الأزمة السودانية.. مبادرات متعددة ومخرج واحد

تقرير – النورس نيوز
منذ الاجراءات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان في 25 اكتوبر الماضي ظلت الساحة السياسية تشهد اعلان مبادرات سياسية بهدف انها الازمة الراهنة بالبلاد ، كان اخرها مبادرة رئيس نداء اهل السودان الخليفة الشيخ الطيب الجد ودبدر التي تم طرحها بقاعة الصداقة ، والتي تضم احزاب سياسية والادارات الاهلية والطرق الصوفية وغيرها ، فهل سيُكتب لها النجاح ، ان ستكون مثل المبادرات السابقة ؟.

 

مخرجا للانقلاب:
ابرز المبادرات اطلقها رئيس بعثة اليونتامس فولكر بيرتس ،التي في يناير الماضي بهدف انهاء الازمة التي تمر بها البلاد ، وقتها قال فولكر “انه حان الوقت لوقف العنف والدخول في عملية تشاور شاملة بالبلاد ، مع الاطراف بشكل منفرد “، موضحا انه لا يوجد اي اعتراض من المؤسسة العسكرية علي المبادرة ، وتوقع دعما فاعلا منها.
المكون العسكري رحب بالمبادرة وذهبت التحليلات بأنها تمثل مخرجا له من الانقلاب العسكري ، وانه سيبدي مرونه كبيرة عند جلوسه مع المدنيين ، لانهم يريدون تهدئية الشارع الذي خرج في تظاهرات رافضا لوجودهم في السلطة ، واصبحت البلاد شبه معطله وهذا الامر له تداعيات خطيرة ، فالعسكرييون لا يريدون ان يكتب التاريخ انهم كانوا من اسباب انزلاق البلاد الي الحرب ، وهذه اسوأ السيناريوهات التي يمكن ان يصل اليها السودان خاصة انه يعاني من الهشاشة.
لكن في ابريل هدد البرهان بطرد فولكر لعدم التزامه بالحياد والتدخل في شؤون البلاد .
حوار الثلاثية:
في الثامن من يونيو الماضي اطلقت الالية الثلاثية الممثلة في الايقاد والاتحاد الافريقي والامم المتحدة الحوار (السوداني السوداني) بفندق السلام روتانا، لايجاد حل للوضع السياسي بالبلاد ، لكن هذه المبادرة كُتب لها الفشل منذ اليوم الاول ، حيث تغيبت قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي ، وكان ابز الحاضرين الحرية والتغيير مجموعة التوافق الوطني والمكون العسكري وعدد من الاحزاب التي شاركت النظام السابق في السلطة .
وبعد ايام جلست الحرية والتغيير والمكون العسكري علي طاولة حوار بدعوة من امريكا والمملكة العربية السعودية بمنزل السفير السعودي ، وقتها حذرت المكونات السياسية من اي اتفاقيات ثنائية بين المتحاورين ، ولم يمض وقت طويل حتي اعلنت الالية توقف الحوار (السوداني السوداني) وقالت انها ستجري لقاءات منفردة مع القوي السياسية .
وهذه المبادرة عمقت الخلافات بين المكونات السياسية ، وشنت هجوما علي الالية بحجة انها منحازة لمجموعة الحريةو التغيير المجلس المركزي .

اساتذة الجامعات :
مديرو الجامعات السودانية ، اطلقوا مبادرة لجمع الصف الوطني بغرض انفاذ مقررات ثورة ديسمبر المجيدة وانجاز الانتقال الديمقراطي وصولا الي عهد ديمقراطي مستدام ، وللخروج باعلان سياسي او اعلان مبادي .
ورغم ان التفاؤول الكبير الذي حظيت به المبادرة باعتبار ان اساتذة الجامعات السودانية يعتمدون علي الاسسس العمية في تحديد المشاكل والحلول بدقة متناهية ، ويصنف كثير منهم بإرتداء ثوب الوطنية وغير محزبين ، بالتالي فرص نجاح مبادرتهم اكبر ، لكن لم يُكتب لها النجاح .

مبادرة الثورية :
مارس الماضي اطلقت الجبهة الثورية مبادرة للتوافق بين الفرقاء لحل الأزمة السودانية، تحتوي خارطة طريق ومصفوفة للتنفيذا ، وتشمل مرحلتين الأولى بين شركاء الفترة الانتقالية المنصوص عليهم في الوثيقة الدستورية (2019) بهدف التوصل إلى حكومة تدير الفترة الانتقالية ، والمرحلة الثانية حوار بين القوى السياسية يفضي إلى حلول بشأن موضوعات تختص بنظام الحكم والدستور والانتخابات.
واطلق عضو مجلس السيادة الانتقالي رئيس الحركة الشعبية شمال مالك عقار ، مبادرة لانهاء الازمة السياسية ، رغم ان كل المبادرات وجدت صدي اعلامي واصبحت حديث المجالس ، لكنها لم تحقق هدفها حتي الان ، وبعضها مات بمجرد اعلانها .

التوافق الوطني :
وبحسب تقارير اعلامية فإن رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، اعلن قبوله مبادرة طرحها الطيب الجد، أحد مشايخ التصوف، من أجل التوافق الوطني للخروج من الأزمة الراهن .
وتنص المبادرة على ألا تتعدى الفترة الانتقالية عاما أو عاما ونصف العام على أن تليها مباشرة انتخابات حرة ونزيهة .
يذكر ان مبادرة الشيخ الطيب الجد (رئيس نداء أهل السودان للتوافق الوطني) تدعو إلى التوافق على تعيين رئيس وزراء مستقل وتشكيل حكومة غير حزبية تتولى السلطة لفترة انتقالية قصيرة .

سند جماهيري :
المحلل السياسي عبدالرحمن الدومة قال في تصريح لـ(النورس نيوز) اي مبادرة تُطرح في الساحة السياسية يجب النظر الي موقفها من اللاءات الثلاثة ، واذا تحقق اللاءات فانها ستنجح ، وسيكون لها مستقبل وستجد سند جماهيري وسند من لجان المقاومة والثوار في الشارع ، واذا لم تحقق اللاءات الثلاثة فهي فاشلة .
واضاف الدومة ان الحديث عن ان المبادرات السودانية هي الافضل من الاجنبية كلمة حق اريد بها باطل ، مشيرا الي ان هذه الدعوات تصدر من الفلول والدولة العميقة ، لافتا الي انهم يقدمون التنازلات ويوقعون الاتفاق وقبل ان يجف المداد ينقضوا العهد ، وذلك لابعاد اي اجنبي يمكن ان يكون شاهد علي الاتفاق .

Exit mobile version