقاط البشير تنكروا لنا، وأغلقوا التلفونات هل يوجد انقلاب أكثر من ذلك!
• هل هناك أي فرصة لمراجعات تعيد العلاقة التحالفية مرة أخرى؟
عقب التوقيع على اتفاق السلام، عدت من جوبا إلى الخرطوم، وتواصلت مع القوى السياسية، واجتمعت مع حزب الأمة وحققنا تقدماً كبيراً كان من جانبهم الواثق البرير، لكن ما يُسمّى بمبادرة حمدوك التي وقف خلفها ياسر عرمان نجحت في قطع الطريق أمام إكمال جهود العودة إلى منصة التأسيس وإصلاح قوى الحرية والتغيير.
• كيف تم ذلك؟
ذهابهم إلى قاعة الصداقة في سبتمبر2021م، كان القشة التي قصمت ظهر البعير. وبعد إعلانهم السياسي الجديد الذي أقر إمكانية تعديل الوثيقة الدستورية، وإعلان المجلس التشريعي من الطرف الأول؛ من جانبنا تحركنا بعد أسبوع وأعلنّا عن الحرية والتغيير- التوافق الوطني.
• إذن ليس هناك إمكانية لوحدة الحرية والتغيير؟
لا شيء مستبعد. وأيضاً يُمكننا التفكير في تحالفات جديدة، لكن كل هذا يتوقف على موقف الحرية والتغيير – المجلس المركزي، أنا ضحية، هم انقلبوا علينا كحلفاء.
• ما هو تصورك لهذا الخطوة؟
يجب أن نجلس مع بعضنا البعض، ونناقش كل القضايا، التي عصفت بوحدة الحرية والتغيير، وإمكانية تجاوزها. هذا النقاش أيضاً يجب أن يكون بعقل مفتوح لا يتمسك بالأسماء بل يهدف لتأسيس عمل سياسي مشترك، ويمكن أن يولد جسم جديد باسم مختلف، فاسم الحرية والتغيير ليس مقدساً.
هذه الخطوة ليست صعبة أو مستحيلة، لأننا الأقرب من حيث التوجه للحرية والتغيير المجلس المركزي. ولولا خيانتهم في 2019م، بعد أن ظنوا أنهم حققوا مرادهم، لَكُنّا في جسم واحد حتى اليوم.
• كيف تنظر لموقف المجتمع الدولي؟
المجتمع الدولي مسؤوليته دعم جهود السودانيين وليس فرض حلوله علينا. التسوية بين العسكريين والمجلس المركزي شأن يخصهما؛ أما التسوية السودانية فتحتاج لكل القوى السياسية الموجودة، والحرية والتغيير هي أحد أطراف تلك القوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *