خلافات المدنيين.. هل ستعجل بتشكيل الحكومة؟

الخرطوم : النورس نيوز

 

قال رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان انه لم يتم تحديد موعد للانتخابات بالبلاد ، مستدركا: أن الجيش “لن ينتظر إلى الأبد ” ، وأضاف: “لو تُرك لنا المجال لوحدنا لكنا الآن أنجزنا المهمات الانتقالية، لكن القوى المدنية والمجتمع الإقليمي والدولي طلب منا أن نتوقف ، وقال البرهان في حوار مع رويترز، على هامش  اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، رداً على سؤال بشأن موعد الانتخابات: “نحن ننتظر.. لا نريد أن نُدخل أنفسنا في هذه العملية السياسية.. طبعاً لن ننتظر إلى ما لا نهاية”.

 

التزام الجيش :

منذ إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد القوات المسلحة عبدالفتاح البرهان الخروج من السياسية في 4 يوليو الماضي ، لافساح المجال للقوى السياسية لتشكيل حكومة مدنية، لا يزال التشكيك في الخطوة مستمرا ، وأصبح الحديث عن ان البرهان يمنح الصلاحيات التي كان يتمتع بها العسكريون الى مجلس الامن والدفاع ، رغم ان بعض المحللين السياسيين اشاروا الى ان خروج الجيش في هذا الوضع قد يضر بالبلاد ، لأنها تعاني من كثير من المشاكل التي يصعب علي السياسيين تقدير مدى خطورتها وحماية البلاد منها ، الا ان البرهان اكد مرار التزام المؤسسة العسكرية بالنهي عن السياسية، القوى السياسية لم توافق حتى الان ، اتسعت الخلافات بينها ،وأصدرت عدد من الأحزاب والقوي السياسية مواثيق تعتقد انها افضل وثيقة يمكن ان تحكم الفترة الانتقالية ، الا انها ظلت حبيسة الادراج وارتفعت حدة الخلافات بينها .

 

تشكيل الحكومة:

مراقبون سياسيون  أشاروا إلى ان البرهان هو الرئيس ، بالتالي هو مسؤول عن امن وسلامة البلاد والعباد ، وعليه ان يشكل الحكومة لتتفرغ المؤسسة العسكرية لمسؤوليتها ، منوهين الى ان امن المواطن يهمه الصراع الدائر الآن،  وسئم من الصراع قلة من السياسيين يسعون الي السلطة و يتاجرون بقضايا للوصول اليها، وكان رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان التقى على هامش اجتماعات الأمم المتحدة ، وأمينها العام انطونيو غوتيريس،وقدم شرحاً لمجمل التطورات السياسية بالبلاد، لا سيما التأكيد على انسحاب الجيش من العملية السياسية ، من جانبه اكد غوتيريس ،دعم المنظمة الدولية لجهود السودان نحو التحول الديمقراطي، وأشاد بقرار رئيس مجلس السيادة القاضي بإبعاد القوات المسلحة عن السياسة، داعياً القوى السياسية السودانية للإتفاق على تشكيل حكومة مدنية لقيادة البلاد خلال الفترة الانتقالية.

 

تطالب باسقاطها :

المحلل السياسي التجاني محمد اوضح في تصريح لـ(النورس نيوز) ان القوي السياسية متفقة علي تكوين حكومة مدنية، لكنها في نفس الوقت تضع العراقيل أمام تشكيلها ، ومنذ العام الماضي انشقت الحرية والتغيير الي 3 أجسام ، مجموعة التوافق الوطني والقوي الوطنية ، ومجموعة المجلس المركزي التي نصبت نفسها سلطانا علي الشعب السوداني ، ومتحدثا باسمه ، وتتبني الشعارات التي يطالب بها وهي عودة الحكم المدني ، لكن بعض مكوناتها تلتقي المكون العسكري بمجلس السيادة سرا ، وتريد العودة الي السلطة باي شكل ، ولم تتعلم من تجربتها في حكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بان الانفراد نتائجة سلبية .

وقال في حقيقة الامر فان الشارع تجاوز الحرية والتغيير ، بدليل انه خرج عليها في مظاهرات في فترة حكمها ، ورفع شعارات تطالب بإسقاطها ، لجهة انها انشغلت بالسلطة واتهمت مصالحها الحزبية الضيقة وتركت شعارات الثورة معاش الناس ، حتي بلغ مرحلة بعيدة من التدهور ، مشيرا إلى ان لقاء الحرية والتغيير بالمكون العسكري بمنزل السفير السعودي ، والذي اثار غضب الشارع ، الا ان مجموعة المركزي قالت ان الهدف من اللقاء هو انهاء الانقلاب لامتصاص غضب الشارع .

 

التوافق والمدنية :

مجموعة التوافق الوطني التي تضم أحزاب سياسية وبعض حركات الكفاح المسلح ، وهذه المجموعة محسوبة علي العسكريين، وكان متوقعا ان يشكل البرهان حكومته من هذه المجموعة ، لكن نسبة للضغوط الداخلية والخارجية فشل البرهان في ذلك ، دخلت تلك المجموعة  في صراع مع مجموعة المركزي ، باعتبار انها شكلت ركنا مهما من أركان انقلاب 25 اكتوبر ، ونظمت اعتصام القصر الجمهوري والذي سبق اجراءات البرهان التي وصفها بـ التصحيحية ، وكانت تعتقد ان مجموعة المركزي سيطرت علي القرارات في حكومة حمدوك بالتالي يجب اسقاطها .

القوى الوطنية :

مجموعة القوى الوطنية صوتها منخفض ، ولا أحد يعرف ما الذي تقوم به بالضبط ، لكن هناك شبه اجماع بانها تريد العودة الى الحكم بأي شكل ، ولا مانع لديها من وجود العسكر في السلطة على الاقل في هذه الفترة ، بحجة ان البلاد الآن تعيش حالة من الهشاشة الأمنية ، وان الجهاز التنفيذي يحتاج إلى دعم ومساندة الجيش .

 

المجتمع الدولي :

مراقبون أشاروا إلى ان المجتمع الدولي يراقب الاوضاع في السودان ويعلم ان البرهان اثبت انه زاهدا في الحكم ، لافتين الي ان زيارته الي نيويورك اعتراف به كرئيس دولة ، واتهموا الحرية والتغيير المجلس المركزي بإفشال اجتماع اللجنة الثلاثية الذي عقد بالسلام روتانا ، واجتماع اللجنة الرباعية اللذان يهدفان الي ايجاد حل للازمة السياسية الراهنة ، منوهين إلى ان المجتمع الدولي حذر اكثر مرة بأن الأوضاع بالبلاد على حافة الهاوية ، الا ان مجموعة المجلس المركزي هي التي تعطل الوصول إلى اتفاق سياسي لاكمال الفترة الانتقالية وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة

Exit mobile version