الأخبار الرئيسيةتقارير

أحداث باشدار.. انتحار سياسي أم بداية للوحدة؟

الخرطوم – نبيل صالح

وجد اعتداء مجموعة من الشباب على موكب الحرية والتغيير استهجاناً واسعاً في الاوساط الثورية متمثلة في لجان المقاومة بالعاصمة الخرطوم ، وقوى سياسية التي وصفت ما حدث بالخطير والمهدد لوحدة قوى الثورة بينما صوبت أصابع الاتهام تجاه قوى الردة والثورة المضادة ، فيما نعى ناشطون وسياسيون قوى المركزي واعتبروا أن ما أقدمت عليه بمثابة إنتحار سياسي، لجهة أنها كانت تتوقع ما حدث ونتائجه التي قد تهز صورة التحالف العريض أمام ، الشارع السوداني الذي يعول عليها في احداث التغيير المنشود ، الا الحرية والتغيير قللت من الحديث عن ما قامت به “انتحار سياسي” وأكدت أن الحادث رافعة سياسية تنقل قوى الثورة من حالة التشظي الى الوحدة ، ويعتقد مراقبون أن مكونات الحرية والتغيير المركزي ذات القواعد العريضة في المشهد السياسي السوداني لا يمكن أن تتأثر بما حدث .
واعتدت مجموعات شبابية الثلاثاء، على الموكب الذي نظمه تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير بإطلاق الغاز المسيل للدموع والسلاح الأبيض ما أدى لوقوع إصابات متفاوتة وأشار البعض لانتمائها لأحدى لجان المقاومة بينما اتهمت قوى الحرية والتغيير جهاز الأمن بالوقوف خلفها.
وانقسمت مواقف لجان المقاومة حيال مليونية “السودان الوطن الواحد” التي تبناها التحالف للتنديد بخطاب الكراهية ونبذ العنف القبلي، حيث أعلن عدد من تنسيقيات المقاومة رفضها المشاركة في الموكب فيما حذرت تنسيقية لجان مقاومة الديوم الشرقية من إقامة أي تجمع في نقطة باشدار.
وطبقاً لـ”سودان تربيون” قال شاهد إنه فور وصول الموكب الذي كان على رأسه قيادات بارزة في الائتلاف الحاكم السابق تقدمهم خالد عمر يوسف وإسماعيل التاج وعضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي وصديق الصادق المهدي بدأت مجموعة شبابية متواجدة على الجانب الآخر من باشدار هتافات مضادة للحرية والتغيير، وأضاف بقوله “استمر هذا الوضع لنحو ربع ساعة ثم بدأ إطلاق الغاز المسيل للدموع من عدة مجموعات مدنية أعقبه استخدام الأسلحة البيضاء والعصي في الهجوم على المتجمعين ما احدث ترويعاً وفوضى عارمة.
واستنكر القيادي في الحرية والتغيير شهاب الطيب هذه الأحداث متهماً مجموعات لم يسمها باستهداف قيادات الحرية والتغيير، وقال إن المسلحين تعمدوا الاعتداء على قيادات التحالف بالتحديد فيما لحقت إصابات ببعضهم، وأكد أن الموكب أوصل رسالته فيما يتعلق برفضهم للصراعات القبلية وانعدام الأمن في عدد من الولايات.
وحذر الامين العام للمؤتمر الشعبي المكلف د.محمد بدر الدين من استشراء ظاهرة العنف وسط القوى المدنية على النحو الذي حدث الثلاثاء بمنطقة باشدار وقال لـ(النورس نيوز) أن هذه الظاهرة ستحول الحراك السلمي الى العنف وهذا ما تعمل من أجله قوى مضادة لوحدة قوى الثورة وأتهم بدر الدين جهات لم يسمها بتمويل وتخطيط ما حدث في المواكب وقال ” لن نسم الجهات التي قامت بهذا الفعل الآن ولكننا على ثقة بأن هناك جهة معادية للثورة قامت بهذا الفعل المشين لضرب الثورة ، والهدف حمل الشارع على الكفر بالثورة وممارسة الديمقراطية .
وأثارت حادثة الاعتداء على موكب الحرية والتغيير استنكاراً واسعاً لجهة أنها تزيد الشقة بين القوى المدنية الساعية لإسقاط الانقلاب العسكري، واستهجنت عدد من لجان المقاومة بالعاصمة الخرطوم العنف الذي طال الموكب، وأكدت بأن المقاومة السلمية الرافضة للعنف ومصادرة الحق في الحرية والتعبير السلمي بالقوة تحتم عليهم الدفاع عن هذه القيم السلمية لكونها السلاح الوحيد والفعال في الصمود وإسقاط الأنظمة الديكتاتورية.
وتعتقد القيادية بالحرية والتغيير المركزي سلمى النور أن ما حدث لا يخصم من رصيد الحرية والتغيير ، بل العكس قد يكون رافعة سياسية تدفع نحو ضرورة وحدة الثورة لمواجهة أعدائها ، وقالت سلمى لـ “النورس نيوز” أن مخاوف الاجهزة الامنية الانقلابية تجعلها تبحث عن وسيلة أخرى لضرب قوى الثورة من الداخل بخلق صراع مدني – عسكري برداء مدني ، واتهمت سلمى تلك الجهات بتمويل عملية الاعتداء وقالت ” شاهد الكثيرون عربات الدفار تنزل مدنيين يحملون أسلحة بيضاء ” .
واستبعدت سلمى تورط قوى ثورية في هذه العملية وقالت نثق في قوى الثورة المدنية في عدم استخدام العنف في خلافاتها مع بعض وتابعت ” لا يمكن ان تستخدم قوى مدنية العنف على النحو الذي شاهده الجميع ” .
ويقول الاستاذ معاذ زكريا – المحامي والكاتب الصحفي ان الحرية والتغيير – المجلس المركزي ربما أساءت التقدير من حيث التوقيت ومكان الموكب ، إذ لم يحالفها الحظ في موكب 26 يوليو ، فكان يمكن ان يخرج الموكب بصورة افضل من تلك التي خرج بها لو كان هنالك تنسيق جيد مع لجان المقاومة ، فنجاح المواكب السابقة إنما جاء كنتيجة منطقية للتنسيق والتعاون بين قوى الثورة ، هذا بالطبع لا يعطي لجان المقاومة الحق في منع اي شخص من التعبير السلمي عن رأيه حسبما جاء في بيان لجان مقاومة الديوم الشرقية.
وتابع معاذ ” لكن السؤال في تقديري الى اي مدى يكشف هذا الأمر حجم الفجوة التي اصبحت تزيد يوماً بعد يوم بين القوى الثورية على الأرض ، فاذا كان الجميع متوحدون عند قيام ثورة ديسمبر المجيدة ، فالان قوى الثورة تفرقت أيدي سبأ ، بل ان الأمر ذهب لأبعد من ذلك بتبادل الإتهامات والتخوين بين رفقاء الأمس ، وهو أمر مؤسف ومحزن في آن واحد.
وتعليقاً على تورط جهات فيما حدث من اشتباك قال معاذ لـ(النورس نيوز) أن هناك جهات معادية للثورة تستغل الفرص لشق صف القوى الثورية لاظهارها بمظهر الضعيف أمام المجتمع الدولي والاقليمي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *