المدارس الخاصة.. رسوم خرافية وغياب السلطات

الخرطوم- نبيل صالح
تذمر وضجر كبيرين في أوساط أولياء أمور الطلاب والتلاميذ إزاء الرسوم الخرافية للمدارس الخاصة بالخرطوم والولايات ، وأضطر العديد من أولياء الامور سحب أبنائهم من المدارس الخاصة للارتفاع الجنوني للرسوم الدراسية التي تجازوت الـ “3” ألف دولار ، بيد أن اتحاد المدارس الخاصة بولاية الخرطوم، أرجع ارتفاع الرسوم الى الزيادات الكبيرة في تكاليف العملية التي تشمل الرواتب وطباعة الكتب والكهرباء ، وفي المقابل وصف تربويون ما يحدث بأنه تجاوز لمبادئ التعليم ووصفوا ما يحدث بأنه تجارة وبحث عن الثراء ولا يمت بالعملية التعليمية والتربوية بشئ.

تذمر وسخط
وأعرب أولياء أمور في حديثهم لـ “النورس نيوز” عن تذمرهم من ارتفاع جنوني في الرسوم الدراسية بالمدارس الخاصة لهذا العام والتي تجاوزت الـ 200% مقارنة بالعام الماضي.
وأكد عدد منهم بأنهم لا يستطيعون مجاراة ارتفاع الرسوم لهذا العام ، ونبهوا إلى ترك أبنائهم للمدارس الخاصة والبحث عن بدائل جديدة والعودة إلى التعليم الحكومي، وطالبوا جهات الاختصاص بالتدخل العاجل مع أصحاب المدارس والتوصل إلى حلول مرضية للطرفين.

حالة اللادولة
وقال الاستاذ الحاج حسن إبراهيم – معلم بالمرحلة المتوسطة أن المدارس الخاصة وضعت عراقيل كبيرة أمام رغبات أولياء الامور الذين يودون إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة بالرسوم الخرافية ، وقال الحاج لـ “النورس نيوز” أن هذه الرسوم تجاوز صريح للاهداف التربوية والتعليمية ولا يعني سواء البحث عن الثراء بطريقة مهينة لمبادئ التعليم ، معرباً عن أسفه لغياب الرقابة على العملية التعليمية من الدولة ، وأضاف الحاج أن الدولة أرتكبت جريمة ضد التعليم مرتين مرة عندما أهملت التعليم العام والمدارس الحكومية والمرة الثانية عندما تركت الحبل على غارب المدارس الخاصة يقررون كيفما شاءوا في أمر الرسوم ، وتابع ” لا أستغرب مما يحدث في حالة اللادولة التي يعيشها الشعب السوداني المغلوب على أمره”.

زيادة خرافية
وطبقا لتقارير صحفية أقر رئيس اتحاد المدارس الخاصة بولاية الخرطوم، بهاء الدين سيد أحمد، بارتفاع في رسوم المدارس الخاصة لهذا العام، وأضاف بهاء الدين، أن زيادة الرسوم للمدارس القومية التي تُدرس المناهج باللغة العربية تتراوح مابين 350 إلى 700 ألف جنيه غير شاملة الترحيل بمعدل زيادة يختلف من مدرسة لأخرى يصل إلى 200% أحيانًا؛ وعزّا الزيادة الكبيرة في الرسوم بأنّ 90% منها لأسباب منطقية كارتفاع أسعار كل من المحروقات والكهرباء ومداخلات العملية التعليمية ومرتبات المعلمين.

تمويه
وصب الاستاذ عبد الله صالح ولي أمر تلميذ جام غضبه على الدولة التي لم تحرك ساكناً إزاء ما يحدث من انتهاك صريح للعملية التعليمية ، وقال عبد الله بأن لديه تلميذ يدرس بالمدارس البريطانية رسومه في هذا العام (1500) دولار في الوقت الذي تطبع كتب هذه المدارس بالعملة المحلية داخل السودان ، وقال ” هم يتحدثون بأنهم يطبعون الكتب في بريطانيا ولكن نحن نعلم جيداً بأن هذه الكتب تطبع في السودان بالعملة المحلية وهذا واستهتار كبير التعليم وينقص من قيمته التربوية .
ومضى عبد الله بقوله بأنه يعرف العديد من أولياء الامور سحبوا أبنائهم من المدارس بعد أن عجزوا عن دفع مصاريفهم ، وقال بأنه سجل ابنته في مدرسة خاصة بمصاريف تتجاوز المليون جنيه – مليار بالقديم- وأضاف ” ليست هناك مشكلة في أن يدفع ولي الأمر لابنه أو إبنته مصاريف للدراسة في المدارس الخاصة الا أن عدم وجود سقف من وزارة التعليم لهذه الرسوم أمر غير مقبول وتابع ” هناك تفاوت في الرسوم في مدارس متساوية المستوى تجد مدرسة على سبيل المثال يطلب رسوم (700) ألف وأخرى بنفس المستوى (800) ألف جنيه .