خلافات مجلس البجا… تعميق أزمة الشرق

الخرطوم- نبيل صالح

 

في خطوة وصفت  بالخطيرة  ومن شأنها تعميق الخلافات بين المكونات  في شرق السودان  أعلن المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة تعيين رئيس جديد للمجلس بدلا عن محمد الأمين ترك ، وفي المقابل قللت تنسيقية شرق السودان من تأثير هذا الاعلان ، واعتبرت قرار الاطاحة بالناظر ترك غير مؤثر .

وطفت  الخلافات بين  قادة المجلس الى  السطح ، إبان اعتصام حكومة البحر الأحمر والذي  انتهى باستقالة الوالي على أدروب الامر الذي لم يجد  قبولاً من محمد الأمين ترك الذي دفع هو الأخر باستقالته من منصبه قبل أن يتراجع عنها عقب وساطيات قادتها جماعات أهلية.

وفي المقابل جددت التنسيقية بلسان القيادي مبارك النور ثقتها في الناظر محمد الأمين ترك في رئاسة المجلس ، وقال مبارك لـ “النورس نيوز ” أنهم في مؤتمر “سنكات”  الذي وصفه بـ المليوني  جدد المؤتمرون الثقة في الناظر ترك رئيسا للمجلس الأعلي لنظارات البجا و العموديات المستقلة بالإجماع وفوض المؤتمر ترك وأعضاء الهيئه القيادية العليا من العمد والمشايخ والقيادات بهيكلة المجلس

وأوضح  مبارك أن المؤتمر أمن على مقررات مؤتمر سنكات وعلى رأسها رفض مسار الشرق بمنبر جوبا  مليوني لمجلس البجا بسنكات يختار الناظر ترق رئيسا ويبعد مجموعة الأربعة بزعامة مساعد الرئيس السابق موسي محمد أحمد وثلاثة آخرين ، وقال أنه لا أحد بمقدوره الاطاحة بترك علي خلفية التأييد الذي يتمتع به ترك من كافة أبناء الشرق بينما ذلكم الذين يبحثون عن مصالحهم الذاتية ويحاولون إزاحة ترك لا يتعدي عددهم  من “20  الى 30 ” فرد بينهم قيادات بالمؤتمر الوطني المحلول ، وتابع ” هؤلاء الذين يحاولون التساوي مع ترك ليس من بينهم عمدة أو شيخ  ولا تتوفر فيهم صفة القيادة ، واعتبر مبارك ما يحدث أمر مزعج ولكن ليس من شأنه التأثير على تماسك أهل الشرق الحادبين على مصلحته ومصلحة البلاد.

وطبقا لتقارير صحفية عقدت المجموعة اجتماعا طارئاً الأحد، بمشاركة قيادات رفيعة من البجا بينهم مساعد الرئيس المعزول عمر البشير موسى محمد أحمد، وأختار الاجتماع العمدة إبراهيم أدروب رئيسا للهيئة القيادية والمجلس ، وانفض الاجتماع بترشيح  محمد عثمان تينة وأحمد همد بيتاي نواب للرئيس، وسمى عبدالله اوبشار مقرراً فيما اختير موسى محمد أحمد أميناً عاماً إضافة إلى سيد أبو آمنة أميناً سياسياً.

وطبقا لـ “سودان تربيون ” قال اوبشار إن قيادات المجلس اتفقت على إنشاء هيئة قيادية للمجلس الأعلى من 17 شخصا يتم اختيارهم عن طريق الانتخاب الحر وتمثل فيه كل المكونات السكانية، وأكد بأنهم يواصلون نضالهم السلمي حتى انتزاع كافة حقوقهم وتنفيذ مقررات مؤتمر سنكات للقضايا المصيرية بما في ذلك المطالبة بحق تقرير المصير لإقليم شرق السودان.

ووفقاً لتقارير اعلامية  عقد اجتماع في  يونيو الماضي بمنطقة  “أركويت” السياحية خلص  بتعليق نشاط  المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة إلى حين عقد مؤتمر يحدد هياكل التنظيم الأهلي لكن قيادات مؤثرة في المجلس سارعت إلى إعلان عدم اعترافها بالقرار متهمة (حميدتي) بالوقوف وراء تقسيم البجا.

ومن جانبهم حذر  مراقبون مما يحدث في الشرق قد يقود الى  تشظي في المكونات ويعرقل كل المساعي لمعالجة مشكلة الشرق ولم يستبعدوا تصادمات قبلية ، بيد أن البعض إتهم جهات سياسية في تأجيج هذا الاستقطاب لصالح أجندة سياسية وقال المحلل السياسي د.مصعب فضل المرجي لـ “النورس نيوز ” أن الاجماع الذي حظي به الناظر ترك سال لعاب جهات سياسية لاستغلاله واستخدموه مخلب قط لتنفيذ أجندتهم في عرقلة الفترة الانتقالية ، واضاف “هؤلاء استغلوا ترك في اسقاط حكومة حمدوك وكانوا حريصين على وحدة صف المجلس الأعلى في تلك الفترة ولكن بمجرد أن أنهى مهمته تركوا المجلس نهباً للخلافات الشخصية لأن المجلس في الأساس لم يكن بنائه من أجل مصلحة الشرق إنما من أجل مصلحة حزب معين استخدم ترك وأعوانه المتصارعين اليوم  لزعزعة الاستقرار وافشال  الفترة الانتقالية ” وتابع ” وبعد انتهاء مهمة الناظر ترك عملوا على دق اسفين بينه وبين قادة المجلس لتفتيته من باب “فرق تسد” لأن استمرار المجلس بذلك التماسك والقوة التي ظهر بها كان سيشكل خطراً على مشروع الجهات المتآمرة على الفترة الانتقالية.

وحذر مصعب أهل الشرق في الانسياق وراء خطاب التمزيق الذي يظهر جليا في الاسافير بين انصار ترك وخصومه اليوم و” أنصاره أمس” وقال أن على مكونات الشرق البحث عن طريق للخروج من هذا المنعطف الذي أدخلهم فيه مسار الشرق وشخصيات عملت على مصلحة أحزابها السياسية ومصالحهم الشخصية بتقديم شخصيات لقيادة مؤمنة بقضية الشرق وتقدم مصلحة الاقليم على مصالحهم الحزبية والشخصية.

Exit mobile version