الاصطفاف القبلي.. نذر الحرب الأهلية

الخرطوم – نبيل صالح
استعر الخطاب القبلي على نحو آثار قلق المجتمع السوداني على خلفية نتائجه الكارثية وسقوط مئات الضحايا من الأطفال والنساء والمسنين في عدد من أقاليم السودان آخرهم قبل ساعات في ولاية النيل الأزرق وفي بلدة لقاوة في جنوب كردفان.
واخذ الاستقطاب القبلي منحني قد يقود السودان إلى مستنقع من الدماء يقضي على ما تبقى من النسيج الاجتماعي.
وتزداد المخاوف على خلفية مناصرة القبائل لأبنائهم في السلطة ما قد يقود الي حرب أهلية وهدد ناظر قبيلة الرزيقات العشيرة التي ينتمي إليها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو بحماية ابن القبيلة وان استدعى الأمر لاستخدام العنف في ذلك وقال في لقاء جماهيري بأن حميدتي خط أحمر واعتبر المراقبون هذه اللغة تطورا خطيرا في سباق الاستقطاب القبلي، وقبيل ذلك حذرت قومية البجا من المساس بقادتهم، وفي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الماضي عقد بخصوص الصراع في منطقة اللقاوة حذرت قبيلة النوبة من المساس بعضو مجلس السيادة الكباشي ومبارك اردول، ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي سعد محمد أحمد ل(النورس نيوز) أن لغة القبيلة عادت إلى المشهد السياسي إبان فض الاعتصام ولجوء قادة العسكر إلى الحواضن القبلية والإدارات الأهلية لمواجهة رفض الشارع لهم، وأضاف سعد (الكل يتذكر جولات حميدتي في الأقاليم ومخاطبة جماهيرها بلغة القبيلة وليس بلغة سياسية واستطاع استقطاب بعض أعيان القبائل وعقد مؤتمرا في الخرطوم بمسمى مؤتمر الإدارات الأهلية ولكن محاولاته باءت بالفشل عقب مواكب ثلاثين يونيو 2019م التي أعادت للعسكر صوابهم، وعاد الاستقطاب القبلي في اعتصام القصر الجمهوري المشهور باعتصام الموز وبالتالي من المفترض أن تتحمل قادة المكون العسكري مسؤولية ما يحدث من اقتتال قبلي وخطاب الكراهية الاثنية.
وحذر سعد من التهاون مع أي كائن كان سواء كان مسؤولا شعبيا أو رسميا إقحام القبيلة في صراعاته السياسية، وأردف ( ما يحدث في النيل الأزرق بلا شك جزء من الصراع السياسي وهذا يتضح جليا في تاريخ التعايش السلمي بين المكونات المتناحرة الان.
ومن جانبه قال نصر الدين عثمان المحلل السياسي أن خطاب زعماء العشائر منحى خطير جدا لجهة أن هؤلاء لديهم تأثير كبير على القبيلة وبالتالي اي حديث من زعيمهم بدعم ابنها في السلطة يفرز واقعا خطيرا وتستنفر كل قبيلة أفرادها لمناصرة ابن القبيلة ويقود الي حرب أهلية طاحنة ودعا نصر الدين إلى عدم إقحام القبيلة في السياسة وقال ل(النورس نيوز) ” إذا اي قبيلة اصطفت خلف منسوبيها في الحكومة ستكون النتائج كارثية ولن تكون هناك دولة”

Exit mobile version