مدرسة الحصاحيصا الفنية.. مبادرة ترميم التاريخ والمستقبل

الحصاحيصا- النورس نيوز

قيادات حزبية مؤثرة تطلب من الشباب الذين يقودون مبادرة خيرية لإعادة تأهيل مدرسة الحيصاحيصا الفنية؛ بإيقاف العمل الخيري؛ دون تقديم بدائل لذلك بسبب ان لديهم مصالح سياسية تتضرر.. والذين يفعلون ذلك ظلوا يتفرجون في هذه المدرسة العريقة وهي تتهاوى على عرشها؛ دون تحريك ساكن؛ لأكثر من سنتين ظل الشاب خالد فضل الله الحفاري؛ صاحب مبادرة إعادة تأهيل المدرسة؛ يناشد ويستجدى الخيرين وأبناء المنطقة؛ بحثا عن دعم لتقديم ما يقوم به الآن إلى المنطقة عبر إعادة التأهيل؛ لكنهم.. جميعهم.. لم يستجيبوا؛ وعندما استجاب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي؛ إلى النداء هو ليس من أبناء المنطقة وإنما واجب فعل الخير للوطن؛ حينها رفع بعضهم صوته عاليا ليس مساندا وإنما رافض.
و مدرسة الحصاحيصا الفنية؛ التي تتمدد في مساحات شاشعة تقارب الـ 250 فدان متر؛ بفعل التعديات بدأت في التراجع؛ إلى دون تلك المساحة؛ يقول أحد مواطني الحصاحيصا؛ إن المدرسة بشكلها القديم تحولت إلى مساحات للاجرام من بعض المجموعات التي استغلت مباني المدرسة المهجورة.. خاصة في الاجازة.. يعتقد محدثي أن انشاء سور بهذا الحجم يحافظ على المدرسة.

تكفل حميدتي ببناء السور الذي يبلغ طوله أكثر من 9 كيلومتر؛ لم يذهب الرجل إلى هناك؛ ويعلن عبر اي وسيلة انه يفعل ذلك؛ لكن مع ذلك يتحدث الناس وبعضا مما ذكرناهم انفا عن مخطط يتم للاستيلاء على أرض المدرسة؛ هؤلاء يفعلون من دوافع ذاتية ومصالح سياسية؛ تقول شيماء علي من وحدة المحريبا؛ وهي شابة تنتمي إلى لجان المقاومة؛ إنها لاول مرة ترى شعار (حنبنيوه) الذي رفعته الثورة يتجسد واقعا؛ وأضافت “منذ نجاح الثورة في العام 2019م لم نرى اي شيء يتحقق سوى الآن بناء سور المدرسة”؛ ومثل شيماء كُثر؛ يقول الشاب مهند الإدريسي من مواطني الحصاحيصا؛ إن قيام سور للمدرسة والتفكير في إعادة التأهيل حلم ظل يراود الجميع حتى تحقق الآن.

 

 

لم تكن مدرسة الحصاحيصا؛ مجرد مدرسة؛ لكنها ترقد على تاريخ عريق؛ فمنذ أن تأسست في 1964م؛ وكانت المتوسطة الصناعية؛ تخرج منها الفنان الرقم مصطفى سيد أحمد؛ وتحولت إلى الثانوية سنة 1971م؛ لذلك فإن إعادة تاهيلها يعني العودة إلى تاريخ ناصع ملئ بالابداع؛ يقول خالد فضل الله الحفاري؛ صاحب امبادرة التأهيل؛ هو شاب درس في الهند؛ إن تكلفة بناء السور وحدها يمكنها ان تبني (برجين) داخل المدرسة ولكن المبادرة رأت أهمية تشييد السور حفاظا على أراضي المدرسة من التعديات؛ ونوه إلى أن من المشاكل الأساسية التي تواجه المدرسة هي السرقات؛ وأشار إلى أن المبادرة لا تسعى إلى عمل سياسي؛ وأضاف “انا لست سياسيا ولا ابحث عن منصب هدفي فقط خدمة بلدي ومنطقتي”؛ وأشار الى ان فكرة إعادة التأهيل تم طرحها قبل سنوات ولكن لم تجد من يستجيب لها إلا نائب رئيس مجلس السيادة الذي وافق على الدعم.
ونوه خالد إلى أن خطة تأهيل المدرسة تقضي بإقامة ورش مصاحبة لإستيعاب أبناء المنطقة ومصانع تشغيلية لتغطية تكاليف تشغيل المدرسة عبر إدخال أقسام جديدة في صناعات تحويلية مختلفة في صناعة جلود والاحذية والزجاج؛ وأكد خالد أن هناك من اقترح إقامة دكاكين حول سور المدرسة؛ وأضاف “لكن راينا أن الدكاكين لا تخدم الغرض لانها ستحول المدرسة إلى سوق لا جدوى منه”
.
وعلى الرغم من حالة التحريض التي يروج لها البعض؛ إلا أن عمليات إعادة المدرسة وجدت قبولا من البسطاء الذين ينظرون إلى العملية من منظور يضع مصلحة المنطقة اولا بعيدا عن أي اسقاطات سياسية؛ يوم 30 أغسطس تجمع العشرات من أبناء الحصاحيصا داخل حرم المدرسة تعبيرا عن سعادتهم بما يجري؛ يقول عماد النور البشير مدير مدرسة الحصيحصا الثانوية الصناعية؛ إن المدرسة تحتوي على ثلاثة أقسام؛ تتمثل في ميكانيكا سيارات وكهرباء وخراطة”؛ ينال الطالب فيها دبلوم 3سنوات ويدخل الجامعة.
منوها إلى أن المدرسة تعاني من نقصٍ حاد في المواد المطلوبة في تدريب الطلاب؛ وتحتاج إلى دعم؛ وأضاف” نناشد الخيرين بتقديم كل ما يستطيعون لإعادة تأهيل المدرسة؛ خاصة صيانة في الداخلية؛ التي تهالكت ونحتاجها في تسكين طلاب المناطق الأخرى الذين ياتون للدراسة هنا”
وقال عماد إن دعم بناء السور تم من قبل نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي بعد مناشدات.

Exit mobile version