وحدة قوى الثورة.. هل ستقضي عليها نيران الخلافات؟

الخرطوم- هبة علي

 

لأجل الوحدة مع قوى الثورة، طرحت عدد من تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم مبادرة للوحدة، بيد أنها وقبل أن يجف حبرها قوبلت برفض واسع من تنسيقيات أخرى ولجان أحياء برغم ترحيب قوى الحرية والتغيير الواسع بها..

 

ما جاء بالمبادرة

وببيان (قُبيل أيام) ممهور بتوقيع عدد من  تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم تم الإعلان عن الاتفاق على العمل المستمر حتى إسقاط ما وصف بالانقلاب والالتزام برفض الشراكة مع العسكريين و ضرورة التنسيق المحكم بين لجان المقاومة و القوى السياسية والمهنية والمطالبة المؤمنة بالتحول الديمقراطي والداعية لإسقاط الانقلاب، بالإضافة إلى الدعوة لعقد ورشة عاجلة بهدف إيجاد صيغة عمل للتنسيق المشترك والحوار الشفاف والواضح بين لجان المقاومة و كل القوى السياسية والمهنية والثورية المناهضة للانقلاب العسكري.

 

 

 

ترحيب واتهامات

وبُعيد الطرح سارع  تحالف قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي على تأكيد مساندته لكل خطوة من شأنها توحيد قوى الثورة، وقال (في بيان) إنه ينخرط بكل طاقته في أي عمل يحكم التنسيق بين مكونات الجبهة المدنية الديمقراطية، باعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد لاستكمال ثورة ديسمبر على حد قوله، وقبل وبعد البيان ساد الجدل عن التنسيقيات الداعية للوحدة عبر تلك المبادرة واتهمها كثير من النشطاء بالتبعية للحرية والتغيير و الاختطاف من قبل كوادر الأحزاب من التغيير لأجل تجيير اللجان،لاسيما وأن التحالف يدعو إلى تشكيل جبهة عريضة لمقاومة الانقلاب ويرى في تحالفه الأوسع والمعترف به داخليا وخارجياً لتمتعه بالشرعية بحسب وصف قيادات التحالف.

 

 

الرفض والقبول

وقد تتابعت ردود أفعال الرافضين للوحدة عبر رؤية تلك المبادرة، ففور طرح المبادرة الموقعة من قبل (10) تنسيقات دعمتها عدد من لجان المقاومة الولايات كالنيل الأبيض وعطبرة بينما رفضت تنسيقية (الخرطوم جنوب) واكتفت تنسيقيات  بالصمت ولم تصدر بيانات توضح فيها موقفها، لتتوالى بيانات الرفض لاحقاً من لجان مقاومة وغاضبون بلا حدود، وقال الناطق الرسمي باسم مقاومة مدينة الخرطوم أحمد عصمت إن مبادرة توحيد قوى الثورة تقوم بها بعض التنسيقيات وليس من ضمنها تنسيقيتهم، مشيراً إلى أن الرؤية المتفق عليها في مدينة الخرطوم والولايات بأن لن تكون هنالك وحدة مع اي جهة ما لم تكن لجان المقاومة موحدة في نفسها اي مقاومة الخرطوم مع (٢٢) تنسيقية في الولايات في ميثاق واحد ثم طرحه على بقية قوى الثورة.

 

امتدادات تيارين

المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم عزا ذلك الخلاف إلى الانقسام في الرؤية بين مكونات قوى الثورة في كيفية إستعادة المسار الديمقراطي، و أوضح سلم من خلال حديثه لـ(النورس نيوز) وجود تيارين أحدهما يتعامل مع الإسقاط ويسعى له بالعملية السياسية والجلوس والحوار وهو تيار عقلاني،بينما هناك تيار آخر يرفض الجلوس والحوار ويستمد هذا التيار من بعض القوى السياسية والمهنية إلى داخل تنسيقيات لجان المقاومة، وتابع: توجد الآن مساعي دولية ومحلية لحل الأزمة ولن تثمر مالم يتوحد الجميع تجاه قضايا الوطن.

 

مخاوف مشروعة

وبوجهة نظر مغايرة تحدث عضو لجنة مقاومة أمبدة محمد طاهر  لـ(النورس نيوز) عن المبادرة، داعياً إلى عدم الحكم عليها قبل أن تخرج بنتائج وتوصيات من الورشة التي تعقدها مع بقية قوى الثورة، وقال طاهر أن جميع المخاوف من هذه المبادرة مشروعة لجهة انها جاءت قبل توحيد صف اللجان واتجهت لخارجها.

Exit mobile version