تقارير

النزاعات القبلية .. دماء على الأرض

تجددت الاشتباكات باقليم النيل الازرق بمنطقة قنيص شرق ومجمع طيبة الإسلامي بالرصيرص ، رغم أن حكومة الاقليم اتخذت جهودا من خلال التوقيع علي وقف العدائيات وتنفيذه علي ارض الواقع وارتفع عدد الضحايا إلى (21) شخص ونزوح 1800 شخص موجودين بمدارس الدمازين و(2780) شخص إلى المدينة 6 بمحلية ود الماحي.
وأصدرت لجنة امن الاقليم قرارا بإعادة حظر التجوال بالدمازين والرصيرص منذ الثامنة مساء وحتي الخامسة صباحا ، ومنعت التجمعات غير الضرورية ، وتم تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الاسباب والوقائع بصورة دقيقية .

الإدارة الأهلية :
هذه ليست المرة الأولي التي يشهد فيها الاقليم نزاع قبلي 11 يوليو الماضي ، ففي يوليو الماضي شهد الاقليم نزاع قبلي بين الهوسا والبرتي ،وقتها قالت زيرة الحكم الاتحادي السابقة بثينة دينار، قد اتهمت في تصريحات صحافية عناصر النظام السابق بإشعال نيران الفتنة القبلية في بعدد من المناطق ، لافتة الي أن الإدارة الأهلية كانت خلال النظام السابق ذراعاً سياسياً للنظام، وتحولت لأداة سياسية تُدار بواسطة النظام، لذلك تحتاج لإصلاح كبير، وهو ما ينتظر من قانون الإدارة الأهلية القادم، والذي ينتظر استكمال مؤسسات الحكم الانتقالي (مجلس الوزراء والمجلس التشريعي) للإجازة النهائية .

استخدام اسلحة:
خبير ادارة الازمات والتفاوض امين اسماعيل اشار الي انه في الصراعات يتم استخدام اسلحة لا يمكن مقاومتها بواسطة الشرطة ، ويتطلب الامر تدخل القوات المسلحة ، دواعيا الي تعديل اللوائح والقوانين التي تسمح بتدخل القوات المسلحة من قبل قادة الفرق والقادة المحليين طالما أن الأمر وصل مرحلة استخدام أسلحة (اوتوماتيكية) وايقاع ضرر كبير بالامن القومي السوداني .
وقال ان السلطات المدنية تطلب تدخل القوات المسلحة في حال عجزت الشرطة عن التعامل مع أحداث معينة ، اذا كانت صراعات قبلية او شغب او تظاهرات ، بالتالي يتم إعلان حالة الطواري بالمنطقة المعنية وتتدخل القوات المسلحة وتستلم زمام الأمور وتفرض قانونها ، ويتم التعامل مع الأحداث باجراءات وصياغات محدده يتم التدريب عليها مسبقا .

قرار منع :
وزارة الحكم الاتحادي جددت قرار منع التصديق بإدارة أهلية جديدة في مارس واكتوبر 2020، وهذا القرار رفضته بعض القبائل بحجة تجديد القيادة الأهلية، وأخرى بهدف خلق إدارة أهلية موازية للادارة الموجودة، وهو من الأسباب التي أدت إلى اندلاع النزاعات قبل شهرين بالاقليم .. يذكر انه منذ عام 2019 منعت وزارة الحكم الاتحادي التصديق لاي إدارة أهلية جديدة، الي حيث اجازة القانون الجديد .

نار الفتة :
مراقبون اكدوا انه لم تتم معالجة جذور الازمة، لذلك تجدد الصراع مرة أخري بالاقليم ، مشيرين الي ان المعالجات الفوقية اتخذتها الحكومة في مرات سابقة ولم تاتي بنتيجة ، رغم ذلك تصر عليها .
مطالبين بتطبيق عقوبات رادعة علي المتورطين في تلك الأحداث ، لافتين إلى أن بعضهم مايزال حرا طليقا ، وهؤلاء يمثلون خطر كبير لأنهم يمكن ان يقوموا باشعال نار الفتنة مرة اخري .

عن الانتقام :
رئيس بعثة الامم المتحدة في السودان فولكر بيرتس ، سبق ان طالب المجتمعات المحلية باقليم النيل الأزرق الى ضبط النفس والامتناع عن الانتقام ، معبرا عن قلقه وحزنه إزاء الأحداث التي تشهدها الولاية.
وقال فولكر في تغريدة علي تويتر إن العنف بين المجتمعات والخسائر في الأرواح في منطقة النيل الأزرق في السودان أمر محزن ومقلق للغاية ، وأصاف :إنني أحث المجتمعات ومن يقودها على ضبط النفس والامتناع عن الانتقام والعمل مع الإدارة الأهلية وسلطات الاقليم لاتخاذ خطوات ملموسة نحو التعايش السلمي .

الخرطوم : النورس نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *