تقاريرالأخبار الرئيسية

وسط ترقب الشارع .. هل يفعلها البرهان بقرار أحادي؟

الخرطوم – نبيل صالح

هل بالفعل يعلن البرهان حكومة جديدة من المدنيين ويضع القوى المناهضة لقراراته أمام الأمر الواقع وهل هذه الخطوة اذا صحت قد تزيد من حدة تعقيدات الراهن السياسي .؟، أم أن ما تناقلته بعض الصحف مجرد بالون اختبار لقياس رد فعل الشارع السوداني ..؟ هذه الأسئلة وأخرى تدور في مجالس السياسة منذ صباح اليوم .

وطبقا لما تناقلته بعض وسائل الاعلام شكل البرهان لجنة لتنقيح الأسماء واختيار واحدا من بين المرشحين الذين طرحتهم له مبادرة الشيخ الجد الأخيرة ، لتقلد منصب رئيس الوزراء ، وإنهاء حالة الفراغ الدستوري الذي يعيشه السودان منذ قرابة العام بعد إطاحته برئيس الوزراء عبدالله حمدوك وحكومته في أكتوبر الماضي.

واستبعد مراقبون اقدام البرهان على إعلان حكومة مدنية بشكل منفرد وإن كانت بعض القوى المدنية هي من طرحت له هذه الفكرة ، واستند هؤلاء على تعقيدات المشهد السياسي التي تعرقل أية محاولة أحادية في فرض أمر واقع للشارع السوداني الذي ينقسم الى تيارات منها الرافضة لاية مبادرة مشكوك في أمرها ، بينما تترقب الفئات المتضررة من الوضع الاقتصادي والمعيشي الراهن أي شكل من أشكال الانفراج وإن جاء من يد المكون العسكري ، في استطلاع واسع للشارع السوداني أجرته “النورس نيوز” يتفق الأغلبية على صعوبة الخروج من النفق المظلم ، بيد أنهم يأملون في أطراف الأزمة على اتفاق يننتشل البلاد من واقعه المأزوم بغض النظر عن شكل الاتفاق .

ويقول الكاتب الصحفي أحمد حمدان أن أية محاولة من أي طرف من أطراف الأزمة في فرض حكومة انتقالية ستواجه بالرفض ، واستبعد حمدان أقدام البرهان على هكذا خطوة لادراكه بالتعقيدات التي يمكن أن تجابه الخطوة ويمضي حمدان في حديثه لـ “النورس نيوز” أن البرهان اذا اصر على خطوته وخوض المغامرة يمكنه أن يعلن رئيس وزراء من القوائم التي سلمها له من المتماهين معه ، وتابع ” وفي هذه الحالة ستقف خطوته كحمار الشيخ في العقبة كما وقف انقلاب 25 اكتوبر 10 أشهر دون ان يحقق شيئا مما أدعى منفذيه” .

ويستطرد حمدان أن هذه المبادرات التي يعتمد عليها البرهان هي في الأصل مطروحة من أنصاره أو المجموعات التي شرف عليها بنفسه وهذه المسألة غير مخفية ، وهذا مفهوم لكل القوى السياسية والشارع ما يجعل من الصعوبة بمكان نجاح مخططاته .

ومن جانبه فسر المحلل السياسي د.عبد اللطيف عثمان ما رشح من أخبار عن طرح قائمة في طاولة البرهان لتعيين رئيس وزراء بأنه مجرد محاولة لقياس اتجاهات الشارع السوداني ، غير أن عثمان في حديثه لـ “النورس نيوز” لم يستبعد أن يقوم البرهان بهذه الخطوة ، وقال ” البرهان لا يأبه برد فعل الشارع اذا أراد الإقدام على أية خطوة ولهذا لا أستبعد أن يقوم بها ” وحذر عثمان من أية خطوة تزيد من تعقيدات المشهد السياسي وتابع ” أية خطوة أحادية لن تحل الأزمة السودانية بل يزيدها حدة ”

وتوقع عثمان أن تكون من أجندة زيارة البرهان الى جنوب السودان مناقشة الوضع السياسي واعلان حكومة جديدة مع رصفائه سلفاكير والرئيس الإثيوبي آبي أحمد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *