الأخبار الرئيسيةتقارير

الخرطوم وأسمرا.. تجاوزات سيادية ودبلوماسية

الخرطوم- نبيل صالح
وصف مراقبون تحركات بعض الجهات القبلية استعانتها بدول اجنبية في حل قضايا منطقتهم دون علم الدولة تطور خطير يثبت حالة اللادولة؛ واعتبر البعض سفر وفد قبلي اهلي الى اريتريا لحضور مؤتمر لحل قضية الشرق دون اخطار الحكومة تدخل سافر من اسمرا في الشؤون السودانية وتعضد شكوك البعض بإدارة اسمرا ما يجري في شرق السودان من فوضى أمنية ويعكس اطماع حكومتها في الاستيلاء على شرق السودان بواسطة مجموعات تحمل الجنسية الاريترية؛ وأفادت مصادر دبلوماسية اليوم الجمعة بأن السلطات السودانية أبلغت الحكومة الإريترية رفضها لاستضافة مؤتمر أهلي وسياسي يهدف إلى حل الأزمة بشرق السودان؛ وكانت الحكومة السودانية منعت الخميس، وفداً أهلياً وسياسياً من الوصول إلى إريتريا للمشاركة في ملتقى يرعاه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، لبحث قضايا الشرق.

وقال الباحث والمهتم بشؤون القرن الافريقي د. الصافي سيداحمد أن خطوة اسمرا في إعلان مؤتمر لحل مشكلة شرق السودان يثبت بما لا يدع مجالا للشك ان اريتريا هي من تدير أزمة الشرق بواسطة مجموعات تدعي بأنها سودانية ، واضاف في حديثه لـ(النورس نيوز )؛ إن الشكوك كانت تساورهم ازاء منح عدد كبير من اللاجئين الاريترين الجنسية السودانية ، في عهد النظام السابق بواسطة مجنسين اريتريين يتقلدون مناصب دستورية رفيعة ، مشيرا الى الاطماع الاريترية في الاراضي السودانية وزعمهم المكرر بأحقيتهم في ادارة الاقليم الشرقي
وحذر سيداحمد الحكومة السودانية من التهاون مع التحرك الاريتري الذي وضح جليا في مبادرته لعقد مؤتمر لحل مشكلة شرق السودان دون موافقة السلطات السودانية .

وطبقا لـ(النورس نيوز ) منعت الخرطوم نهاية الاسبوع الماضي ، وفد أهلي وسياسي من الوصول لدولة ارتريا برا للمشاركة في ملتقى يرعاه الرئيس الأريتري أسياس أفورقي لبحث قضايا الشرق.

وأوقفت السلطات الوفد الذي يضم نحو 112 شخصاً في منطقة “اللفة” الواقعة في ولاية كسلا على الحدود مع أريتريا بحجة عدم تلقي مسؤولي المعبر أوامرأً من الحكومة المركزية بعبور وفد شرق السودان.

وضم الوفد عدد مقدر من العمد والنُظار وقيادات سياسية، أبرزهم ناظر عموم الهدندوة محمد الأمين ترك وممثل لناظر عموم البني عامر ، ومساعد الرئيس المعزول موسى محمد أحمد إضافة إلى رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة الأمين داوؤد.
وتأتي مخاوف اغلب المراقبين اثبات اسمرا دورها في ادارة الشرق باجهزتها الاستخباراتية بواسطة مجنسين اريتريين لجهة ان الوفد يمثل الطرف الثاني من ازمة الشرق وهم من يمثلون مسار الشرق .
وحذر المحلل السياسي والكاتب الصحفي سعد محمد أحمد من خطورة ما اسماهم بالمجنسين الاريتريين وقال لـ(النورس نيوز ) أنه على الصعيد السيادي، شغل الإريتريون المجنسون أخطر مناصب الدولة، كإبراهيم محمود الذي أصبح وزيراً للداخلية، وقام بتجنيس الآلاف من أهله، لمؤامرة كبيرة تظهر خيوطها الآن؛ وقال إن قضية الشرق ترتبط بدوائر استخباراتية؛
واعرب سعد عن دهشته مما حدث من اسمرا من تدخل سافر في الشؤون السودانية وقال على الدولة والوطنيين ايقاف هذا العبث واللعب بالامن القومي بتقديم قادة الوفد الاهلي لنيابة امن الدولة ليكونوا عظة.
وأضاف “ما تحدث من سيناريوهات تفكيك الدولة يتحمل مسؤوليتها البرهان وحكومه” وتابع ” لن تتوقف مهددات الأمن القومي والسيادة الوطنية ما لم يتم إسقاط الانقلاب المشؤوم .

وقال عضوا بالوفد حسب تقارير اعلامية أن الأجهزة الأمنية كانت على علم بتحرك الوفد من كسلا حتى وصوله معبر اللفة ، لكن إدارة الجوازات رفضت عبورنا بسبب أننا لا نحمل تأشيرات دخول كما قالت إنها لا تعلم بأمر الوفد”.
وتابع ” على الرغم من رجاءات سفير اسمرا لدى الخرطوم ومحاولته إثناء مسؤولي الشرطة والسماح لنا بالعبور إلا أن الضباط تمسكوا برأيهم وعادت الوفود بعد مكوثها أكثر من 6 ساعات في الحدود”.

لكن الأمين العام للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة عبد الوهاب جميل أحد أعضاء الوفد حسب ”سودان تربيون” إن الوفد لم يتم منعه وإنما شرطة الجوازات في المعبر الحدودي أبلغتهم أنها لم تتلق إخطار على الرغم من أن السفارة الأريترية أخبرت وزارة الخارجية السودانية بالمهمة كإجراء متبع في مثل هذه الحالات”.

وأضاف ” السفارة الأريترية لا تخاطب أي مؤسسة حكومية سودانية إلا عبر الخارجية وهو ما فعلته والان هناك مساعي لحل الأزمة وإبلاغ شرطة الجوازات حتى يتمكن الوفد من التحرك نحو أسمرا بذات المعبر”.
وشدد جميل على أن زيارة الوفد الأهلي والسياسي لاسمرا ليس من أهدافها عقد مؤتمر حول القضايا المصيرية في الإقليم وإنما زيارة اجتماعية تعريفية بالمعالم في المدن الأريترية ومن ثم سيقدم الرئيس أفورفي نصائح للمشاركين من مكونات شرق السودان سياسيين وقادة إدارة أهلية.

في سؤال حول تجاوز في سؤال حول تجاوز الدعوة لقادة شرق السودان في الجبهة الثورية التي يرأسها الهادي إدريس أجاب جميل بقوله “هو أمر يرجع للجهة المنظمة وهي في النهاية زيارة اجتماعية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين وهو ليس مؤتمر لحل قضايا شرق السودان ولا منبر تفاوضي جديد حتى يتم دعوة الجميع”.

وتوقع أن تنظم القيادة الأريترية مؤتمراً يتناول القضايا المصيرية في إقليم شرق السودان يبحث حلولاً للأزمة حال توافقت مع القيادة السودانية ومنحت الضوء الأخضر للتدخل عن طريق مبادرة باعتبارها دولة جارة يهمها أمن واستقرار المنطقة؛ ونفى أي تدخلات سالبة من قبل الرئيس الأريتري في قضية الإقليم المضطرب؛ وأضاف ” بقدر اهتمام القيادة السودانية باستقرار شرق السودان أيضا أريتريا يهمها الأمر لأن الأمن والاستقرار في الشرق سينعكس إيجاباً عليها،وأي تأزم أو احتقان ستكون هي أول المتضررين “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *