زيارة الجنائية.. تحقيق العدالة ام فرض أجندة؟ 

الخوطوم- نبيل صالح

عاد ملف الجنائية الدولية يطل برأسه مرة اخرى بزيارة نائب المدعي العام لاقليم دارفور ووقوفه على اوضاع النازحين بالمعسكرات ، واثار صمت الحركات الموقعة على مسألة الجنائية الكثير من علامات الاستفهام خصوصا ان هذه الورقة كانت من اهم الاوراق التي كانوا يضغطون بها حكومة البشير كلما جلسوا الى طاولات الحوار؛ بيد أن الزيارة في هذا تطرح التوقيت اكثر من سؤال عن الدلالة والغرض.

 

ويعتقد محللون سياسيون ان المحكمة الجنائية في الاصل اداة ابتزاز للحكومات الافريقية ، وان الغرض من الزيارة في هذا التوقيت تلويح للكرت للمكون العسكري للضغط عليه فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي؛ وقال المحلل السياسي د. مصعب فضل المرجي إن المحكمة لا يمهما تحقيق العدالة اكثر من كونها كرت ضغط لكل من يقف في طريق اجندة الغرب وتابع بقوله لـ(النورس نيوز)  ” مضى  اكثر من عامين من سقوط المتهم الرئيسي في جرائم دارفور وما زال الملف يراوح مكانه وهذه الزيارة والزيارات التي سبقت المدعي العام السابق لم يكن اكثر من تحريك الكرت “.

واستبعد مصعب ان تكون الزيارة لتأكيد اهتمام المحكمة بتحقيق العدالة ).وأكد مدعى محكمة الجنايات الدولية كريم خان حرص المحكمة على تحقيق العدالة بكل شرف ونزاهه. وقال خلال زيارته لاقليم دارفور التى استهلها بجنوب دارفور،  قال أن هدف زيارته لمخيم كلمة هو التعاطي مع النازحين الذين ظلوا في المخيمات لثمانية عشر عاماً مشيرا لاهمية  تحقيق العدالة لهم دون أن يسمعوها كشعار، واوضح خان في تصريحات صحفية  عقب اجتماعه بحكومة ولاية جنوب دارفور بنيالا انه تم  الإتفاق مع الحكومة السودانية لإرسال عضوين من المحكمة الجنائية للوقوف على حقيقة الأوضاع بالولاية. وكان مدعى المحكمة الجنائية كريم خان وصل صباح أمس الأحد إلى مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور  في زيارة تستغرق ساعات وفور وصوله عقد إجتماعاً مع حكومة الولاية وأعضاء اللجنة الأمنية، وقال خان  إن زيارته لدارفور تأتي لأول مرة لتأكيد مسؤلياته وخدمته للعدالة بكل شرف ونزاهة لمساعدة السودان للتعامل مع الاشكالات التى يواجهها مع المحكمة الجنائية مؤكدا أن إتفاقية جوبا أقرت تحقيق العدالة. وابان خان إن  قضية كوشيب تسير  بصورة جيدة، مجددا شكره لمن أثاروا نقطة حماية الشهود والضحايا والمسؤولين الحكوميين الذين تحدثوا عن ضرورة تحقيق السلام وأضاف:”أكدت لهم أن السلام ركيزته تحقيق العدالة”.

واتفق المحلل السياسي سعد محمد احمد مع د.مصعب واعتبر زيارة المدعي العام في هذا التوقيت ليست اكثر من ارسال رسالة لكل من يعرقل مخطط الغرب في السودان وفرض من تراه مناسبا في السلطة وقال سعد لـ(النورس نيوز) ان المحكمة اذا كانت حريصة على تحقيق العدالة لقدم الرئيس المخلوع فورا الى التحقيق في جرائمه ، ولا تكتفي بكوشيب كديكور لاظهار جدية غير موجودة اساسا  .

ومضى سعد بقوله ان قادة الحركات المسلحة لم يعد يكترثوا بملف جرائم دارفور ولم يعد هذا الملف ذات اولوية لهم بعد ان حققوا اهدافهم في الوصول الى السلطة .

Exit mobile version