شهداء المقاومة .. تصفية جسدية أم قتل عشوائي ..؟

مايثار في المجالس من تساؤلات بشأن شهداء لجان المقاومة لايخلو من اتهامات بوجود احتمالات عن تصفية جسدية مورست ضد الشباب الفاعلين في صفوف لجان المقاومة ، والاتهامات تشير الى جهات أمنية استهدف منسوبوها هؤلاء الشباب بشكل خاص، ومن يذهبون بهذا الاتجاه يرون ان الشباب الفاعلين يشكلون خطورة على استمرار السطوة السياسية والاقتصادية لبعض الجهات التي تستهدفهم ، والمعروف ان لجان المقاومة قادت الثورة السودانية منذ التاسع عشر من ديسمبر 2018م حتى اليوم ببسالة غير مخفية ، بشكل سلمي رغم استخدام الخصم كل أسلحة القمع والقتل .

وارتفعت حصيلة من سقطوا برصاص مجهول المصدر ابان ٢٥ أكتوبر 2021م لاكثر من “117” شهيداً من المدنيين من بينهم ناشطون في لجان المقاومة المكون الميداني لمناهضة الإجراءات الموصوفة بالانقلاب على الوثيقة الدستورية والشركاء المدنيين في الحكم، وقدرت اللجنة المركزية لاطباء السودان مصابي المظاهرات بأكثر من 3 آلاف مصاب بعد انقلاب 25 أكتوبر فيما وصل عدد الشهداء إلى 117 شهيداً اغلبها نتيجة اصابات بالرصاص في الرأس، وكشفت قوى الحرية والتغيير عن 13 حالة اغتصاب في الخرطوم منهم اثنان ذكور فيما وصلت حالات الاغتصاب في دارفور إلى ( 35 ) حالة .

ويعتقد المراقبون بحسب الحراك أن الأجهزة الأمنية استهدفت في المقام الأول ناشطي لجان المقاومة المؤثرين على الحراك بشكل كبير ، وسقط خلال الثورة السودانية من التاسع عشر من ديسمبر 2018م حتى بعد قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر مئات الشباب كانوا وقودا للثورة السودانية وحاملين للوعي الثوري والتغيير المفاهيمي حسب ما يراه د.عبد اللطيف محمد عثمان – المحلل السياسي – وقال عبد اللطيف لـ “الحراك” أن معظم الذين سقطوا شهداء من شباب لجان المقاومة الفاعلين في العمل التخطيطي و الميداني وظهر ذلك جلياً في مقاطع الفيديو التي كان يقوم بتسجيلها اغلب من سقطوا في الثورة قبل استشهادهم ، بينما كان الاستهداف إما بواسطة قناصة أو أشخاص اخترقوا الحراك وقاموا بالتصفية الجسدية لهؤلاء.

وكانت مذبحة القيادة العامة في الثالث من يونيو 2019م ، الجريمة الأكثر بشاعة استهدفت الشباب الثوريين بغرض تصفيتهم جسديا على رأسهم الشهيد عبد السلام كشة ، وعدد من الشباب الفاعلين في الصفوف الثورية ، بينما فقد المئات أيضاً من أعضاء لجان المقاومة ، في محاولة من الانقلابيين لإنهاء الحالة الثورية التي كانت حاضرة في القيادة بوعي كبير ووصف شباب أنهم فقدوا أصدقاءهم في ذلك اليوم الذي وصفوه باليوم الأسود ـ واقسموا بأنهم سيعملون على تحقيق العدالة ، وقال عدد من الناشطين في لجان المقاومة انهم في اشد الحزن انهم عاشوا ولم يستشهدوا في ذلك اليوم اسوة بزملائهم البررة الذين سقطوا ، وان صدورهم مفتوحة وفي اتم الاستعداد لتقديم أرواحهم من أجل الوطن وفداء للثورة واللحاق برفقائهم الذين مضوا .

التمسك بأهداف الثورة

لتأكيد أن لا مجال للتهرب أو التراجع عن أهداف ثورة ديسمبر وعلى رأسها الوصول إلى سلام ينعم به كل من عانى ويلات الحرب، ومدنية الدولة وبسط سلطة الشعب على ثرواته، تمسكت لجان المقاومة بالمناهضة السلمية للانقلاب وعودة فلول النظام البائد ما عرض المئات منهم للقتل والتعذيب والاعتقال وتلفيق تهم وصلت الى قتل ضابط بالاحتياطي المركزي وبالرغم من ذلك لم تتزعزع لجان المقاومة عن موقفها الرافض للانقلاب الذي نفذه البرهان وبقية المكون العسكري في السيادي ومن شايعهم من المدنيين حسب ما قاله عضو لجان مقاومة ولاية نهر النيل محمد أحمد ويقول محمد لـ (الحراك) : أنهم كلجان مقاومة تعاهدوا عن أن لا عودة الى الوراء والاستمرار في الثورة التي مهرت بدماء إخواننا الشهداء مؤكدا بأن كل لجان المقاومة في السودان على قلب رجل واحد ولن يتنازلوا عن دماء أخوانهم الشهداء.

ويمضي محمد في حديثه: إن الشهداء الذين سقطَوا بعد اجراءات 25 أكتوبر امتداد لتضحيات ثورة ديسمبر المجيدة التي ألقمت قوى الردة حجرا وأسكتتهم دهرا قبل ان يخرجوا من مخابئهم ويحاولوا اجهاض ثورة الشعب السوداني ، وقال انهم متمسكون بالقصاص للشهداء مهما مهروا اتفاقيات يحاولون عبرها الخروج من دائرة العقوبات .

وضمنت لجان المقاومة في ميثاقها تحقيق العدالة في حق من ارتكبوا الفظائع ضد شباب الثورة بالقتل والتعذيب والاعتقالات.

وقال عضو لجان مقاومة الفاو انس كرزاي لـ”الحراك” إن مطالبهم واضحة من بينها ان تؤدي قوات الشرطة دورها وواجبها كاملا بامكانيات عالية جدا في حماية المواطنين والوطن، بجانب انشاء جهاز أمن قوي ومتطور يحمي الدولة من الاختراق وكشف العملاء والجواسيس وتقديمهم للمحاكم بعقوبات رادعة، بجانب تشكيل حكومة كفاءات وطنية شريفة، و شدد على ضرورة دمج كل القوات التابعة للحركات و الدعم السريع في الجيش وتسريح كافة المليشيات لكي تقوم بواجبها المقدس في حماية الارض والدستور والعرض والوطن بقيادة موحدة، ودعا الاحزاب كي تبتعد عن الفترة الانتقالية وتجهز نفسها للانتخابات التي ستقام بعد عامين، وأردف : ويتم وضع قانون صارم للاحزاب السياسية على ديمقراطية الحزب وقوميته وجغرافيته وشفافيته المالية، بالاضافة الى قانون انتخابات وتعداد سكاني محايد وقيام اجهزة دولة محايدة تماما تجاه الشعب بكافة اطيافه وعدم تسييس الخدمة المدنية والعسكرية .

وشدد كرزاي على ضرورة اقامة علاقات خارجية متوازنة تراعى فيها مصلحة السودان الاقتصادية والشفافية وجهاز قانوني عدلي مهني اخلاقي يعتمد على عدم الافلات من العقاب وكشف الحقائق ومحاسبة الجناة مهما كانت مكانتهم الاجتماعية والسياسية والعسكرية، وذكر أن المجرم مجرم مهما كان ، وطالب بانشاء مجالس محلية وولائية وقومية بناءً على رغبات الشعب من الشرفاء والمحبين لوطنهم والذين لايجاملون في الحق العام وتحقيق فيدرالية الدولة لتكون السلطات من الأدنى الى الاعلى لكي تحدث تنمية للريف للاستفادة من موارده لتطوير نفسه وامتلاك قراره، وذكر ” لجان مقاومة الفاو قدمت ميثاقها وشاركت في مناقشته كل محليات السودان ويشمل تلك المطالب .

الخرطوم : النورس نيوز

Exit mobile version