الأخبار الرئيسيةتقارير

سد النهضة.. فرص العودة للحوار الثلاثي

تقرير- النورس نيوز

في الرابع والعشرين من يوليو أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن سفر المبعوث الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر إلى مصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا في الفترة من 24 يوليو إلى 1 أغسطس، حيثُ يقدم الدعم الأمريكي للتوصل إلى حل دبلوماسي للقضايا المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي، بما يحقق مصالح جميع الأطراف؛ وبحسب بيان الخارجية الأمريكية، في أديس أبابا سيتشاور السفير هامر أيضًا مع الاتحاد الأفريقي، الذي تجري تحت رعايته محادثات سد النهضة.

 

موقف السودان
وزير الري السوداني ضو البيت عبد الرحمن قال في وقت سابق لـ “تلفزيون “الشرق”، إن السودان يجري مشاورات مع مصر وإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة؛ وقال: الجهود الدبلوماسية السودانية “مفتوحة تجاه أي دعوات دولية وإقليمية للتسوية بشأن أزمة سد النهضة، نبحث الآن مع مصر وإثيوبيا عملية ملء سد النهضة وتشغيله، وفي الوقت ذاته نتطلع للتوصل إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم لكل الأطراف”.
وفي الـ28 من يوليو قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية؛ ملس آلم إن المباحثات بين وزيري خارجية إثيوبيا وروسيا تناولت القضايا العالقة بشأن سد النهضة؛ وأضاف: نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي؛ ديميكي ميكونين سلط الضوء خلال المباحثات مع سيرجي لافروف على التزام إثيوبيا الثابت بمعالجة قضية سد النهضة وديًا في المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا والسودان ومصر.
وفي يونيو عقدت اللجنة العليا لمتابعة ملف سد النهضة اجتماعها الأول بعد إعادة تشكيلها برئاسة وزير شؤون مجلس الوزراء المكلف ؛ عثمان حسين عثمان .
واستعرض الاجتماع مهام واختصاصات اللجنة و منهجية عملها، و أمن الاجتماع على ضرورة متابعة ملف سد النهضة والعمل على دعم الموقف التفاوضي للسودان بما يراعي المصالح الاستراتيجية العليا للبلاد.

جمود المفاوضات
وتواجه المفاوضات جمودًا بعد أنّ وصلت الدول الثلاث إلى طريقٍ مسدود بشأن كيفية ملء وتشغيل السدّ.
ويرى السودان أنّ “الملء من جانب أحادي” لخزان سد النهضة الإثيوبي في يوليو سيشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي السوداني.
وتعتبر مصر سد النهضة الإثيوبي تهديدًا لمواردها من المياه العذبة، التي يأتي أكثر من 90% منها من نهر النيل.
وتتفاقم أزمة “سد النهضة” بين السودان ومصر وإثيوبيا، مع تعثر المفاوضات الفنية، التي بدأت منذُ 10 سنوات، ويديرها الاتحاد الأفريقي؛ ولم تنجح محادثات استضافتها الولايات المتحدة في 2020م من التوصل إلى اتفاق.
بالمقابل أكد وقتها وزير الري الإثيوبي، سيلشي بيكيلي أن أديس أبابا ملتزمة باستخدام عادل ومنصف لموارد نهر النيل دون إلحاق الضرر بدولتي المصب… وسبق أن أبدت الخارجية السودانية اعتراضها على تصريحات لمدير سد النهضة في إثيوبيا ، وقالت إن التصريحات تجاهلت موقف السودان الثابت من عملية ملء وتشغيل السد إلا بعد التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يحقق مصالح الشعوب.

الكاتب الصحفي المهتم بالشأن الأفريقي محمد مصطفى جامع قال لـ(النورس نيوز): لا يوجد إعلان رسمي من إثيوبيا بخصوص الملء الثالث للسد، وهناك تضارب في توقعات المراقبين بعضهم يرى أن الملء قد انتهى فعلياً والبعض الآخر يعتقد أنه لم ينته بعد.
وأضاف: صمت السودان شيء طبيعي بسبب عدم وجود حكومة تنفيذية منذ انقلاب 25 أكتوبر، إلى جانب عدم وجود ضرر ملموس جراء الملء الثالث كما حدث في العام الماضي عندما قلّ منسوب المياه بصورة مفاجئة.
أما مصر التي وجهت مؤخرًا خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتسجيل اعتراض مصر ورفضها التام لاستمرار إثيوبيا في ملء سد النهضة بشكل أحادي دون اتفاق مع مصر والسودان حول ملء وتشغيل السد، يقول جامع: التحرك المصري باللجوء إلى مجلس الأمن غير مفهوم لأنه سبق لمصر أن قدمت شكوى العام الماضي عند الملء الثاني، لكن المجلس لم يفعل شيئاً سوى حث الأطراف الثلاث على التفاوض وحل الأزمة بشكل ودي، لكن ربما يكون هدف التحرك الأخير هو طمأنه الرأي العام الداخلي بأن الحكومة المصرية غير راضخة لإثيوبيا.
وتابع: ثمة تسريبات غير مؤكدة تتحدث عن مفاوضات ثلاثية غير معلنة بين السودان ومصر وإثيوبيا تستضيفها أبو ظبي.

 

إجراءات أُحادية
المحلل والكاتب الصحفي محمد عبد العزيز قال لـ(النورس نيوز): مخاوف السودان من ملء وتشغيل سد النهضة ما تزال حاضرة خاصة في ظل إصرار اثيوبيا على الاجراءات الأحادية وآخرها الملء الثالث.
وأضاف: انقلاب 25 اكتوبر والفراغ الدستوري أثر في موقف السودان سياسيا وإعلاميا، ولكن فنيًا ما يزال الفريق يواصل عمله، السودان يتمسك بمواصلة التفاوض حول ملء وتشغيل سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، حال تعديل منهج التباحث بإعطاء دور أكبر للخبراء، ويؤكد على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم يعالج مخاوفه فيما يلي تبادل البيانات والمسائل الفنية الأخرى وعلى رأسها التغيير اليومي لتصرفات سد النهضة، ومتوسط التشغيل السنوي، وهي مسائل حيوية ترتبط بأمن وسلامة منشآته المائية ومشروعاته الاستراتيجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *