إجتماع الآلية الثلاثية بالطيب الشيخ الجد… بعثرة أوراق السياسيين

الخرطوم – نبيل صالح

بعثر إجتماع فولكر بمطلق مبادرة نداء أهل السودان الشيخ الطيب الجد اليوم بقاعة الصداقة ، كل الأوراق حسب المحللين لجهة أن القوى الرافضة لنداء أهل السودان كانت تعول على “البعثة الأممية” في إجهاض مبادرة الشيخ الجد ، بينما القوى المؤيدة للمبادرة كانت تخطط لانهاء البعثة بالضغط السياسي ، بيد أن الاجتماع في تقدير بعض المراقبين لا يعدو كونه أكثر من (جص نبض) من فولكر لطبيعة المبادرة ، فيما يرى فريق أن فولكر وقوى الثورة التي بدأت تلوح بتسوية قريبة، يحاولون قطع الطريق أمام عودة المؤتمر الوطني الى السلطة بستار آخر وهو ستار مبادرة نداء أهل السودان ، ورفضت قوى سياسية هذا المسلك وأعتبروه بأنه عودة الى مربع ما قبل ثورة ديسمبر .
وجدد الحزب الشيوعي رفضه لمبادرة نداء أهل السودان ، وأية محاولة لتطويق الثورة بمثل هذه الاجتماعات ، وقال القيادي بالحزب الشيوعي د.صدقي كبلو لـ “النورس نيوز” أن الحزب ضد التسوية بأي شكل من الأشكال واعتبر كبلو مبادرة الشيخ الطيب الجد تجميع للقوى المضادة للثورة وبالتالي أي محاولة للمؤامة مع هذه المبادرة يعني إتجاه ضد الثورة ، مشيراً أن المبادرة في أصلها فاشلة ووضح ذلك بالحضور الذين كانوا جزء من نظام 30 يونيو 1989م ، وأكد كبلو سعيهم في الاطاحة بالانقلاب العسكري وكل قوى الردة حسب قوله ، وقال ما حدث اليوم محاولة جديدة لتطويق الثورة من قبل العسكر عن طريق تجمعهم المدني .

والتقى الشيخ الطيب الجد ودبدر بقاعة الصداقة اليوم بالآلية الثلاثية وذلك بحضور فولكر بيرتس ممثل الامين العام للامم المتحدة ومسؤول بعثة يونيتامس ومبعوث الاتحاد الافريقي وسفير الاتحاد الافريقي وفقا لوكالة السودان للانباء .

حيث قدم الشيخ الجد شرحا مفصلا عن المراحل التي مرت بها المبادرة وحتى انعقاد مؤتمر المائدة المستديرة والتوصيات التي خرج بها المؤتمر ، وقال د. هاشم قريب الله الرئيس التنفيذي لمبادرة نداء اهل السودان في تصريحات صحفية ان اللقاء كان واضحا وشفافا وصريحا وتم خلاله توضيح كل الذي تم في المبادرة والمشاركة الكبيرة من الاحزاب والشباب والمرأة وغيرها من الكيانات المهنية، حيث تم النقاش بوضوح حول الفترة القادمة وأنه تم الطلب من فولكر بان يكون علي مسافة واحدة من كل الاطراف السياسية لان دوره هو تسهيل الانتقال مما يتطلب الحيادية .

وأوضح ان النقاش دار حول أهمية ان تستعد الاحزاب للانتخابات وان وجودهم خلال الفترة الانتقالية يمكن ان يكون رقابيا ، وأشار الى ان فولكر طلب توضيحا حول المبادرة وهل يمكن ان تتم مناقشتها مع اطراف اخرى، او طرحها عليهم لمزيد من التشاور حتى يتمكن الجميع من المشاركة .
واضاف دكتور هاشم ان المبادرة مفتوحة للجميع وان اللجنة التنفيذية واللجنة العليا مفوضة لمقابلة كل من لم يشارك في المبادرة وتقديم الدعوة لهم، وأكد ان السودان يحتاج الى تضافر ابناءه حتى يصلوا الى تفاهمات تسهم في تكملة الفترة الانتقالية وصولا الى انتخابات حرة ونزيهة يختار خلالها الشعب ممثليه وتحقيق التداول السلمي للسطة تحقيقيا لمبدأ الديمقراطية .

ومن جهته وصف الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي د.محمد بدر الدين ما يحدث “لبن – سمك – تمر هندي” وقال أن هذه المكونات لا يلتقيان البتة ـ وأضاف بدر الدين في حديثه لـ “النورس نيوز” أن الذين دعوا فولكر اليوم للإجتماع رفضوا مبادرة فولكر الأولى ، واستعانوا بالايقاد والاتحاد الافريقي لقطع الطريق أمام أي أتفاق لحكومة مدنية ، وأضاف أن المؤتمر الوطني عندما شعر بفشل مبادرة الطيب الشيخ الجد يحاولون تجميله ويعطوه مقبولية بالآلية الثلاثية ، وتابع ” المبادرة الآن فشلت وأن ما يفعله المؤتمر الوطني تسويف وأهدار للزمن ” وأردف “لا يمكن انقاذ نداء أهل السودان ولا يمكن إنعاشه مهما أتوا من أدوات إنعاش”.
ورحب محللون سياسيون بالأجتماع الذي اعتبروه تبادل وجهات نظر ويمكنه أن يؤدي في النهاية الى الهدف وهو الخروج من الأزمة الحالية وقال المحلل السياسي د.عبد اللطيف عثمان أن أية خطوة أمام إنهاء الازمة السياسية أمر جيد ولا يمكن رفضه وحث القوى السياسية نسيان الغبينة وتحمل المسؤولية تجاه الوطن بدلاً من التشاكس والجدل البيزنطي الذي يجري الآن دون الاكتراث بالاوضاع الاقتصادية والمعيشية.

 

Exit mobile version