الخرطوم _ نبيل صالح
ثمة قلق كبير إزاء تكرار سيناريوهات العنف والاقتتال القبلي الى وسط السودان على غرار ما حدث في النيل الازرق ، بين مكونات “شرق النيل” شرق العاصمة الخرطوم ، عقب التهديدات التي صدرت من البطاحين بعدم السماح لقيام نظارة لقبيلة “المغاربة” في منطقة شرق النيل ، وتعرض حسن المأمون الشيخ ود أبو صالح لاطلاق نار من سيارة “تاتشر” كانت تختبئ خلف الاشجار في منطقة ” أبرق” .
وحذرمراقبون وخبراء الأمن من مخطط يمضي لنقل الصراع والاقتتالات القبلية من غرب وجنوب شرق البلاد الى وسط البلاد ، واتهموا جهات أجنبية تعمل لزعزعة الاستقرار في السودان ، على غرار ليبيا وسوريا والعراق ، وقال د.محمد عبد الجابر أن ما يجري من استقطاب قبلي في شرق النيل ينذر بتحول أمني كبير ينقل المنطقة من آمنة الى بؤرة صراعات قبلية وتوترات أمنية ـ وأضاف في حديثه ” هناك جهة ما يحاول جر السودان لحرب أهلية كما حدث في النيل الازرق وما زال يحدث بالوقيعة بين المكونات القبلية والاثنية ، واستطرد ” ما يجري في شرق النيل يطابق تماماً ما حدث في النيل الازرق بدفع قبيلة تعيش بسلام في المنطقة للاصرار في اقامة نظارة وهذا ما حدث بالضبط في النيل الازرق بين الهوسا والبرتا ، وحذر عبد الجابر من انجرار المكونات القبلية في شرق النيل الى مستنقعات الفتنة .
وكان سيارة تابعة للمؤتمرين تعرضت لاطلاق نار من سيارة مجهولة تقف خلف الاشجار في منطقة (أبرق) بشرق النيل ، وصرح في حديث صحفي محمد الأمين الصديق ود ابو صالح بأن إبن شقيقه حسن المأمون الشيخ ود ابو صالح تعرض لاطلاق نار بسلاح “كلاشنكوف” من سيارة “تاتشر” كانت تختبئ وراء الاشجار في منطقة “أبرق” ومعها سيارات أخرى ، وأضاف في حديثه لـ “النورس نيوز” أن ابن شقيقه نزل من السيارة لمواجهة السيارة المعتدية التي اطلقت الرصاص في قدمه وفرت هاربة لجهة غير معلومة بينما نقل المجني عليه الى مستشفى شرق النيل لتلقي العلاج .
وإتهم سعد محمد الأمين ناظر المغاربة في ولاية الجزيرة وكيل عموم الناظر العمومي جهة لم يسمها حاولت افشال المؤتمر اعلان ناظر عموم المغاربة وناظر المغاربة في شرق النيل ، بافتعال مشكلة ، وقال سعد لـ”النورس نيوز” أن المؤتمر حظي بنجاح كبير وتم اختيار عبد السلام العمدة الناظر العمومي من جميع المغاربة ، وصديق أبو دم ناظر المغاربة في شرق النيل وسعد محمد الأمين وكيل للناظر في ولاية الخرطوم ـ وأكد سعد دعمهم لمبادرة نداء أهل السودان ، مشيراً الى وجود أصابع سياسية وراء حادث اطلاق النار في منطقة (ابرق) والتهديدات وتابع هناك معارضين لنداء اهل السودان قاموا باستغلال آخرين لتنفيذ أجندتهم السياسية من خلفهم.
وطبقاً لمعلومات تحصلت عليها “النورس نيوز” دفعت الشرطة بـ “20” عربة لمنطقة أبوصالح للتأمين.
وسخر محللون سياسيون من خطوة الشيخ الجد في استقطاب عشائر منطقته لدعم مبادرته الفاشلة “حسب وصفهم” بعد فشله في اقناع الشارع السوداني بذلك ، وحذر د.مصعب فضل المرجي من استخدام القبيلة في الصراع السياسي وتحقيق أجندة سياسية ، وقال مصعب لـ “النورس نيوز” أن ما يجري في شرق النيل أشبه بما جرى في دارفور والنيل الازرق حيث استخدم الساسة القبيلة في معاركهم السياسية وحث بضرورة الابتعاد من اقحام المكونات الاجتماعية في الصراعات السياسية
تأمين الحدث
وكثفت الشرطة وجودها بمنطقة شرق النيل على خلفية انعقاد مؤتمر لاختيار ناظر للمغاربة ومبادرة نداء السودان التي اطلقها رجل الدين الطيب الجد، بحضور الخليفة الطيب الجد والخليفة عبد الوهاب الكباشي والشيخ عمر بركات وقطاع كبير من مشائخ الطرق الصوفية والرموز السياسية والدينية.
وقالت المصادر إن سلطات الخرطوم دفعت بتعزيزات شرطية قوامها 50 عربة قامت بعمل طوق أمني حول المنطقة لتأمين الملتقى، واضافت بان منطقة الشيخ الأمين صقر البرزن بشرق النيل وهي منطقة السجادة القادرية البدرية ذات الولاء للشيخ العبيد ود بدر .
ولفتت المصادر الى أن الملتقى التفاكري لدعم مبادرة الشيخ الطيب الجد خليفة السجادة البدرية للشيخ العبيد ود بدر بمنطقة أم ضواً بان.
واشارت المصادر إلى توافد الآلاف منذ ليلة الجمعة من أبناء قبيلة المغاربة من كل انحاء الخرطوم لحضور الملتقى ودعم المبادرة، بينما مقاطع فيديو عبر الوسائط منسوبة لعدد من أبناء قبيلة البطاحين تهدد بفض الملتقى بالقوة بعد أن تسربت معلومات بان الملتقى سيناقش ضمن أجندة اللقاء اختيار ناظر لقبيلة المغاربة ،
الأمر الذي يرفضه البطاحين مشيرين إلى ان منطقة شرق النيل تتبع تاريخياً لنظارة البطاحين.