الأخبار الرئيسيةتقارير

نداء أهل السودان والاطار الدستوري.. هل يخسر المدنيون؟

الخرطوم – نبيل صالح
الشارع السوداني يترقب على مضض ما يجري في الملعب السياسي من مبادرة تتباين حولها الأراء والمواقف الداخلية والخارجية، واعلان دستوري من طرف نقيض تضع نفسها في خانة الأحق في الترتيب للمرحلة القادمة وبدأت، أمس السبت، فعاليات مبادرة (نداء أهل السودان) التي يقودها رجل التصوف الشيخ الطيب الجد ود بدر، لحل الأزمة السياسية في السودان بعقد “مؤتمر المائدة المستديرة” في الخرطوم، وكانت نقابة المحامين السودانيين، استضافت ورشة حول (الإطار الدستوري للانتقال) بمشاركة القوى السياسية المطالبة بالحكم المدني في السودان، وتوصلت إلى توصيات منها “خروج الجيش من السلطة ومراجعة النشاط الاقتصادي للمؤسسة العسكرية في البلاد”، ويبقى السؤال هل ما يحدث من سباق محموم للحصول على أحقية الترتيب للمرحلة الانتقالية ظاهرة صحية أم قد يكون عاملاً سلبياً يطيل من أمد الأزمة ويقدم السلطة للعسكر بطبق من ذهب حال استمر الحال ما عليه الآن .
شرعنة الحكم العسكري
مراقبون ومحللون سياسيين يرون أن ما يحدث هو ما يبحث عنه العسكر منذ سنوات ثلاث ، ويستند هذا الفريق على تصريحات البرهان وحميدتي اللذان كثيرا ما يرددون أن اختلاف المكون المدني هو ما يدفعهم للبقاء في السلطة للحفاظ على الأمن وتسيير دولاب الدولة ، ويقول المحلل السياسي والكاتب الصحفي وليد عبد الرحيم لـ “النورس نيوز” أن تشاكس المدنيين مدخل شرعي للمكون العسكري في تمديد الانقلاب الى أجل غير مسمى ” وأضاف أن مبادرة الشيخ الطيب الجد بالرغم من الاجماع الذي حظي به الا أنه حسب الوجوه التي كانت تساند الانقلاب يقع في خانة المشبوه في أجندته وتابع “لهذا أعلنت جهات سياسية لا علاقة لها بقوى الحرية والتغيير المركزي رفضها ” وأردف ” بينما الاعلان الدستوري أيضا يواجه الكثير من العقبات أصعبها رفض قوى مؤثرة لهذا الاعلان واعتباره محاولة من المركزي اختطاف الكرة مرة أخرى ” وبالتالي لا يمكن ان يعول الشارع السوداني على كلا الحراكيين للوصول الى سلطة مدنية متفق عليها من الجميع ، واعتبر وليد ما يحدث خطر يهدد الانتقال الديمقراطي وقد يعيد الدكتاتورية العسكرية مرة أخرى .

الحياد
وفي مخاطبته اليوم الذكرى الـ 56 لأعياد الجيش في مدينة شندي دعا قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق عبدالفتاح البرهان، القوى السياسية المدنية، التعاون والتوافق على تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة الجميع أو الذهاب إلى الانتخابات.
وقال البرهان في كلمة بمناسبة ، إن أوضاع البلاد لا تحتمل المزيد من التمزق والتشرذم والتجاذب السياسي، بينما الشعب ينتظر الحلول الناجعة للأزمات، وأضاف أن ”تجربة الانتقال التي يمر بها السودان، محاطة بتحديات كبيرة لا يمكن تجاوزها إلا بالتوافق والتراضي وتقديم المصلحة الوطنية على ما دونها لنقدم للأجيال القادمة وطنا معافى ومستقرًا“.وأشار إلى أن ”الحلول لن تأتي إلا في ظل حكومة يتفق عليها الجميع دون إقصاء لأحد أو الذهاب إلى الانتخابات” وأكد البرهان أن الجيش سيظل وفياً للشعب وسينحاز إلى خياراته الوطنية، ويستجيب لتطلعاته المشروعة تحت ظل حكم ديمقراطي بقيادة حكومة مدنية منتخبة يجمع عليها أهل السودان لتتفرغ القوات المسلحة إلى مهامها في حماية البلاد“.وأكد أن “الجيش لن ينحاز لأي طرف وإنما إلى رغبة الشعب، واضعًا تحقيق أهداف الثورة نصب أعينه.
وكان البرهان أعلن، في يوليو الماضي، عن رغبتهم في الانسحاب من المفاوضات السياسية لإفساح المجال أمام القوى المدنية لتتوافق على حكومة مدنية، بعدها يحل مجلس السيادة، ويشكل مجلس للأمن والدفاع بصلاحيات سيادية واسعة.
وتعليقاً على خطاب البرهان الذي أعلن عن عدم انحيازهم لجهة على حساب اخرى قال المحلل السياسي سعد محمد أحمد أن المكون العسكري هو من يدعم مبادرة الشيخ الطيب الجد سياسيا ولوجستيا ومادياً وقال لـ “النورس نيوز” أن البرهان وبقية المكون العسكري يحاولون قطع الطريق أمام الاعلان الدستوري بتقسيم القوى السياسية بين المبادرة والاعلان الدستوري ليتسنى لهم الاستمرار في السلطة ، وحذر سعد القوى السياسية من لعبة العسكر وطالبهم بالاسراع في ايجاد ماعون يجمعهم بدلاً من التشرذم الذي لا يخدم الوطن ولا الاصلاح السياسي الذي ينشده الشعب السوداني .
ومن جانبه قال د.محمد بدر الدين الأمين السياسي المكلف للمؤتمر الوطني أن اختلاف المدنيين وما يحدث من تباين كبير في المواقف لا يخدم الا مخطط المكون العسكري الذي يرغب في الاستمرار بدفة السلطة السياسية ، وأضاف بدر الدين في حديثه لـ “النورس نيوز” بأنهم كمؤتمر شعبي شاركوا في ورشة الاطار الدستوري لايمانهم بضرورة الخطوة قبل الشروع في تكوين حكومة انتقالية تمهد للانتقال الديمقراطي ، بينما يسعى الطرف الثاني – نداء أهل السودان – لشرذمة الصف المدني ، وأضاف أن كل هؤلاء الذين يجلسون في قاعة الصداقة دعموا الانقلاب العسكري بتحشيد الجماهير بالموز ، وتساءل ” من أين لهؤلاء بتمويل لاقامة مائدة مستديرة .؟ ” أليس أجابة هذا السؤال يكفي لاثبات من يقف وراء مبادرة الشيخ الطيب الجد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *