سواحل السودان.. البحر الأحمر لعبة السياسة والمصالح

الخرطوم- هبة علي

 

تعليق ساخط وشديد اللهجة من السفارة الروسية في الخرطوم، من تصريحات السفير الأميركي الجديد في البلاد، جون غودفري، فقد وصفت الروسية على صفحتها الرسمية على فيسبوك أمس، وصفت تصريحات نظيره الأمريكي غودفري، بالسخيفة، واعتبرتها تنم عن سطحية معرفته بالسودان بمصادر مشبوهة، وقالت في البيان: “إن السفير يحاول مثل أسلافه، أن يتكلم مع الشعب السوداني بلغة التهديدات والإنذارات النهائية في شأن سيادة الخرطوم في سياساته الخارجية، ونعتت النظير وتصريحاته بـ “البعيد كل البعد عن الملاءمة الدبلوماسي”، مضيفة أن حججه حول النظام العالمي الحالي تظهر أنها سخيفة، والأكثر سخافة هو تصريحاته حول ما يسمى بـعزلة روسيا.

 

ماذا قال غودفري؟

وكان غودفري قد ادلى بتصريحات في حوار له مع صحيفة التيار حيث قال ان تقدم العلاقات بين روسيا والسودان، جاء بدافع العزلة الدولية المحيطة بموسكو والتي تتزايد حالياً بسبب الغزو غير المبرر لأوكرانيا، واردف: إذا قررت حكومة السودان المضي قدماً في إقامة المنشأة العسكرية الروسية أو إعادة التفاوض حولها، فسيكون ذلك ضاراً بمصالحها، وسيؤدي إلى مزيد من عزلة الخرطوم، في وقت يريد معظم السودانيين أن يصبحوا أكثر قرباً من المجتمع الدولي، وحذر غودفري الخرطوم من التداعيات حال سمحت بإقامة منشأة عسكرية روسية على البحر الأحمر، لافتا إلى أن بلاده تابعت تقارير إخبارية تكشف عن سعي موسكو لتنفيذ اتفاقية سابقة مع الرئيس السابق عمر البشير وقعت عام 2017 لإقامة منشأة بحرية في بورتسودان.

 

أصل الحكاية

التحذير الامريكي الذي اتى بعد أيام من لقاء جمع بين البرهان ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سبقته مخاوف واشارات للحكومة السودانية بعيد الانقلاب العسكري بالبلاد، فمؤخرا بمطلع اغسطس الماضي تحدثت تقارير امريكية عن تخوفها وقلقها من تعمق العلاقات بين موسكو والخرطوم ، مشددة على ان الاخيرة تسعى للحصول على ضمانات اقتصادية افضل من موسكو، ويرى مراقبون ان الخرطوم تخوض غمار اللعبة في صمت لتحقيق مكاسب لها من صراع العظيمتين على سواحل البحر الاحمر لاسيما بعد توقف المساعدات عن البلاد، يذكر أن الخرطوم كانت جمدت في أبريل الماضي اتفاقا مع موسكو بشأن إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر بعد ضغوط أميركية مكثفة، وتم إخلاء الموقع من الآليات والجنود الروس ، لتطابها موسكو في يونيو الماضي توضيحا ازاء الملف، ونشرت موسكو في ديسمبر 2019 عقب سقوط نظام البشير نص اتفاقية حول إقامة قاعدة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر، وتحصل الخرطوم مقابل ذلك على أسلحة ومعدات عسكرية، ويسمح الاتفاق لموسكو بالاحتفاظ بالقاعدة لمدة 25 عاما مع تمديد تلقائي لمدة 10 سنوات، حال عدم اعتراض أي من الجانبين.

 

ضبابية الخرطوم

الجانب السوداني لم يحدد موقفا واضحا سواحله بالاحمر ويتعامل بضبابية وهذا مايثير قلق المتنافستين ، ويعزي خبراء ودبلوماسيين محليين ضبابية الخرطوم الى موقفها الحر من جميع الدول وانها تتخذ من مصالحها ارضية لخطواتها تجاه المجتمع الدولي،مع الرفض التام لإنتهاك السيادة الوطنية، الخبير الامني والاستراتيجي حنفي عبدالله قال يفترض بالسودان في بداية عهده الجديد ان يتجه نحو مصالحه الوطنية دون اي تمحور في اى اتجاه ، مشيرا الى ان السودان منذ استقلاله لم يوظف مصالحه بالصورة التي يمكن ان يكسب بها كحال دول كثيرة ذهبت في اتجاه الاستفادة من مواردها بطريقة صحيحة وعلمية، وأوضح حنفي في حديثه لـ(النورس نيوز) ان السودان الآن لديه كثير من الموارد والاستثمارات الحقيقية ، اضافة الى وضعه الجيواستراتيجي، مؤكدا على ضرورة توظيف كل من علاقاته ودوره الإقليمي بحسب مصالحه دون انحيازه لمحور دون الآخر.

Exit mobile version