حواراتمنوعات

الدكتور والشاعر معز عمر بخيت في بوح خاص :الطب يمنح عافية الجسد والشعر يمنح عافية النفس وكلاهما يمنح وجداناً نقياً وأنيقاً

الدكتور والشاعر معز عمر بخيت للنورس نيوز :

تأثرت في بداياتي بمفردات وموسيقى وايقاعات الشاعر العظيم مصطفى سند الشعرية

الطب يمنح عافية الجسد والشعر يمنح عافية النفس وكلاهما يمنح وجداناً نقياً وأنيقاً

لم يكن لي عراب إنما كنت عراب نفسي.
ضيفنا الذي نتحاور معه اليوم حصل على بكالوريوس الطب والجراحة في عام 1985 من كلية الطب في جامعة الخرطوم والدكتوراه في العلوم الطبية عام 1993 من معهد كارولنسكا في ستوكهولم عاصمة السويد. كما حصل على التخصص في علم الأعصاب السريري في عام 1993 من المجلس السويدي للصحة والرعاية الاجتماعية.
ولديه اكثر من مائة بحث علمي في مجالات عملية وبراءات الاختراع الدولية وفي مجال الأدب والفكر نشر اثني عشر كتاب شعر تم جمعها مؤخراً في ثلاث مجموعات كاملة من الشعر. شارك في أكثر من 100 قصيدة المهرجانات الدولية والوطنية والإقليمية وحصل على عدة جوائز كما له مساهمات ابداعية عديدة في محافل ثقافية وفكرية في بلدان مختلفة منها مهرجان الميرباد في العراق .
ومهرجان الرمثا الثالث عشر للشعر العربي في الأردن 13-18 أغسطس 2007. قدم العديد من القصائد في العديد من المدن العربية وأوروبا والأمريكتين وآسيا.
هو أحد مؤسسي الجمعية العربية السويدية الثقافية ورئيس جمعية الثقافة والسكرتير الثقافي لرابطة طلاب الطب في جامعة الخرطوم ومقدم برامج تلفزيونية في السودان من عام 1985 حتى عام 1989 ومؤسس منتدى الثقافية الكبرى على شبكة الإنترنت انه الدكتور والشاعر معز عمر بخيت تاليا تفاصيل الحوار .

حوار :رندة بخاري .

كل شاعر في بداياته نجده يتأثر بشاعر يجد أن مفرداته تعبر عنه

نعم هذه حقيقة وأنا شخصياً تأثرت في بداياتي بمفردات وموسيقى وايقاعات الشاعر العظيم مصطفى سند الشعرية على وجه الخصوص ومجموعة الغابة والصحراء على وجه العموم.

. **الكتابات الأولى كثيراً ما يتبرأ منها الشاعر بحجة انها غير ناضجة فيحبسها في اضابير دفتره؟

ليس بالضرورة لكنه في معظم الأحيان يجدها غير صالحة للنشر العام وتظل في محيطه الضيق. هناك شعراء ولدوا ناضجون فانظري لشاعرنا المعجزة ادريس جماع فقد كتب أول ما كتب وهو في الرابعة عشر من عمره:

لك عين كل ما أخفيتي سراً حدثتني

إن تريدي كتم سرٍ فاغمضي عينيك عني

**لكل مبدع عراب يسهم في صناعة نجوميته فمن هو عرابك؟

أنا من صنعت أشيائي بنفسي وقدمتها للآخرين واجتهدت في سبيل ذلك بمعاونة الأصدقاء والأقربين وبتوفيق من رب العباد، لكن لم يكن لي عراب إنما كنت عراب نفسي.

. **البيئة تعلب دوراً كبيراً في ما تجود به القريحة من قصائد؟

بالتأكيد للبيئة تأثير كبير على الشاعر، فكما ترين شعراء كل منطقة لهم لونيتهم ومفرداتهم وطابعهم الشعري، فشعراء البطانة غير شعراء كردفان وغير شعراء مناطق الشايقيه أو الجعليين أو شعراء أم درمان على سبيل المثال.

انظري الى الشاعر علي بن الجهم عندما وقف لأول مرة بين يدي الخليفة العباسي المتوكل، مادحًا، وهو الشاعر البدوي ، فلم تسعفه قريحته بأجمل من هذا الكلام يقوله للخليفة:

أنت كالكلب في حفاظك للود

و كالتيس في قراع الخطوبِ

أنت كالدلو، لا عدمناك دلوًا

من كبار الدلا، كبيرَ الذنوبِ

أدرك بلاغة الشاعر و نبل مقصده وأن سبب خشونة لفظه وتعبيره هو ملازمته بيئة البادية. ثم أمر للشاعر بدار جميلةٍ على شاطئ دجلة، بحيث يخرج الشاعر الى محال بغداد يُـطالع الناس ومظاهر مدينتهم وحضارتهم وترفهم. وبعد فترة من الزمن استدعاه الخليفة وطلب أن ينشده قصيدة جديدة. كانت المفاجأة قصيدة من أرقّ الشعر و أعذبه يقول مطلعها:

عيون المها بين الرُّصافة و الجسر

جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

. **إلقاء القصيدة فن لا يجيده بعض الشعراء فهناك من يحي المفردة وآخر يقتلها هل توافقنا الرأي؟

الإلقاء بحد ذاته فن ومن لا يجيده فليبتعد عنه لأنه يفسد كل جماليات القصيدة وينحرها.

**ما بين المهنة والموهبة ثمة نقطة التقاء فأيهما أثر على الآخر؟

هي في الواقع كالميزان يحفظان التوازن كل في كفة، كالطب مع الشعر مثلاً يلتقيان في محور الإنسان بتوازن تام وتكامل فريد فالطب يمنح عافية الجسد والشعر يمنح عافية النفس وكلاهما يمنح وجداناً نقياً وأنيقاً.

. **ثمة اعتقاد لدى كثيرين أن الشاعر ما لم تجد مفرداته طريقها إلى أفواه المغنين تظل قصائده بعيده عن الشهرة؟

لا أتفق مع هذا الاعتقاد إلا إذا كان مجرد كاتب اغنيات أو شاعراً ضعيفاً. هل برز واشتهر نزار قباني لأن عبد الحليم حافظ غنى له، أم عرف المتنبي وشعراء المعلقات وشوقي وحافظ ابراهيم لأن مطربين غنوا لهم؟

. **كيف تنظر إلى المفردة الغنائية المنتشرة في الساحة الفنية؟

في غالبيتها ركيكة ولا تعبر عن شعب راقي ومتطلع وجميل وستزول مع الزمن وبعد أن تشرق شمس الوطن من جديد. وكما قال المولى عز وجل (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) صدق الله العظيم.

. **اذا حاولنا عقد مقارنه ما بين شعر الأمس واليوم نجد ان الايغال في الرمزية اضر ببعض التجارب الشعرية؟

الإيغال في كل شيء ضار لكن أحيانا للضرورة أحكام جعلت من الرمزية ضرورة خاصة في عهود الديكتاتورية والطغيان، ولكل مقام مقال.

. **بعد حراك ديسمبر تغير المزاج السوداني وارتفعت أسهم القصيدة الوطنية مقارنه بالعاطفية هل تتفق معي؟

تقصدين أسهم القصيدة الوطنية الدارجة! هذا صحيح لأنها ثورة إبداع في كل شيء. حتى الرسم والتشكيل والتمثيل والتصوير والإخراج ارتفعت أسهمهم.

. **الغربة تعتبر دافع قوي للكتابة وفي الوقت ذاته تخصم من رصيد المبدع فهل أضافت لك ام خصمت منك؟

أضافت لي تجارب انسانية وثقافية وفكرية وسياسية جديدة عمقت من تجربتي الشعرية على كل المستويات. هي تخصم على المستوى الاجتماعي لكنها لم تخصم الرصيد الأدبي واٌبداعي بل على العكس أضافت وتضيف طالما ظل وجدانك مع الوطن.

**مشروعات فنيه بين يديك تعكف عليها الأن؟

العمل على اعادة التوازن للأغنية السوداني مع الجادين من شعراء وملحنين ومطربين. ونشر دواويني الشعرية الغنائية العشرة لأول مرة واصدار مجموعتي الشعرية الفصيحة الخامسة والمكونة كسابقاتها من أربعة دواوين شعرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *