غابت عنه (قحت).. ميثاق تأسيس سلطة الشعب.. تحت المجهر

الخرطوم : النورس نيوز

الأربعاء الماضي أعلنت لجان المقاومة بالخرطوم والولايات (عيدها) باكتمال رؤيتها لانهاء انقلاب 25 أكتوبر، وذلك بالتوقيع على ميثاق تأسيس سلطة الشعب؛ واغلاق الباب امام اي تسويات مع العسكريين والتي تنادي بها بعض قوى الهبوط الناعم. كما أعلنت قوى سياسية داخلية وخارجية دعمها للميثاق مثل المركز الموحد لقوى الثورة السودانية خارج البلاد.

خطوة جريئة
ميثاق تأسيس سلطة الشعب أحدث ردود فعل كبيرة وأصبح حديث المجالس، ووُصفت الخطوة بالجريئة من لجان المقاومة التي ماتزال ترفد الساحة السياسية بافكار جديدة ومتميزة تصب في مصلحة التحول المدني الديمقراطي، لافتين إلى دورها الكبير في نجاح ثورة ديسمبر، والآن اصبحت القائد للشارع الذي يرد عليها بالسمع والطاعة عند الإعلان للمواكب التي تدعو إلى اسقاط الانقلاب، وهذا دليل على انها تتمتع بمكانة كبيرة بين قلوب الشعب السوداني، مشيرين إلى انها لم تخذل الشارع الذي ابتعد قليلا عن الحرية والتغيير بسبب صراعاتها السياسية وعدم الاهتمام بقضاياه.
ميثاق تأسيس سلطة الشعب نص على إلغاء الوثيقة الدستورية واتفاق سلام جوبا، وتكوين المجلس الثوري، وتكليف رئيس وزراء مؤقت، ونص ايضا على إلغاء مجلس السيادة ومنصب القائد العام للقوات المسلحة واسناده لرئيس الوزراء.
الميثاق أكد على اسقاط انقلاب 25 أكتوبر، ولا توجد اي تنازلات في هذا الامر، فيما أعلنت كثير من الكتل الثورية رغبتها للتوقيع، وجزء منها كان موقعا على الميثاق، مثل المفصولين تعسفيا وقوات الشرطة والجيش، والميثاق مفتوح للانضمام اليه بناء على الأحكام العامة.
الميثاق طرحته لجان المقاومة بعد مشاورات استمرت عدة شهور، وبعض اللجان عرضته على مواطني الحي وتمسكوا به كأداة تقود إلى إسقاط الانقلاب.

شيطنة الميثاق
مراقبون اشاروا إلى ان الميثاق تميز بمضامينه الاقتصادية والاجتماعية للثورة السودانية، وعدم اغفاله الهدف الأساسي للثورة وهو رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني، وتحدث بوضوح عن الحق في توفير الخدمات الاساسية وعلى رأسها التعليم والصحة، وربما هذه الجزئية عجز كثير من القوى السياسية عن مخاطبتها حتى عندما استلمت السلطة، حيث إنها انشغلت عن المواطنين بقضايا حزبية والصراع حول السلطة نفسها.
لكن هناك تخوفات من ان تتم شيطنة الميثاق من بعض القوى التي لديها تواصل في السر والعلن مع العسكريين، والتي انتهجت سياسية التخوين منذ بداية الفترة الانتقالية حتى ينفض الناس من حوله.
الخبير القانوني المعز حضرة أشار في تصريح لـ(السوداني) إلى ان بعض المجموعات تحاول شيطنة الميثاق لانها ضد اتفاق القوى المدنية، وأول هذه الجهات هي المجموعة التي دعمت انقلاب 25 اكتوبر.
وأكد حضرة ان الميثاق سيعمل على اتفاق قوى الثورة واسقاط الانقلاب، لافتا إلى ان الميثاق قابل للتطوير والحذف.

دعوات فردية
رغم الاجماع الكبير الذي وجده الميثاق إلا ان الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي رفضت المشاركة في تدشينه، مشيرة إلى انه تمت دعوة بعض مكوناتها بصورة فردية، فيما اشار المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير في بيان صحفي بتمسكه بالتعامل ككتلة معلناً رفض مكوناته الاستجابة لأي دعوات انتقائية تستند على عدم التعامل أو الاعتراف بالحرية والتغيير نفسها كتحالف.
وأكد دعمه لجهود آلية دمج المواثيق المطروحة من الخرطوم والولايات شريطة أن تحقق وحدة لجان المقاومة عبر توافق وقبول بين جميع التنسيقيات داخل وخارج ولاية الخرطوم.

احدث شرخًا
المتحدث باسم الحرية والتغيير والناطق باسم التحالف الوطني السوداني، شهاب ابراهيم، اوضح في تصريح لـ(السوداني) ان الميثاق لم يستطع جمع لجان المقاومة، مشيرا إلى انه لم تتم مناقشته وسط اللجان حسب طبيعتها الأفقية ليلقى قبول اللجان التي رفضت التوقيع عليه، ويرى ان الميثاق تحدث عن عموميات.
وقال شهاب ان طبيعة لجان المقاومة لا تُعبر عن تيار فكري أو سياسي محدد، لكن الميثاق يعبر عن تيار معين “الحزب الشيوعي”، منوهًا إلى انه تضمن اشتراطات متطرفة في باب الأحكام العامة لتوقيع الاحزاب السياسية والكيانات المهنية، وأضاف: “الميثاق أحدث شرخاً في لجان المقاومة؛ وهذا يعيد للاذهان ماحدث في تجربة تجمع المهنيين”.
وأكد شهاب ان لجان المقاومة هي الضامن لاستكمال مشروع التغيير في السودان، وعليها معالجة التباينات التي احدثها تدشين الميثاق، وان تتم المراجعات الكافية لهذا الموقف.

عدم حصافة
عضو لجنة صياغة الدستور أسامة عمر وصف في تصريح لـ(السوداني) ان عدم مشاركة الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي في التوقيع على ميثاق تأسيس سلطة الشعب بانه عدم حصافة سياسية، لافتا إلى ان التدشين شاركت فيه لجان المقاومة من جميع أنحاء السودان، وان اقل تمثيل كان 50%.
عمر قال: “كان الأفضل ان تُلبي الحرية والتغيير الدعوة”، وتساءل: “الدعوة قُدمت للاحزاب منفردة، أين المشكلة ان تلبيها؟”، واضاف: “تقييم التجربة خلال العامين الماضيين مع الحرية والتغيير جعلتنا لا نقدم الدعوة لها ككتله”، وانتقد موقفها لانها لم تلبِ الدعوة ولم تعتذر، واصدرت بيانا هاجمت خلاله لجان المقاومة، مشيرا إلى انها تتحدث عن وحدة قوى الثورة، إلا أنها تهاجم فصيلا موجودا بالشارع وله نضالاته المشهودة.

برنامج سياسي
لجنة دمج المواثيق أوضحت في تصريح صحفي، ان الهدف من ميثاق تأسيس سلطة الشعب هو التأكيد على أن لجان المقاومة لديها برنامج سياسي ولها القدرة على تنفيذه من أجل اسقاط الانقلاب وتَوحيد قوى الثورة، مشيرة إلى ان الميثاق أغلق الباب أمام انقلابات يمكن ان تحدث مستقبلا، وقالت ان الباب مايزال مفتوحا للتوقيع عليه.

وجدان طلحة : السوداني

Exit mobile version