الأخبار الرئيسيةتقارير

سواحل البحر الأحمر .. محاولات دولية للهيمنة

الخرطوم – هبة علي

 

قلقٌ أمريكي من تعمق العلاقات بين السودان وروسيا بُعيد إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، مع استمرار السباق المحموم بين العُظمتين لأجل الحصول على سواحل السودان بالبحر الأحمر لإنشاء قاعدة عسكرية في ظل صمت وضبابية تامة من حكومة السودان، فضلاً عن تقارير متضاربة بشأن الأقرب للقاعدة..

 

 

قلق أمريكي من التقارب

صحيفة “المونيتور الأمريكية” قالت إن روسيا ما زالت تنظر إلى مدينة بورتسودان السودانية على أنها مركز بحري رئيسي لها بعد أن تعمقت علاقات الخرطوم وموسكو منذ الاستيلاء المكون العسكري على السلطة أكتوبر 2021، و أرجعت الصحيفة تعليق المجلس السيادى السوداني الوثيقة الموقعة بين موسكو والخرطوم لإنشاء قاعدة عسكرية روسية في بورتسودان إلى ما وصفته بالذوبان الناشئ في العلاقات بين الخرطوم وواشنطن ورغبة الجيش السوداني في الحصول على ضمانات اقتصادية أفضل من موسكو، ففي ديسمبر الماضي كشفت روسيا عن حجم التعاون العسكري مع السودان وإبرام اتفاقية لإقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر.

 

آمال روسيا لم تتبدد

الصحيفة استبعدت صحة تقارير صحيفة قالت إن آمال روسيا في البحر الأحمر بالسودان تبددت، وقالت الصحيفة: “لا يزال السودان رغم كل الصعوبات من وجهة نظر الكرملين أكثر البلدان وأفضلها للوجود العسكري، خاصة وأن الخرطوم وموسكو  أقامتا حواراً دبلوماسياً في 3 أغسطس، 2022”، ولفتت إلى أن نائب وزير الخارجية السوداني دفع الله علي ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أجريا محادثات منتظمة في موسكو، مع التركيز على التعاون التجاري والاقتصادي.

 

 

اغراءات بالمصالح الاقتصادية

السعي الروسي المحموم في ظل صمت حكومة السودان تارةً وتحدثها بنفي يخالف ما يتم من خطوات تارةً أخرى، جعل المنافس الأمريكي يتحرك لأجل عمل وتعاون عسكري بينه و القوات المسلحة السودانية على تعزيز العلاقات العسكرية الثنائية، وأيضاً كثيراً ما لوّح بكرت رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والتذكير  بالتغيير الأساسي والتاريخي الناجم عنه وأيضاً بالمصالح الاقتصادية والمساعدات التي تعتقد واشنطن أن السودان يسعى لجلبها من موسكو.

 

 

مِن الصعب البت لمَن

محلياً هنالك جدل كثيف و متعاظم حول مصير إنشاء القاعدة العسكرية بالبحر الأحمر، وإذا ما كانت بالفعل حكومة السودان بتت في هذا الملف، الذي أكد المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم صعوبة البت فيه من قِبل حكومة السودان بسبب عدم وجود المجلس التشريعي، وقال: من الصعب إنشائها لأنها تحتاج إلى تصديق أكبر سلطة بالبلاد وهي التشريعي، وأوضح سلم بحديثه لـ(النورس نيوز) إن الصراع الروسي الأمريكي في أوكرانيا، خلق حالة الاستقطاب الحادة التي يشهدها العالم في الفترة الأخيرة،مشدداً على أن الروس يسعون بكل ما أتوا من قوة لانشائها وهنا يصبح السؤال عن ردة فعل الأمريكان والأوروبيين على هذه الخطوة، ولفت سلم إلى أن الحكومة السودانية بها خلاف حاد ما بين الداعمين لروسيا والداعمين لأمريكا، وأضاف: في نهاية المطاف يجب التحكيم بناءاً على التي يستفيد منها السودان ومع من تتحقق المصلحة.

 

للمصالح الوطنية دون تمحور

الخبير الأمني والاستراتيجي حنفي عبدالله قال يفترض بالسودان في بداية عهده الجديد ان يتجه نحو مصالحه الوطنية دون أي تمحور في اى اتجاه ، مشيرا الى ان السودان  منذ استقلاله لم يوظف مصالحه بالصورة التي يمكن أن يكسب بها كحال دول كثيرة ذهبت في اتجاه الاستفادة من مواردها بطريقة صحيحة وعلمية، وأوضح حنفي في حديثه لـ(النورس نيوز) ان السودان الآن لديه كثير من الموارد والاستثمارات الحقيقية ، اضافة الى وضعه الجيواستراتيجي، مؤكدا على ضرورة توظيف كل من علاقاته ودوره الإقليمي بحسب مصالحه دون انحيازه لمحور دون الآخر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *