الأخبار الرئيسيةتقارير

بين الجيش والدعم السريع.. رسائل البرهان لـ(السياسيين).. الخطوط الحمراء

الخرطوم- صلاح مختار

ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة الذي يدعو فيها حزب او حركة او سياسيين الى هيكلة الجيش او تسريح الدعم السريع ربما تختلف لديهم المقاصد من الدعوة ولكن في النهاية الغرض قد يكون واحدا , والحديث عن هيكلة الجيش , قديم متجدد وظهر اخيرا بعد نجاح ثورة ديسمبر ورغم التعاون الذي بدأ مع الثورة بين المكون العسكري والثورة الا ان مالات كثيرة أدت الى تغيير نظرة تلك القوى المطالبة بهيكلة القوات المسلحة والاجهزة النظامية وتسريح الدعم السريع, ويرى البعض ان القضية ليست معنية بتلك القوى السياسية الداخلية او الحركات انما هي أجندات خارجية تريد اضعاف الجيش السوداني الذي يقف كشوكة حوت امام المخططات الخارجية. بالتالي عندما يطلب رئيس المجلس السيادي الفريق أول البرهان من السياسيين الابتعاد عن الجيش يعني بالضرورة الخطوط الحمراء التي تريد الفتنة وإضعاف تلك المنظومة .

 

زرع الفتنة

ويبدو أن البرهان يشتم من وراء الحديث عن هيكلة الجيش والدعم السريع محاولة زرع الفتنة بينهما بإستخدام نفس الأساليب القديمة في الدعاية السوداء وتغذية الصراعات القبلية والتشكيك في القيادة و التحريض على تفكيك القوات المسلحة، وهو ما نبه اليه البرهان ، محذرا لدى مُخاطبته، الاحتفال بذكرى موقعة كررى من يحاولون إشعال الفتنة بين الجيش والدعم السريع، مؤكدا أن القوات لن توجه سلاحها ضد بعضها البعض و أن لا شأن لهم بهذه القوات وغير مسموح لأحد بالتدخل في الشأن العسكري. يقول لن تستطيعوا أن توقعوا بين القوات المسلحة والقوات الأخرى، زاد: “وما عندكم غرض بالجيش وقوات الدعم السريع»، أنتم كساسيين اذهبوا وشكِّلوا حكومتكم وتعالوا اعملوا هياكلهم بمعزل بمنأى عن الشأن العسكري.

 

هترشة بلا وعي

وكان مستشار القائد العام للجيش الطاهر ابو هاجه قد انتقد بشدة حديث بعض السياسيين حول هيكلة الجيش وقال ان خروج الجيش والقوات النظامية الأخرى من المشهد السياسي لا يعني مطلقا إخلاء الجو لحديث غير المسؤول عن هذه القوات ,واكد ابو هاجه ان إفساح المجال للحوار لا يعني تطاول بعضهم وخوضهم فيما لا علم لهم به وقال لاسف هؤلاء لم يتعلموا حتى الآن من تجاربهم ولم يعوا معرفة الخيط الرفيع الذي يفصل بين الحرية والفوضى واسترسل قائلا حديثهم عن هيكلة القوات المسلحة ما هو الا (هترشة بلا وعي).

 

أمر خطير

وذهب الخبير الأمني اللواء امين إسماعيل إلى أن هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية هو مصطلح ظهر بعد الثورة تحديدا في الوثيقة الدستورية , وعقب اتفاق جوبا للسلام. وأكد لـ(النورس نيوز) وابان ان المصطلح لديه تعريف علمي واضح ان الهيكلة تعني ترتيب المجموعات والوحدات والإدارات والأقسام بان تكون رباعية او ثلاثية, كذلك ترتيب افقي وراسي للقوات النظامية، وقال استخدم المصطلح من قبل المجموعات السياسية وبعض الحركات المسلحة بمعنى تفكيك القوات المسلحة والقوات النظامية, موكدا ان استخدام المصطلح بهذا المعنى أمر خطير جدا لا يجد اي قبول من النخب الاخرى سوي كان كانت نخب سياسية او من الشعب السوداني, باعتبار ان التفكيك تضر بجهاز أمن الدولة في عام 1985 كمثال لفكيك عانى منه السودان كثيرا, وتضرر وتعرض اختراق مخابراتي إقليمي ودولي, لسبب حل جهاز امن الدولة.

 

دمار الدول

وقال اسماعيل لو نظرنا في الاقليم التفكيك او حل الجيش الاثيوبي كانت له نتائج كارثية علي أثيوبيا حتى اليوم, واضاف اي تفكيك الجيش او قوات مسلحة او أجهزة نظامية يساعد على دمار الدولة, ويساعد علي اختراقها سياسيا وعسكريا وأمنيا , واكد ان استخدام المصطلح الان اصبح كرت ضغط على المكون العسكري باعتبار المكون العسكري في اثنا التفاوض وضع هذا الكرت بدون تفاصيل,موضحا بان الطريق الان يسير في اتجاه توحيد كل الميليشيات والجيوش الموجودة التي اتت بها اتفاقية جوبا لسلام, ان تدخل تحت مظلة القوات المسلحة وتكوين جيش واحد.

 

مواقف تفاوضية

وقال امين ان هناك مصطلح يستخدم عن توحيد العقيدة العسكرية له مدلولات علمية, باعتبار أن العقيدة العسكرية تعني لماذا نقاتل؟ هل للتوسع او ضم أراض جديدة لتصبح العقيدة عقيدة عسكرية هجومية؟ وتساءل إذا كنا نقاتل لحماية الحدود, بالتالي الحفاظ على وحدة الوطن تصبح عقيدة عسكرية دفاعية, مشيرا الى ما يعرف بالعقيدة القتالية ويعني كيف نقاتل لنظام القوات المتخصصة, وقال ان مسألة العقيدة المقصودة من بعض القوى السياسية تتحدث عن التوجيه المعنوي والاتجاه الايدلوجي للقوات بمعنى ان القوات المسلحة في عهد الانقاذ كانت ذات توجه اسلامي ديني, والآن يمكن تغيير التوجيه المعنوي بأن يتم تدريب القوات النظامية على الديمقراطية و واجباتها واختصاصاتها,وهو المطلوب الان من ناحيه علمية,  بدلا من الاستخدام الخاطئ.

 

كلمة حق

واكد امين ان الحديث عن هيكلة الجيش كلمة حق يراد بها باطل وهي التفكيك, وان أي سوداني وطني يحب الوطن يذهب بالعقيدة التي يحبها الشعب السوداني, مبينا ان ما يصدر من تصريحات هنا وهناك هي مواقف تفاوضية سوي كانت على هيكلة او موافقة على ادماج واستيعاب القوات بالضغط احيا او بالقبول من القوات النظامية. ولكن في النهاية مصلحة الدولة الحفاظ على الأمن الوطني السوداني هو المصلحة العليا ولا مانع من دمج كل القوات المسلحة, وكل المليشيات, وكل الحركات التي جاءت بها الحركات المسلحة بموجب اتفاق جوبا لسلام .ولكن التدخل الفني, ومحاولة رفد او ابعاد شخصيات او ضباط بحكم ان لديهم انتما هذا الامر فيه شي من الخطورة .

 

محاولة المساس

إلى ذلك اعتبر المحلل والمختص في الشؤون العسكرية د. ابوبكر ادم المؤسسة العسكرية هي اكبر مؤسسة وطنية لها ادوار قومي واعتبر محاولة المساس بها والتقليل من شأنها التشكيك في دورها ومحاولة شيطنتها امر مؤسف, وقال لـ(النورس نيوز) أن (الإساءة للجيش) توازي (الخيانة العظمى)، وان الدعوة إلى هيكلتها تعني اضعافها, في وقت تقوم فيه القوات المسلحة بحراسة الحدود وتامين البلاد. وقال ان الجيش والدعم السريع والقوات النظامية الاخرى يمثلون كل الشعب يسقط منهم شهداء مصابون لا يليق أن تسمح لاحد بالإساءة إليهم او اضعافهم. وأضاف، ليس هذا دور الإعلام فقط، بل دور كل أجهزة الدولة، ان لا يسمح باضعاف  او الإساءة إلى الجيش أو الشرطة لأنها مؤسسات تقوم بأدوار لا يقوم بها احد حتى وان اختلف معنا البعض، وتابع أي شخص يسيء إلى الجيش أو الشرطة او يدعو الى اضعافه او الفتنة بينها، فإنه يسيء إلى كل السودان وليست في هذه حرية رأي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *